الفن العربي في بينالي البندقية.. تقاسيم على الهوية والاحتلال والمعرفة

سجل مشاركة قوية في عرس الفن الدولي

من معرض «إدج أوف أرابيا».. «جذر.. جيل في الانتظار»
TT

تنافس الفن العربي هذا العام للفوز بنصيب من زوار بينالي البندقية للفنون الـ55، فعبر المشاركة في الأجنحة الرسمية قدمت مصر والبحرين والإمارات والعراق والكويت ولبنان أعمالا فنية بعضها تميز بشكل كبير ونجح في خلق حالة من التفاعل مع الجماهير، والبعض الآخر مر مرور الكرام، إما بسبب تواضع المستوى أو بسبب تغليب العنصر الوطني على العنصر الفني. وإلى جانب الأجنحة الرسمية شاركت فلسطين بمعرض ضمن جدول الفعاليات المصاحب، كما شارك الفن السعودي عبر عرض «ريزوما.. جيل في الانتظار» الذي أقامته مبادرة «إيدج أوف أرابيا». ولكن ليمكن للزائر مشاهدة كل المشاركات العربية في فينيسيا يتعين عليه تخصيص أكثر من يوم، فهناك المعارض الرسمية الموجودة في أرض البينالي الشاسعة والموزعة على الجارديني والآرسنالي، وغني عن القول إن التجول في أرض البينالي أمر محفوف بالمغريات؛ فهناك دائما ما يستوجب التوقف أمامه. وخلاف أرض الجارديني والآرسنالي حيث تتركز معظم المشاركات تتوزع باقي المعارض والأجنحة في أنحاء المدينة العائمة ويتوجب على الزائر للوصول إليها الاستعانة بالمواصلات المائية للمدينة، وهي مضمونة، ولكنها أيضا قد تكون بطيئة ومزدحمة خاصة مع تزامن موسم البينالي مع موسم السياحة الصيفي.

* السعودية

* «جذر.. جيل في الانتظار»

* اقتصر وجود الفن السعودي هذه الدورة على معرض «إدج أوف أرابيا».. «جذر.. جيل في الانتظار» الذي قدم أعمالا لمجموعة من شباب الفنانين في السعودية. الأعمال تنوعت ما بين التصوير الفوتوغرافي والتركيب والفيديو والخط العربي والنسيج. واحتل القاعة مجلس عربي يعرفه كل سعودي، تتوسطه «نصبة الشاي والقهوة العربي».

الجالس هنا يتابع على شاشة التلفزيون مجموعة من أفلام الفيديو لقناة «تلفاز 11»، مشاهد فيديو عرفها الجمهور السعودي عن طريق قناة «يوتيوب»، وعرف من خلالها شخصيات ضاحكة اقتربت من حياة الشباب أكثر من وسائل الإعلام التقليدية. المشاهد تنوعت ما بين مقاطع من «خمبلة» و«التمساح» و«لا يكثر»، ونجحت في جذب عدد من الزوار أمامها، وتمكّنت من انتزاع الضحكات حتى من الجمهور الغربي. وقدم المعرض أيضا عروضا لمسلسل «تكي» الشهير أيضا من خلال «يوتيوب».

أما بالنسبة لباقي الأعمال، فلا نملك إلا أن نتوقف طويلا أمام عملين للفنان أحمد عنقاوي تناول فيها التفاعل بين التجديد والقديم، والصراع بين الهوية والتحديث. المعرض أقيم برعاية مبادرات «عبد اللطيف جميل الاجتماعية الدولية».

