«غاتسبي العظيم» يعيد العشرينات والثلاثينات إلى الحياة الأوروبية

حفلات بذخ خاصة مع إكسسوارات مثل قلادات اللؤلؤ والقفازات ومعاطف الفرو

ليوناردو دي كابريو يتقدم كاري موليغان وإليك بولدوين في مشهد من فيلم «غاتسبي العظيم»
TT

يؤدي الممثل ليوناردو دي كابريو دور «جاي غاتسبي» بطل فيلم «غاتسبي العظيم»، الذي افتتحت عروضه في معظم دول العالم، وكانت قد سلطت الأضواء عليه وعلى عشيقته السابقة «ديزي»، التي تلعب دورها الممثلة البريطانية كاري موليغان المتزوجة من رجل آخر. جاي غاتسبي رجل غامض وفاحش الثراء يقيم حفلات تتجاوز كل الحدود في قصره الفاخر خارج نيويورك، وتتمثل خطته السرية في استعادة ديزي.

الحفلات التي نظمها في قصره وحفلات الشاي واللقاءات التي أقامها في الفنادق الفخمة القريبة من بيته من أجل كسب حبيبته السابقة عكست تلك الفترة للمجتمع المخملي الأميركي في عشرينات القرن الماضي، وكذلك الحياة البوهيمية التي سادت المجتمعات الأوروبية في تلك الفترة.

هذا النوع من صخب الحياة بدأ يعود ثانية بعد افتتاح عروض الفيلم أخيرا، كما جاء في تحقيق وكالة الأنباء الألمانية حول ثأثيرات الفيلم على الأنماط الحياتية.

وبعيدا عن أعين رجال الشرطة البريطانية التي تملؤها التساؤلات وفي قبو مظلم في مكان ما في منطقة ويست إند في العاصمة البريطانية لندن، احتفلت مجموعة من الفتيات إلى حد فج بموضة تلك الفترة الصاخبة. وفي قاعة دار بلومزبري في لندن، حيث تقام الحفلات الممنوعة تقول إن كابرانوس: «إن عدد من يحضر حفلاتنا في زيادة مطردة باستمرار على مدى العامين الماضيين». ويرتدي هؤلاء الأزياء التي كانت سائدة في تلك الفترة.

ولكنك لا تحتاج إلى أن تكون مليونيرا لترتدي أزياء مثل شخصيات فيلم «غاتسبي العظيم». وقد صممت أشهر شركات الأزياء الراقية أزياء على نمط الفتاة المتبرجة. وكانت الفتيات تسخرن من العادات والتقاليد المتبعة في عشرينات القرن الماضي بالتدخين وارتداء التنورات القصيرة.

وفي بريطانيا، صمم تيد بيكر وريفر إيلاند مجموعة من جواهر الرأس المبهرة للنساء وبذلات من ثلاث قطع للرجال في مجموعتهما الجديدة.

ووفقا لمعهد الموضة الألماني فإن «الإكسسوارات مثل قلادات اللؤلؤ، والقفازات ومعاطف الفرو على نمط الموضة السائدة في عشرينات القرن الماضي تباع بشكل جيد للغاية في الوقت الراهن».

«توضح مجموعات موسم الشتاء لعام 2015 / 2014 أيضا أن كثيرا من المصممين مثل لانفين أو غوتشي يعودون إلى الوراء الآن بحثا عن الإلهام».

وبالنسبة للنساء تعني هذه العودة إلى الفساتين الفضفاضة بطول الركبة، والجواهر اللافتة للانتباه، والكعب متوسط العلو والفراء. ويمكن للرجال إبراز شدة تأنقهم من خلال ارتداء بذلة أنيقة مع صدرية مبطنة بالحرير، مع منديل أو قبعة جولف.

وتجتذب مثل تلك الحفلات التي تسمى بالحفلات الممنوعة زبائن من نوع معين والملابس الفخمة وأصوات موسيقى «الدي جي» التي تصدح عبر الميكروفونات. ولكن هذا المشهد ليس في عام 1925، وإنما العام الحالي 2013 بكل ما فيه من حداثة. وتعد الحفلات الممنوعة جزءا من موجة هذا الحنين إلى الماضي التي تجتاح أوروبا حاليا قادمة من المحيط الأطلسي.

«أصبح الناس على دراية مرة أخرى بعصر عشرينات القرن الماضي.. ومن الممتع العودة إلى عصر براق وترك الحاضر الأكثر إحباطا خلف ظهرك لفترة من الوقت». ولكن الفيلم لا يرمي فقط إلى دفع الزوار إلى حفلات عشرينات القرن الماضي فقد أثار الاهتمام المتجدد للموضة التي سادت تلك الحقبة.

وقامت مصممة الأزياء الإيطالية ميوشيا برادا بتصميم الملابس التي يرتديها ضيوف غاتسبي في حفلاته الجامحة في الفيلم. ويمكن العثور على آثار هذا النمط الذي كان سائدا في عشرينات القرن الماضي في مجموعة برادا الجديدة. وقد عرضت الأزياء المستخدمة في الفيلم في عدد من أشهر المتاجر في نيويورك.

وقامت شركة «تيفاني» للجواهر الثمينة بتصميم عصابة رأس رائعة من الماس والتي ارتدتها ديزي في الفيلم.

وأوضحت متحدثة باسم الشركة: «عندما قرر المخرج باز لورمان إخراج الفيلم قصد شركة تيفاني لأننا لعبنا دورا كبيرا في تشكيل النمط الذي كان سائدا في عصر الجاز». وكل بضع سنوات يتمكن أحد الأفلام من جذب انتباه رواد دور السينما، ويدفعهم للتوافد عليها لمشاهدة الفيلم. لكن بصرف النظر عن ملء مقاعد السينما فإن مثل هذه الأفلام الخاصة يمكن أن تؤثر على نمط الحياة التي نعيشها.

وفي بداية ستينات القرن الماضي اكتسبت المعاطف الواقية من المطر وتسريحات الشعر المموجة على شكل خلية النحل شهرة بفضل شخصية «هولي جولايتلي» التي قامت أسطورة السينما الأميركية أودري هيبورن بأداء دورها في فيلم «الإفطار في تيفاني». أما هذا العام فإنها شخصية غاتسبي العظيم التي ستحدد النمط الذي سيسيرون عليه.