وفاة الصحافية الأميركية كارول فلمنغ صاحبة موقع «بدوية أميركية»

تزوجت دبلوماسيا سعوديا وكرست حياتها لتقديم صورة إيجابية عن السعودية والسعوديين

كارول فلمنغ
TT

نعت أجهزة إعلامية أميركية وفاة الصحافية الأميركية كارول فلمنغ التي تخصصت في الكتابة عن السعودية، وفي تقديم صور إيجابية من الحياة اليومية للسعوديين. وبالإضافة إلى عدة كتب نشرتها، ركزت فلمنغ مؤخرا على موقع في الإنترنت يحمل اسم «بدوية أميركية».

وكتب باتريك رايان، رئيس تحرير موقع «سوسريس» الذي يركز على العلاقات السعودية الأميركية: «شيدت كارول جسرا بين الأميركيين والسعوديين ليس له مثيل». وقال إنها توفيت متأثرة بمرضها بالسرطان. وكان زوجها السعودي عبد الله عثمان العجروش، الدبلوماسي السعودي، قد توفي قبل ثلاث سنوات بالسرطان أيضا.

وكانت فلمنغ قد كتبت في موقعها في ذكرى مرور ثلاث سنوات على وفاته، تحت عنوان: «إلى الحبيب في الجنة. إلى عزيزي ابن الصحراء..».. وختمت الرسالة بتوقيع: «بنت الصحراء، البدوية الأميركية».

وتجدر الإشارة إلى أن فلمنغ بدأت موقعها على شبكة الإنترنت سنة 2006. وأوضحت أنها فعلت ذلك «لتقديم الصورة الحقيقية عن السعوديين والسعوديات». وكانت تكتب يوميا عن مختلف المواضيع الثقافية والاجتماعية، ولا تركز على السياسة والاقتصاد.

وكتبت ذات مرة: «أريد أن أدعم العلاقات بين الشعبين السعودي والأميركي لأني محظوظة لأني صرت مثلا حيا لهذه العلاقات. أكتب عن عائلتي الأميركية، وأكتب عن عائلتي السعودية. أكتب عن العادات الأميركية، وعن العادات السعودية. ورغم الاختلافات، أرى الإنسانية في خلفية كل منهما».

بالإضافة إلى التعليقات اليومية، كانت تكتب كل شهر عن: مسابقة، بجوائز، عن معلومات الأميركيين عن السعودية. ومعجم عربي/إنجليزي عن الكلمات الأساسية التي يحتاج إليها الأميركي المسافر إلى السعودية، والسعودي المسافر إلى أميركا. وقصة سعودية، تبدأها ثم تطلب من قرائها الأميركيين أن يكملوها. وطعام سعودي مفضل، وطريقة إعداده. بالإضافة إلى مقابلات مع سعوديين في أميركا، وأميركيين في السعودية.

* لماذا اسم «بدوية أميركية»؟

* قالت: «بعد زواجنا، عدت مع زوجي إلى قريتي الأميركية الصغيرة في ريف ولاية بنسلفانيا. ورأي زوجي لأول مرة لافتة مكتوبا عليها: (مرحبا بكم في قرية اسبيفيل). وعلق زوجي: (لا يعرف القرية سوى قادم من القرية. وإذا كنت أنا قرويا بدويا سعوديا، فأنت قروية بدوية أميركية). ومنذ ذلك الوقت، ظل الاسم محفوظا في ذهني، حتى حولته إلى موقع في الإنترنت».

وكتبت عن سنوات عملها دبلوماسية أميركية (كانت تعمل دبلوماسية في السفارة الأميركية في باكستان عندما قابلت زوجها الدبلوماسي السعودي. وتركت العمل الدبلوماسي عندما تزوجا). وقالت: «كنت دبلوماسية متجولة، وزرت مائة دولة تقريبا. وساعدني هذا على التأقلم على الحياة السعودية. وطبعا، قبل ذلك ساعدني على معرفة زوجي، وعلى حبه. واحدة من ميزات العمل الدبلوماسي، بالإضافة إلى زيارة دول، ومقابلة رؤساء وملوك وأمراء، هو التعرف على الشعوب المختلفة. وعلى عاداتها التي قد تختلف عن عاداتنا، لكنها، في نهاية المطاف، تؤكد حقيقة العلاقات الإنسانية بين البشر جميعا».

واعترفت بأنها لم تكن «أميركية عادية»، وذلك بسبب جولاتها الخارجية، وبسبب زواجها من سعودي. إلا أن ذلك ساعدها في عملها الصحافي، وفي تأليف كتابها: «جسور: دراسة اجتماعية».

وقالت ذات مرة: «يصيبني غضب يتسرب إلى كل جسدي عندما أشاهد في التلفزيون أو أقرأ في صحيفة عن (خبير) يتحدث عن السعودية، وهو لا يعرف السعودية».

وأوضحت: «أكثر ما استمتعت به في السعودية، بسبب الفردية المنتشرة في المجتمع الأميركي، هو علاقة زوجي العائلية القوية والواسعة. ذلك أن العائلة السعودية لا تحرص فقط على علاقات قوية بين الأزواج والأبناء والبنات، ولكن أيضا تمتد إلى الأعمام والعمات والأخوال والخالات. وحتى إلى عائلات أبعد».