* البحرين

* «في عالم من صنعك»

* تشارك دولة البحرين للمرة الأولى في البينالي. الجناح البحريني يأتي تحت عنوان «في عالم من صنعك» ويضم أعمال لفنانين ثلاثة هم مريم حاجي ووحيدة مال الله وكميل زكريا. ميليسا اندرز باتيا قيمة المعرض استعرضت أعمال الفنانين، من خلال حديث لـ«الشرق الأوسط»، تعلّق ردا على تساؤل حول آلية اختيار الفنانين والإعداد للمشاركة الأولى للدولة في أضخم معرض فني عالمي: «وزارة الثقافة البحرينية تبنت المشاركة وتكليفي والفنانين. بدأنا العمل منذ تسعة أشهر حيث أعلنا مسابقة مغلقة لتقديم الأعمال، وقد حاولنا الوصول إلى توازن بين مشهد الفن المحلي في البحرين وما تتطلبه المشاركة في معرض فن عالمي كـ(بينالي البندقية). بعدها قامت لجنة من وزارة الثقافة باختيار أعمال الفنانين الثلاثة، الذين تم اختيارهم تقديرا لالتزامهم الفني وقدراتهم».

الأعمال المشاركة في الجناح تتوزع على ثلاث حجرات؛ حجرة تضم عملا تصويريا بطريقة الكولاج للفنان كميل زكريا، ثم حجرة لعمل الفنانة وحيدة مال الله بعنوان «نزهة قروية»، وأخيرا الحجرة الثالثة تحمل اللوحة الضخمة التي نفذتها الفنانة مريم حجي بعنوان «النصر». تقول باتيا: «ما يعجبني في أعمال الفنانين الثلاثة إلى جانب قدراتهم الفنية، أنهم يبرزون فعلا ما الذي يعيشه الفنان البحريني، فوحيدة مال الله ولدت وعاشت في البحرين، ومريم حجي ولدت في البحرين، ودرست الفن في برلين حيث تعيش الآن، وأشعر أن ذلك ينعكس في أعمالها، أما الفنان كميل زكريا فولد في لبنان ويعيش في البحرين منذ 20 عاما، ويمثل لي الترحال الذي أرى أنه جانب مهم من الشخصية في الشرق الأوسط».

التنوع في التجربة الفنية بين الثلاثة فنانين تراه باتيا على أنه دلالة على «انفتاح المشهد الفني في البحرين وتشعبه وتبادل خبرات وتجارب».

تشير باتيا إلى أنها فكرت في محاولة خلق موضوع واحد تدور حوله الأعمال المشاركة، ولكنها قررت أن تترك الأمر للفنانين للتعبير عما يحسون به، وقامت بالربط بين الأعمال في صيغة فنية نهائية.

«ذهبت إلى الفنانين وطلبت منهم أن يقدموا أعمالا تتسق مع فكرهم وتوجهاتهم، فوحيدة مال الله اتخذت خطا مميزا لها تبرز من خلاله واقعا بديلا، وكذلك كميل الذين يبرز الإحساس بالانتماء والذكريات في أعماله، وكذلك الأمر بالنسبة لمريم التي قدمت هنا الجزء الثالث من سلسلة كانت قد بدأت العمل فيها منذ فترة»، التي عملت عليها الفنانة خلال العامين الأخيرين وتعكس من خلالها تضاربات شخصية متعلقة بالروحانية والتوقعات والمبادئ الاجتماعية.

أما عمل وحيدة مال الله، فإنه يدور حول يوم قضته امرأة قروية في أول زيارة لها للمدينة، الصور مرحة وأيضا بسيطة وسلسة، لا نرى وجه المرأة المتشحة بعباءتها السوداء، ولكننا نرى محيطها وهي محملة بالفضول والرغبة في الاتصال بالعالم الخارجي، وتبقى الصورة التي تصور الفتاة وهي تمشي داخل أنبوب إسمنتي ضخم من أفضل الصور التي تعبر عن حالة الغربة والانعزال. وحيدة مال الله علقت على عملها في حديث خاطف مع «الشرق الأوسط»: «أردت أن أنقل ابنة القرية إلى المدينة، وأن أجعلها تجرب حياة مختلفة، وأسجل تفاعلها معها والتناقضات التي قد تصدر التصرفات العفوية».

