شاب مصري يلقي القبض على سارقي الساعات من محلات «سيلفردجز» اللندنية

محمد حسين لـ «الشرق الأوسط»: لست بطلا وما فعلته كان سيفعله أي مواطن شريف

محمد حسين أثناء المقابلة بمقر («الشرق الأوسط») (تصوير: جيمس حنا)
TT

السرقة تمت في تمام الساعة الثامنة والنصف مساء الخميس الماضي في محلات «سيفلردجز» اللندنية الشهيرة، ولاذ اللصان اللذان كانا متنكرين في ذي امرأتين منتقبتين بالفرار بواسطة دراجة نارية صغيرة، واستقلا طريق «ويغمور ستريت» باتجاه «غودج ستريت» ظنا منهما أن السرقة تمت بنجاح ومن دون عراقيل، خاصة أنه كان قد مضى نحو 15 دقيقة على السرقة، ولكن الصدفة وقفت لهما بالمرصاد عندما رآهما الشاب المصري محمد حسين (29 عاما) الذي يعمل في محل بيتزا قريب، وهما يحاولان دخول شارع «شارلوت ستريت» بعكس اتجاه السير، واضطرا بعدها للعودة إلى الشارع الرئيس مما جعل حسين يشعر بأن ثمة شيئا غريبا يحصل، فخرج من المحل وتبع الدراجة إلى أن أدت السرعة المكثفة إلى وقوع الشابين أرضا، مما أدى إلى كسر رجل أحدهما في حين استطاع حسين تثبيت الشاب الآخر تحت جسمه الضخم.

عندما دخل الرجلان إلى المتجر لم يجذبا الأنظار لأنهما ظهرا وكأنهما متسوقتان عربيتان منتقبتان ثريتان تحملان حقائب يد غالية الثمن، ولكن ما إن وصل اللصان إلى قسم الساعات في الطابق الأرضي، حتى أخرج كل منهما فأسا وقاما بتكسير الواجهات الزجاجية، وهربا وبجعبتهما شنطة مليئة بالساعات الثمينة. ولم يتدخل أي من أفراد الأمن التابعين للمتجر، واستقل اللصان الدراجة النارية ظنا منهما أن كل شيء مر بسلام وكانت عملية سطو ناجحة.

وفي مقابلة أجرتها «الشرق الأوسط» مع الشاب محمد حسين، روى تفاصيل الحادثة بدءا بما حصل يوم الأحد الذي سبق سرقة محلات «سيلفردجز» قائلا: «أنا أعمل في المطعم يومين فقط في الأسبوع، لأنني أدرس القانون في إحدى جامعات لندن، وأخبرني أحد زملائي في المطعم أنه تعرض لعملية سرقة يوم الأحد الماضي على يد رجلين كانا يركبان دراجة نارية ويرتديان ثيابا سوداء اللون، خارج المطعم، ولكنه لم يستطع أن يتصدى لهما فلاذا بالفرار.

وتابع حسين أن سرقة أخرى مشابهة حصلت منذ أيام في نفس المكان من قبل لصين على دراجة نارية أيضا، سرقا حقيبة يد امرأة كانت تمشي على الرصيف ولم يستطع أحد إيقاف اللصين، وعندما شاهد مساء الخميس شابين على دراجة نارية يحاولان دخول الشارع عكس اتجاه السير الطبيعي، وعندما رآهما يسرعان بشكل غير عادي، ركض إلى الخارج وتتبع الدراجة ظنا منه أنهما قد يكونان اللصين اللذين قاما بسرقة هاتف زميله يوم الأحد.

وبسؤاله عن تفاصيل الحادثة، قال حسين: «عندما حاولا الإسراع في الفرار انزلقت الدراجة ووقعا أرضا، ووقعت منهما حقيبة مليئة بالساعات، واستطعت أن أثبت أحدهما على الأرض وأضع يديه خلف ظهره، في حين لم يستطع اللص الآخر الوقوف أو الهرب لأنه تعرض إلى كسور في جسمه، وكان أحدهما يصرخ مدعيا أنني أعتدي على زوجته (اللص الذي كان يتنكر بثياب امرأة) ولكن لم يصدق أحد تلك الأكذوبة، وتدخل بعض المارة للمساعدة في حين التقط البعض الصور بواسطة الهواتف الذكية، وبقيت فوق اللص لمدة 15 دقيقة إلى أن وصل أفراد الشرطة وألقوا القبض عليهما.

محمد حسين، وهو من الإسكندرية، انتقل إلى لندن منذ عام لإنهاء دارساته العليا في القانون، يقول إنه ليس بطلا، وما قام به هو أمر بديهي، ويعتقد أن أي شخص آخر كان سيقوم بالشيء عينه إذا ما تعرض لموقف مشابه، وعندما سألناه عما إذا شعر بالخوف عندما اقترب جدا من اللصين، أجاب: «لا أبدا، أنا رياضي وتدربت على الملاكمة».

ووصف شريف وهو لبناني يعمل مع حسين في نفس المطعم، أنه يكفي أن ينظر اللصوص إلى حجم وبنية محمد الجسدية حتى يفكران مرتين قبل مقاومته، فهو طويل وقوي القامة، يمارس الرياضة باستمرار ووصفه أحد شهود العيان في حديث لإحدى الصحف البريطانية بأنه يشبه ممثل الأكشن فين ديزل.

ولم تنشر بعد تقارير تحدد قيمة المسروقات ولا حتى نوعها، واكتفت محلات «سيلفردجز» بالتعليق من خلال حسابها على «تويتر» بالقول تحت عنوان: «دائما هناك شيء استثنائي يحصل في سيلفردجز» وكتب في التعليق: «مرحبا، نريد إعلامكم بأن الجميع بخير، والشرطة تحقق حاليا».

ولم تتصل إدارة سيلفردجز بمحمد حسين، لكنه قال إنه تلقى اتصالا من قسم مبيعات الملابس والأحذية الرجالية في المتجر وتمت دعوته إلى اختيار ما يريده من ملابس في الوقت الذي يناسبه.

ولم يتأكد بعد ما إذا كان هناك أكثر من شخصين متورطين في السرقة، فهناك أنباء غير مؤكدة تفيد بأن عدد اللصوص الذين شاركوا في السرقة ستة، وتم القبض على واحد منهم والآخر لا يزال في المستشفى.