مصير الأرض بين وول سميث وبراد بيت

شباك التذاكر

«بعد الأرض»
TT

* «بعد الأرض» حط على الأرض فعلا.. الأرض المقصودة هي أرض «شباك التذاكر»، إذ لم تنطلق المركبة الفضائية بعيدا منجزة المركز الأول كما حلمت، بل اكتفت بالمركز الثالث مشكـلة واحدة من المفاجآت القليلة، لكن المحسوبة، هذا الأسبوع.

«بعد الأرض» يملك كل المواصفات المطلوبة للنجاح: خيال علمي - كارثة أرضية - افتراض مستقبلي، ونجم مشهور هو وول سميث، سبق لأفلامه الكثيرة أن أنجزت وعودها. لكن الجمهور كانت لديه خيارات عدة هذا الأسبوع، من بينها مواصلة الإقبال على الفيلم الذي تربـع في المركز الأول الأسبوع الماضي وهو «سريع وهائج 6». كذلك، كان لديه اختيار آخر من النوع المثير للفضول: فيلم بعنوان «الآن تراني» (Now You See Me) حول مجموعة من السحرة يسطون على المصارف مستخدمين قدراتهم تلك ويوزعون الغلـة على الناس.

* رقميا، أنجز «سريع وهائج 6» الحصـة الأعلى من الإيرادات وهي 34 مليون دولار في أميركا الشمالية، مما رفع إيراداته هناك إلى 170 مليون دولار في أسبوعين. «الآن تراني» أنجز نحو 28 مليونا، أما «بعد الأرض» فحصد 27 مليونا. «آيرون مان 3» في المركز السابع حاليا، لكن مجمل إيراداته تفوق الـ285 مليون دولار حتى الآن، وذلك داخل الولايات المتحدة وحدها. مبلغ لن يستطيع م. نايت شيآمالان، مخرج «بعد الأرض»، ولا شركة «صوني» المنتجة، أن تحلم به لفيلمها هذا، علما بأن التوقـعات الأولى كانت تقوم على أن فيلم وول سميث وابنه جادن (في البطولة) لا بد سينجز نحو 40 مليون دولار في أيامه الثلاثة الأولى، مما يجعله قادرا على افتتاح الأسواق العالمية بثقة أكبر.

* لا بد من ملاحظة أن نصيب وول سميث من هذا النجاح مشابه لنصيب توم كروز عندما تقدم بفيلمه «نسيان» للفوز بالقمـة قبل نحو شهرين، إلا أنه مر عليها سريعا، ثم، وكما أحداث الفيلم، تناوله النسيان سريعا. ما هو مختلف، أن نجاحات وول سميث الأبرز خلال مهنته بـنيت على أفلام خيال علمية مثل حال «بعد الأرض»، منها «يوم الاستقلال» (1996)، و«أنا أسطورة» (2007)، و«رجال في الأسود» (1997). لم يساعد الموقف طبعا، أن النقاد كانوا - على نحو شامل - ضد «بعد الأرض»، من بين 35 ناقدا أميركيا وقف مع الفيلم ثلاثة، وعارضه ثمانية عشر، وتداوله الباقون (أربعة عشر) كعمل متوسط القيمة.

* الفيلم ذاته سينطلق في نهاية هذا الأسبوع في ستين دولة، حيث سيكون عليه تسجيل نحو 300 مليون دولار، كحد أدنى، لكي يعوض تكلفته التي بلغت 140 مليونا، وفوقها ملايين الدولارات للترويج وشؤون الدعاية. وربما سار على الدرب ذاته الذي يسير عليه حاليا «آثار السهرة» (The Hangover 3) فهو أيضا خسر موقعته في الصالات الأميركية (سقط هذا الأسبوع من المركز الثاني إلى السادس)، لكنه ينجز المركز الأول عالميا ولو بصعوبة. إيرادات هذا الفيلم الثالث في السلسلة حتى الآن داخل الأسواق العالمية، بلغت 110 ملايين دولار، لكن لا أحد يعتقد أنه سيمكث قويا بعد أسبوع عندما يحط فيلم براد بيت الجديد «الحرب العالمية زد» (World War Z) الذي يعد بأن يكتسح كل ما في طريقه نسبة لبطله ولكونه فيلم رعب يحتل على رقعة إنتاجية كبيرة، متحدثـا عن اجتياح الزومبيز للعالم بأسره، مما سيشكل خبرا سيئا لفيلم وول سميث المذكور، كون المحتمل هنا هو أن يتجاوز «آثار السهرة»، لكنه قد لا يستطيع مجابهة «الحرب العالمية زد».