* العراق

* واقع من الكرتون

* جناح العراق اتخذ عنوان «مرحبا بكم في العراق»، ويقدم أعمالا لـ11 فنانا عراقيا تحت إشراف القيم جوناثان واتكينز وبتكليف من مؤسسة «رؤيا للثقافة المعاصرة» في العراق. ويبدو من خلال العرض التركيز على الحياة اليومية في العراق، والتصميم على العيش والمواصلة، في ظل واقع مضطرب. يسجل للفنانين المشاركين قدرتهم على التعايش مع الوضع في العراق، وأيضا على الإبداع الفني الذي نجح في جذب أعداد كبيرة من الزوار للمعرض، خلال توقفنا أمام حجرة نوم مصنوعة بالكامل من الورق المقوى بلونه المحايد، وأثاث من سرير وغطاء ووسادة، وإلى الجانب دولاب صغير صفت داخله كتبا وبعض الصور المعلقة على الحائط ومصباحا على طاولة صغيرة، كلها صُنعت من الورق المقوى، وكلها يعكس الشعور بالهشاشة والضعف. العمل مشترك ما بين الفنانين ياسين يامي وهاشم تايه، وهو الإنتاج الفني الأول لمؤسستهما «وامي». الفنان هاشم تايه يعلق على استخدام الورق المقوى كأداة للتعبير: «بالنسبة للعراقيين ليست مادة هينة، ففي أوقات معينة، مثل عام 1991 عندما كان العراق يعاني من العقوبات الدولية، كانت المعاناة جدا ثقيلة ومتعبة لهم، لأن أسعار السلع ارتفعت بشكل كبير جدا، حتى المواد التي يستخدمها الفنان قفزت قفزة كبيرة، ولهذا كان هم العراقي هو تحصيل قوت عياله. بالنسبة لي كفنان عراقي كان الأكثر أهمية بالنسبة لي أن أحصل على لقمة العيش لعائلتي، بغض النظر عن المواد الفنية، هذه المادة (الكرتون) كانت تُباع أيضا بسعر زهيد فاستخدمتها. هي أيضا مادة استخدمها العراقيون بكثرة في تلك الفترة، كبساط وفراش، وكأبواب وبديل لزجاج النوافذ المتكسر. فهي عاشت معهم وصارت جزءا من الحياة اليومية». يقول تايه: «لجأنا لهذه المادة لتحقيق أثر فني مختلف ومغاير للموجود في المشهد التشكيلي العراقي. هي أيضا تعبر عن واقع افتراضي. المادة أيضا تعبر عن واقع (هش وفقير)»، ويستكمل حديثه قائلا: «المادة هشة قابلة للتلف مثل حياتنا كعراقيين، الديمقراطية التي منحنا إياها الأميركان هي ديمقراطية هشة، والوضع هناك مثل هذه المادة قابل لأن ينقلب ويتقهقر للوراء».

ومن جانبه، يعلق الفنان ياسين وامي على العمل المشترك: «اتفقت مع الفنان تايه على إقامة ورشة عمل بخامة محددة ولكن كل منا سيشكل عمله برؤيته هو، واشتغلت بهذه الطريقة التي بها جانب كبير من التزيين (ديكورايشن) كي أثير انتباه المتلقي لجمالية الديكور باعتباره عملا فنيا بغض النظر عن المفهوم الوظيفي، فيمكننا النظر إلى السرير أو الكتب أو الغطاء باعتبارها أعمالا فنية ذات قيم جمالية، ولديها شفرات جمالية خاصة بعيدا عن مفهومها الوظيفي الأساسي. هذا كان شيئا أساسيا».

