في لفتة إنسانية، وتقديرا للفوز الكبير الذي حققه أخيرا، حرص الدكتور هشام قنديل، رئيس الوزراء المصري، الذي يزور اليابان حاليا، على لقاء المصارع المصري عبد الرحمن شعلان وشهرته «بودي»، وهو أول عربي وأفريقي يرقى إلى مرتبة النخبة في رياضة السومو اليابانية القديمة، بعد أن وصل إلى ثاني أعلى ترتيب في اللعبة. والتقط قنديل صورا تذكارية معه كنوع من التقدير.
وكان مصارع السومو المصري شعلان قد حصل على اعتراف اتحاد السومو الياباني، وتمت ترقيته إلى المستوى الثاني من بطولة السومو وهي رتبة جيوريو، ليكون بذلك أول مصري وعربي وأفريقي محترف في لعبة السومو اليابانية الشهيرة. وكان اتحاد السومو الياباني قد وافق على رفع درجة شعلان إلى «جيوريو» بعد الأداء المتميز الذي ظهر به أخيرا، حيث فاز في آخر دورة شارك فيها في طوكيو بكل المباريات السبعة التي خاضها، وخلال مشاركته في سبع دورات خلال عام 2012 خسر فقط 6 مباريات من أصل49 مباراة.
ويقول محمد عبد العليم ذكر الله، المدرب العام للمنتخب القومي المصري للسومو لـ«الشرق الأوسط»، إن شعلان لاعب مميز ويحب اللعبة وهو سر تفوقه في رياضة السومو.
ويبلغ شعلان الذي يطلق عليه باليابانية لقب «أوسونا راشي» أو «عاصفة الرمال الكبرى» من العمر 21 عاما، وهو من مواليد محافظة الدقهلية (شمال القاهرة)، وطوله 189 سنتيمترا ووزنه 145 كيلوغراما، واكتشف حبه لمصارعه السومو وعمره 15 عاما، وتخلى عن دراسة المحاسبة من أجل دخول عالم السومو.
وكان شعلان فاز في آخر دورة خاضها بطوكيو الشهر الحالي، بكل مبارياته السبع، لكن المهمة ستكون أصعب الآن إذ يخوض المصارعون في أول درجتين 15 مباراة على الأقل في كل دورة.
وعن بدايته في ممارسة اللعبة قال شعلان عقب فوزه باللقب العالمي الأسبوع الماضي: «بدأت ممارسة رياضة السومو في مصر في سن الخامسة عشرة، ووقتها لم أكن أعرف اللعبة جيدا، حيث قرأت عنها كثيرا علي الإنترنت، ثم بدأت ممارسة تمارينها في اتحاد السومو. وبعد فترة قصيرة شاركت في بطولة العالم للشباب 2008 في روسيا وحصلت علي المركز الثالث، وكنت أتخيل وقتها أنني حققت نجاحا كبيرا ومصر ستكون فخورة بأنني أول عربي يحصل علي بطولة في السومو».
ووصل شعلان إلى مستوى الاحترافية بعد فوزه بميدالية برونزية في بطولة السومو العالمية للمبتدئين عام 2008 وبميدالية برونزية في دورة عام 2010. ويضيف مدرب المنتخب المصري للسومو، أن «شعلان حصل على الميدالية البرونزية في عام 2008 بأستونيا، وكان الأقرب للفوز بالميدالية الذهبية».
ومن المقرر أن يخوض عبد الرحمن شعلان بطولة جديدة في يوليو (تموز) المقبل التي يأتي موعدها في شهر رمضان، ويقول شعلان إنه «قادر على التدرب 4 ساعات على الأقل في النهار والصوم أيضا».
ويذكر أن معظم لاعبي السومو يتناولون أضلع الخنزير المقلي وشرب الجعة ونبيذ الساكي كي يكتسبوا حجمهم الضخم. وعن هذا الأمر قال المدرب الياباني الذي يدرب شعلان، إن البطل المصري استبدل بأضلع الخنزير، المحرم في العقيدة الإسلامية، عصيدة من اللحم والخضار والسمك تسمى «شانكونابي». وأضاف: «عندما نقدم أضلع الخنزير نحضر له أضلع الدجاج، وعندما نستعمل لحم الخنزير في طبق شانكونابي، نقدم له طبقا آخر».
يشار إلى أن مصارعي «الجوريو» يتلقون - مثل المصارعين في مرتبة ماكونو أوتشي وهي أعلى مرتبة - راتبا شهريا منتظما وكذلك مزايا أخرى مرتبطة بأن يصبح المصارع في مرتبة «سيكيتوري»، أو العضو بأعلى مرتبتين برياضة السومو. ويعتبر مصارعو السومو في المرتبات الأدنى من الجوريو ويتلقون علاوة صغيرة بدلا من الراتب الشهري.
ويختتم محمد عبد العليم ذكر الله، المدرب العام للمنتخب القومي المصري للسومو، قائلا: «لدينا كوادر قوية جدا في مصر تستطيع المنافسة عالميا، وبالفعل حقق المنتخب المصري نتائج متميزة، لكن نحتاج للدعم المادي والأدبي»، مطالبا وسائل الإعلام بتوفير الدعم الإعلامي في مصر لرياضة السومو.