مهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية والقصيرة يركز على قضايا المرأة والطفل

يختتم اليوم بتوزيع الجوائز وتكريم مخرجين إيطالي ومصرية

TT

تختتم اليوم الدورة الـ16 لمهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية والقصيرة بتوزيع الجوائز على الفائزين وتكريم المنتج والمخرج الإيطالي جيان فيتوريو بالدي والمخرجة المصرية تهاني راشد.

وقد تناولت مجموعة كبيرة من أفلام مسابقات مهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية والقصيرة الذي افتتح يوم الثلاثاء الماضي موضوعات شائكة تتعلق بالمرأة والأطفال وترصد معاناتهم ومحاولاتهم إما الحصول على حقوقهم الطبيعية وإما مواصلة الحياة في ظروف غير آدمية.

وترصد أغلبية الأفلام في المهرجان موضوعات بينها قمع المرأة والطفل وتطلعات الأطفال والنساء إلى عالم أفضل وتأثير الرجال على نسائهم أو الآباء والأمهات على أطفالهم بما يخالف مبادئ الحرية والحق في الحياة.

وتناول فيلم افتتاح المهرجان «المحتال» للمخرج البريطاني بارت لايتون قضية اختفاء الأطفال في العالم من خلال قصة طفل أميركي في الثالثة عشرة تواصل أسرته البحث عنه رغم مرور ثلاث سنوات على اختفائه.

بينما يرصد فيلم الإنتاج المشترك «منطقة محرمة» للمخرج الهندي سوراف سارانجي يوميات طفل في الرابعة عشرة يعمل بتهريب الأرز من الهند إلى بنغلاديش عبر المنطقة الحدودية المارة بنهر الجانج وما يتعرض له من أخطار.

ويقوم حائط إسمنتي بدور البطولة المطلقة في الفيلم اللبناني «الحيط» للمخرجة أوديت مخلوف الذي يدور في إحدى ضواحي بيروت حول مجموعة من العائلات التي ارتبطت بحائط قوي في منزل إحدى أسر الحي كان يحميهم من القصف أثناء الحرب قبل عشرين عاما بينما يرغب ابن صاحبة المنزل في هدمه لتوسيعه وسط رفض شديد من شقيقتيه وكل نساء الحي.

ويرصد المخرج اللبناني مهدي فليفل في فيلمه «عالم ليس لنا» لوحة عرضية لأسرة مكونة من ثلاثة أجيال يغلب عليها النساء والأطفال يعيشون في معسكر «عين الحلوة» للاجئين الفلسطينيين في جنوب لبنان مظهرا محاولات الأجيال الأكبر بث الأمل في نفوس الصغار حتى لا يفقدوا الرغبة في الحياة بسبب قسوتها وانسداد آفاق المستقبل فيها.

وفي إطار قريب يرصد فيلم «وجهان للوحدة» للمخرج التركي سيرهات تشاتاك قصة أم وابنتها الصغيرة تعيشان في جزيرة منعزلة وسط بحيرة أميك في مقاطعة هاتاي التركية بعيدا وسط جو خانق تبث فيه الطفلة الأمل في الأم التي تعيش من أجل بقاء طفلتها على قيد الحياة.

في فيلم «بورتريه شخصي» تلجأ مخرجة مصرية شابة إلى تصوير نفسها في محاولة لتقديم أفكارها التي تعبر عن أفكار الكثير من أبناء جيلها الذين يرفضون كل ما يمت للقديم بصلة ويحرصون على إظهار آرائهم الخاصة والمتباينة أحيانا في قضايا كثيرة يعتبرها المجتمع من حولهم محرمات.

بينما عانس عجوز في فيلم «الحارة» للمخرج اللبناني نيكولا خوري تعيش وحيدة في منزلها القديم وسط ذكرياتها بعدما هجرها كل الأشقاء لتتذكر كل ما مر بها في حياتها من أحزان وأفراح وأسرار.

في الفيلم الصربي - الهولندي «7-25»، للمخرجين سرديان سلافكوفيتش وزيفويان سليتش، عودة للماضي من خلال شاب وفتاة يلتقيان في عيد مولدهما الثالث والثلاثين ليرويان ما عاشاه يوم عيد مولدهما الرابع عشر عام 1993 حيث كان الشاب البوسني المسلم محاصرا وسط مجزرة صربية تجري في البوسنة، بينما الفتاة الصربية تحتفل بعيد مولدها وسط عائلتها في محاولة جادة لرصد معاناة الأطفال وسط الحروب.