رغم فقر المادة المستخدمة، فإننا نلاحظ الاهتمام الشديد بالتفاصيل الجمالية مثل النقوش على غطاء السرير، يعلق على الملاحظة بقوله: «هي إضافة جمالية أولا، وثانيا لها بعد أعمق، فمثلا نرى قطعة كرتون تحمل رسما لمظلة على غطاء سرير، توحي بشيء ما، كل منها يقرأها بطريقته. هناك إشارة رئيسة تتكرر هنا، وهي (إعادة التدوير)، وهي من الرموز الشائعة، وأيضا إشارة لمفهوم الحياة بشكل عام وعملية التدوير الموت والميلاد».

خلال حديثه معنا يتطرق الفنان تايه إلى وضع الفن في العراق ويقول: «الوضع هناك صعب، ومن الصعوبة على الفنان أن يجد الوقت الكافي، لكننا نستمر في الإنتاج ولكن ما ننتجه يكون مصيره إما المخزن أو يتكأ على جدار ويكون طعاما للأتربة، موجود لدينا أعمال كثيرة، في مدينتي في البصرة لا يوجد لدينا غاليرهات، ولذلك يضطر الفنانون للعرض في أماكن بديلة مثل مكتبة أو مقهى. وهذه الأمكنة ليست فضاءات مصممة للعرض الفني». ويعلق الفنان وامي من جانبه على الأمر، بقوله: «حاليا، التلقي لدينا في الداخل سهل عبر الإنترنت، ولكننا نحتاج لأن نتحاور مع العالم الخارجي، ونعرض أعمالنا هناك أيضا، وهنا المشكلة. بشكل عام نحن غير منقطعين عن التواصل ونحاول بشكل موازٍ تقديم أعمال».

* مصر

* خزائن المعرفة

* يقدم لنا الجناح المصري رحلة البشرية مع المعرفة، نبدأها بجولة داخل الجناح؛ ننطلق من مرحلة سكان الكهوف إلى أن نصل إلى عصر التكنولوجيا. الجناح يقدم عملا مشتركا للفنانين خالد زكي ومحمد بنوي. يصطحبنا الفنان خالد زكي في جولة داخل المعرض يشرح لنا فيها تطور فكرة العمل. يقول: «المشروع يدور حول الدورتين الأساسيتين في الكون؛ دورة الطبيعة ودورة الإنسان على سطح الأرض، في المناطق التي تتقابل فيها دورة الإنسان مع الطبيعة تخرج المعرفة. رحلة الإنسان مع المعرفة وُلدت معه ويعبر عنها العرض برسوم بدائية تمتد عبر ممر ضيق يفضي إلى قاعات العرض الداخلية، وتعبر عن مرحلة سكان الكهوف، نرى هنا الرسومات البدائية كأن رجل الكهف يكتشف الحياة خطوة بخطوة، بعدها نجد مشهدا لحائط من الأحجار اللامعة وقطع الموزاييك تنزلق على الحائط وتنساب إلى الأرض في شكل قطرات من المطر منهمرة، شيئا فشيئا تعطي إحساسا بالنهر الجاري والمستمر، كل الحوائط المقامة أمام هذا النهر يحطمها ويستمر في جريانه بشكل لا نهائي، دورة الطبيعة لا نهائية ودورة الإنسان على سطح الأرض أيضا لا نهائية؛ جيلا بعد جيل، إلى أن ينتهي الكون».

تستمر رحلة الإنسان مع العلم، ونستمر مع النحات خالد زكي في استعراض الأعمال المعروضة، يقول: «يستمر الإنسان في التعلم؛ خطوة بخطوة يجمع المعرفة حتى يصل إلى مرحلة أن الحياة نفسها متوقفة على المعلومة أو المعرفة، وأن المعرفة قيمتها بقيمة الحياة نفسها، وبالتالي نرى الحياة الفرعونية القديمة حيث التابوت يطلق عليه باللغة الهيروغليفية (ما يحوي الحياة) وبالتالي فالمعرفة قيمتها بقيمة الحياة، فأصبح ما يحوي الحياة هو ما يحوي المعرفة. أردت أن أصنع من مجسم التابوت الخزنة التي يختزن فيها الإنسان كل ما تعلمه يجمع المعلومات، ويضعها داخل هذه الخزنة، لأن أغلى ما يحويه أي مجتمع هو كمّ المعرفة في داخله».

