ناصر اللنجاوي.. من الرياضة إلى النحت على الزجاج

النحات السعودي يعتبره خامة عندما تكثر خدوشها لا يمكن إصلاحها

ناصر اللنجاوي طوّر مهاراته من خلال التعرف أكثر على الزجاج وكيفية التعامل معه («الشرق الأوسط»)
TT

حدث ذلك قبل 18 عاما، عندما قرر ناصر اللنجاوي الذي حصل على جوائز عدة في مجال السباحة والتنس الأرضي أن يتحول إلى نحات على الزجاج، فأنشأ ورشة صغيرة في منزله لهذا الغرض، واستخدم أدوات للنحت هي ذاتها التي تستخدم في طب الأسنان، حتى بات اليوم من أهم البارعين في هذا المجال.

ويرى اللنجاوي أن الزجاج عندما يتم جرحه وتكثر الخدوش فيه لا يمكن إصلاحه. ويعتبر أن النحت اليدوي على الزجاج فن في حد ذاته كالنحت على الصخور، ولكن متعته في خطورته كون الزجاج يتطاير أثناء النحت ما يتسبب في بعض الجروح الخطيرة أحيانا.

وعن سبب عمله في هذا المجال، قال اللنجاوي لـ«الشرق الأوسط»: «كان دخولي في هذا المجال النادر على مستوى العالم مسألة تحد للنفس، وعندما سرت في هذا الاتجاه فكرت في تدشين هذا الفن في بلدي من خلال تدريب الشبان والشابات على هذا الفن وإتقانه، فبدأت في تدريب نفسي أولا من خلال طباعة إصدار مصغر حول فن النحت اليدوي وكيفية تعلمه».

وأضاف أن غالبية الناس انشغلوا حاليا بالإلكترونيات، وبدأت المهن والأعمال اليدوية تموت، ما جعله يفكر في أهمية المحافظة على هذه المهنة لدى جيل الشباب واتخاذها مهنا لهم تدرّ عليهم دخلا شهريا في حال أصبحت مهنة معترفا بها»، مؤكدا أن الأيام كفيلة بأن تكون مهنة النحت اليدوي على الزجاج من ضمن المهن المعتمدة لدى الجهات المختصة.

وأضاف أنه طور مهاراته كثيرا من خلال التعرف أكثر على الزجاج وكيفية التعامل معه، ويسعى إلى أن يكون هذا الفن موجودا بشكل كبير في المستقبل، إذ طالب وزارة الثقافة والإعلام بإضافة هذا الفن إلى الفنون المعترف بها، فردت عليه بأهمية توفير كتيب عن هذه الهواية، على حد قوله.

ولفت إلى أن باكورة إنتاجه كانت من خلال أول معرض في المملكة للنحت اليدوي على الزجاج، الذي افتتح قبل أشهر بحضور أمير منطقة مكة المكرمة ومجموعة من المتخصصين والمهتمين، معربا عن شكره للغرفة التجارية التي دعمته كثيرا خلال ذلك المعرض.

ولفت إلى أنه باع مجموعة من منحوتاته، مشيرا إلى أن معظم زبائنه من النساء كون الزجاج قريبا جدا لنفس المرأة فتجده كثيرا مع مقتنياتها، وزاد الإقبال بعد أن ابتكر طريقة حديثة هي النحت عن طريق الإضاءة، بحيث يمكنه تكبير أي صورة منحوتة لأي مساحة قد تتجاوز عشرين أو ثلاثين مترا بحسب الإضاءة والمكان.

وشدد على أن النجاح يتطلب صمودا واستمرارية، موضحا أنه وجد كثيرا من الانتقادات حين بدأ عمله في هذا المجال، لكنه أصر على العمل في هذا المجال، حتى غير مجموعة من المقربين منه أفكارهم وتدربوا على يديه وأنجزوا أعمالا متميزة.

وينوي اللنجاوي زيارة مدارس وعرض بعض الأعمال الفنية أمامهم وإعطاءهم فكرة عن طريقة عملها، مؤكدا أن المدارس تضم الكثير من المواهب التي تتطلب اكتشافها وتوظيفها.

ويعتبر نحت الزجاج من الفنون النادرة حول العالم، لكنّ دولا مثل المملكة المتحدة يوجد فيها نقابة باسم نقابة «النقاشين» على الزجاج ومقرها في لندن، ولديها موقع على شبكة الإنترنت يقدم معلومات للأشخاص الذين يريدون معرفة المزيد عن هذا الفن.