في الفيلم التشيكي «تريزا دراتفوفا» للمخرج آدم سدلاك قصة فتاة في العشرين تقاطع الناس وتلجأ للحياة أسفل السيارات المتوقفة في مرأب كبير باعتبار المرأب الخالي عادة من البشر أكثر أمنا من الاختلاط بالناس.

في حين يرصد فيلم «وحدة» للمخرج الروماني ليوفا جدليكي تفاصيل ليلة واحدة في حياة فتاة ليل رومانية صغيرة في فرنسا تعرضت للاغتصاب الوحشي ولجأت إلى اتخاذ إجراءات قانونية لكنها تقع في أزمة عدم معرفتها باللغة الفرنسية مما يضطرها إلى الاستعانة بمترجم يكون في الفيلم البطل الموازي لرواية القصة.

فتاة ليل أخرى في الفيلم المجري «الله يعلم ماذا» للمخرج بيلا باتزولاي تعمل لدى قواد يستخدمها بين الحين والآخر لرشوة رجال الشرطة جنسيا لكنها تقع يوما في خطأ يعرضها للعقاب القانوني فيلجأ رجال الشرطة الذين كانت على علاقة بهم للإيقاع بها بدلا من مساعدتها وسط مشاعر مختلطة برغبتها في الخروج من الأزمة وفضح رجال الشرطة الفاسدين.

في فيلم «بناية الأمة» للمخرجة الفلسطينية لاريسا صنصور مزيج من الدراما والغرافيكس في إطار فانتازي حول شابة فلسطينية تعيش في بناية متخيلة تجمع العالم كله وتحاول بكل طاقتها الحفاظ على هويتها الفلسطينية من خلال مقتنيات وأكلات وملابس وطقوس خاصة بأهلها مع حلمها الدائم بتوفير حياة أفضل لطفلها الذي بات على وشك الولادة.

سيدة أخرى تعيش قصة عذاب أخرى مع زوجها في الفيلم التركي «اختفى في الزرقة» للمخرج عبد الرحمن أونير، حيث يبدأ الفيلم بها تجهز العشاء لزوجها الذي تعاني من تصرفاته على مدار عقود مليئة بالاختلافات الزوجية لينتهي الفيلم بحل غاية في التطرف.

أما السيدة العجوز اليائسة في فيلم «الوقت لن يتوقف» للمخرجة الأستونية مونيكا سيميتز، فإنها لا ترغب في الحياة أصلا وترفض مغادرة سريرها مكتفية بمشاهدة التلفزيون، بينما تقوم ابنتها برعايتها وقضاء حوائجها لكن الحياة بالكامل تتغير في يوم من الأيام من خلال هدية مفاجئة تجدها على بابها.

في الفيلم المصري «وراء الباب» للمخرج الشاب أدهم الشريف يحكي قصة أم تقوم بمحاولة قاسية لإرهاب طفلها الصغير الذي لا يطيعها على الإطلاق، تاركة إياه في المنزل وحيدا لفترة طويلة نسبيا وسط مخاوفه ومشكلات لا تنتهي.

ويروي المخرج الجزائري طاهر حوشي في فيلمه «يدير» قصة إنسانية سياسية تتعلق بطفل على أبواب عامه الأول في المدرسة التي حرم منها لسنوات بسبب كون والده سجينا سياسيا مركزا على مشاعر الإحباط والخوف التي يعاني منها الطفل في أول أيام ذهابه إلى المدرسة للمرة الأولى.

«ماتيلدا» هي بطلة فيلم إيطالي يحمل نفس الاسم للمخرج فيتو بالميري، وهي طفلة خجولة لكنها ذكية بالفطرة تعاني في حياتها من أمرين فقط أولهما يتعلق بالدراسة التي لا تروقها كيفية سيرها، ومعلمتها التي لا تتفهم أسلوب التعامل مع الأطفال، إضافة إلى العناية بأدوات حلاقة الشعر المملوكة لأمها مما يجعلها تلجأ إلى وسائل غير تقليدية للتغلب على تلك المشكلات.