ويشير إلى التابوت الذهبي الضخم الذي يتوسط القاعة، ويقول: «التابوت منقسم إلى جزأين؛ الجزء الأول به تمثال جالس وإضاءة خافتة، وفيها جو قديم ويعبر عن كل المراحل التاريخية قبل اكتشاف لغة الكومبيوتر. الحقبة الثانية بها فورمات بلغة الديجيتال 0101، وهي منهمرة بشكل لا نهائي مستمر. نرى هذه الأشياء عبر ثقب في التابوت، حتى يصبح هناك حوار بين العمل والمتلقي».

يلفت نظرنا وجود عدد من الأقفال تربط بين أجزاء التابوت وأيضا إصبع ضخم في نهاية التابوت. نحمل السؤال إلى النحات الذي يشرح لنا خبايا العمل: «أنا أعتبر أن التابوت هو ما يحوي الحياة وبالتالي كان من الضروري أن أمنحه بعض إيحاء بالحيوية والحياة بدلا من الموت».

الغرفة المقبلة تحملنا إلى عالم آخر، غامض ومتأمل ودائم الحركة، يتوسط القاعة تمثال ذهبي لرجل يشبه في هيئته الصوفي أو الدرويش الذي يدور في رقصة تحمله إلى لآفاق أوسع، بعيدا عن الدنيا، بحثا عن الحقيقة. يشير النحات إلى التمثال قائلا: «تمثال الصوفي اعتمدته رمزا للناس التي تحاول أن تلف وتدور حول نفسها لتصل لمرحلة الذوبان التي تستطيع من خلالها تحقيق الشفافية. اعتبرت أن هذا التمثال هو محاولة مجردة لمحاولات فهم كينونة الإله.. شكل الدرويش هنا هو محاولة للوصول لهذه الفكرة»، تحيط بالرجل الصوفي دائرة مرسومة على الأرض بكتابات متشابكة تتكرر فيها كلمة «لا» باللون الأحمر، ما دلالة الكلمة؟

يقول خالد زكي: «هي كلمات للشاعر جلال الدين الرومي اخترتها لبداية الجناح وهي لا تجزع من جرحك، وإلا كيف للنور أن يتسلل إلى داخلك؟ هي لها بعض الدلالات، وأيضا رمز لرفض بعض الأشياء في واقع محدد حاليا».

ينتهي المعرض بتمثال للحكيم الفرعوني بتاح حتب يحمل مفتاح لكل الأقفال التي نجدها حول التابوت.

* فلسطين

* «الاحتلال المغاير»

* الفنانان بشير مخول وعيسى ديبي يشاركان في الفعاليات الفنية في فينيسيا بمعرض «احتلال مغاير»، وهو ما تحول من فكرة إقامة بيوت من الورق المقوى لتحتل حديقة مبنى مدرسة الفنون، إلى احتلال فعلي، حيث يمنح كل زائر للمعرض صندوقا من الكرتون المقوى وسكينا لينحت الشكل الذي يريده أو حتى يترك رسالة إلى العالم. المشاركة الجماهيرية أثبتت أنه وسيلة فعالة جدا إذ ازداد أعداد بيوت الورق المقوى بشكل ضخم، وتنوعت الجمل المكتوبة على الصناديق من عبارات بسيطة مثل «السلام» و«لا للتفرقة العنصرية» و«وطن» إلى بيوت صغيرة مزينة بنوافذ وأبواب.. المفاجأة لدى زيارتي الثانية للمساحة كانت وجود كرتون استقر على أعلى كومة الصناديق يحمل حفرا لشخصية «حنظلة» لرسام الكاريكاتير الفلسطيني ناجي العالي.