الهواتف الذكية المستقبلية تسعى للتكامل مع جسم الإنسان

هواتف يمكن ارتداؤها مثل الخاتم.. وشرائح لتحديد هوية المستخدم

الهواتف الذكية أصبحت في متناول اليد
TT

بدأ السباق على تطوير الهواتف الذكية في المستقبل حيث يعكف الباحثون على تطوير مجموعة من الأفكار الجديدة مثل الهواتف ذات الشاشات المنطوية ثلاثية الأبعاد والهواتف المزودة بوحدات استشعار أو شرائح لتحديد هوية المستخدم أو هواتف يمكن ارتداؤها مثل الخاتم في الإصبع.

ويمكن في هذا السياق النظر إلى جهاز «نظارات غوغل» الذي طرحته شركة خدمات الإنترنت العملاقة مؤخرا باعتباره واحدا من أفكار كثيرة يجري تطويرها في الوقت الحالي.

ويقول باتريك باوديش، وهو باحث في مجال الكومبيوتر بمعهد هاسو بلاتنر في مدينة بوتسدام قرب العاصمة الألمانية برلين: «إنني أهنئ شركة (غوغل) لأنها اندفعت نحو المستقبل في حين ما زالت باقي الشركات العاملة في هذا الصناعة تتسم بالتحفظ». وتساءل باوديش بشأن ما إذا كان جمهور المستهلكين سوف يقبل فكرة «غوغل» الجديدة بشكلها الحالي. وأوضح قائلا: «إنني كعالم أشعر بالسعادة الغامرة بشأن هذه الفكرة، ولكن القرار في النهاية متروك للمستهلك».

ولكن ماكس مولهاسر عالم الكومبيوتر بجامعة دارمشتات الألمانية أبدى بعض التشكك حيال نظارات «غوغل» التفاعلية نظرا لأن الهواتف الجوالة في الوقت الحالي تعتبر بشكل أساسي جهازا خاصا، ولكنه يشعر أن الجيل المقبل سيرغب في تبادل أفكاره المشتركة بمعنى أن الشاشات الأكبر حجما ستكون مطلوبة أكثر من الشاشات الصغيرة المثبتة أمام العين مباشرة.

وأضاف مولهاسر: «عندما تكون غير مستخدم للهاتف الذكي فإنك تريده أن يكون أصغر حجما، ولكنك أثناء استخدامه ومطالعة البيانات على شاشته كلما كانت الشاشة أكبر كان ذلك أفضل». ويرى مولهاسر أن «هذه المشكلة يمكن حلها من خلال الشاشات المعلقة أو المنطوية أو الملتفة».

وعرضت هذه الشاشات المختلفة بأحجام مختلفة في معرض «ديسبلاي ويك» الذي أقيم مؤخرا في مدينة هانوفر الألمانية، حيث سعت شركات مثل «شارب» و«إل جي» لعرض شاشات مبتكرة للغاية. ولكن الباحث بجامعة دارمشتات يسعى إلى تحويل أي سطح إلى شاشة عرض عن طريق بث الصور عليه من خلال تقنية على غرار تقنية العارض الضوئي. ويعتقد العلماء أن الهواتف الذكية في المستقبل سوف تقترب أكثر من التكامل مع جسم الإنسان.

ويقول باوديش: «إن هدفنا هو أن نجعل تطبيقات الهواتف الذكية أكثر واقعية وأكثر إثارة للحواس». ويعتقد مولهاسر أنه سوف يتعين استخدام مزيد من أجهزة الاستشعار لتكون بمثابة بوابة المستخدم إلى عالم الإنترنت. وأوضح قائلا: «سوف نرتدي أجهزة الاستشعار على أجسامنا، وسوف يتم إرسال البيانات إلى الأجهزة المحمولة على سبيل المثال عبر تقنية البلوتوث لتبادل المعلومات عن بعد».

من جهة أخرى، أعلنت شركة «مايكروسوفت» للبرمجيات أنها ستطرح خمس حزم برامج تحديث جديدة هذا الأسبوع لعلاج 23 ثغرة أمنية ظهرت في نظام تشغيل «ويندوز» ومجموعة برامج «أوفيس» و«إنترنت إكسبلورر».

ونقلت مجلة «كومبيوتر وورلد» الأميركية على موقعها الإلكتروني عن باحث في مجال الكومبيوتر قوله إن حزمة تحديث مجموعة برامج «أوفيس» سوف تعالج ثغرة أمنية يستغلها قراصنة الإنترنت في الوقت الحالي.

وقال الباحث بول هنري، وهو محلل برامج أمنية بمدينة أريزونا الأميركية: «لقد وقعت هجمات محدودة بسبب هذه الثغرة الأمنية»، وأضاف قائلا: «رغم أن هذه الثغرة ليست معروفة على نطاق واسع، فإنها يتم استغلالها إلى حد ما.. حيث يتم إرسالها في صورة ملفات مؤذية عبر رسائل البريد الإلكتروني».

وذكرت «مايكروسوفت» أن الثغرات الأمنية التي ظهرت مؤخرا سيتم علاجها عن طريق حزمة برامج «بوليتن 5» التي ستتولى تحديث مجموعة برامج «أوفيس 2003» التي ستحال إلى التقاعد في أبريل (نيسان) المقبل، وكذلك آخر إصدارات نظام تشغيل «أو إس إكس» لأجهزة «ماك» التي طرحت عام 2011.

وأشار هنري إلى أن «مايكروسوفت» ستطرح أيضا حزمة تحديث باسم «بوليتن 1» لعلاج ثغرات أمنية في برنامج التصفح «إنترنت إكسبلورر»، وتشمل جميع إصدارات هذا البرنامج بدءا من إصدار 6 الذي طرح على المستخدمين قبل ست سنوات وانتهاء بإصدار 10 الذي طرح عام 2012.

إلى ذلك، كشفت دراسة أجرتها مؤسسة «فراونهوفر» للأبحاث تحت رعاية شركة «مايكروسوفت» للبرمجيات أن برنامج «إنترنت إكسبلورر» لتصفح الشبكة الدولية يستهلك قدرا أقل من الطاقة مقارنة ببرنامجي «كروم» من «غوغل» و«فايرفوكس» من «موزيلا». ولكن الدراسة التي وردت على الموقع الإلكتروني الأميركي «تيك هايف» المعني بأخبار التكنولوجيا أكدت أن الفارق في معدل الاستهلاك بين هذه البرامج ضئيل للغاية لا تتجاوز نسبته 2 في المائة، بما يكاد يصل إلى وات واحد.

ولكن «مايكروسوفت» ذكرت أنه في حالة استخدام تطبيقات «فلاش» في تصفح الشبكة الدولية فإن برنامج «إنترنت إكسبلورر» يستهلك قدرا أقل من الطاقة بنسبة 6.‏18 في المائة مقارنة ببرنامج «كروم».

وترى «مايكروسوفت» أنه إذا تحول الشعب الأميركي بأسره إلى استخدام برنامجها «إكسبلورر» بدلا من باقي برامج تصفح الشبكة الدولية فإن ذلك يمكن أن يوفر قدرا من الطاقة تكفي لإنارة عشرة آلاف منزل في الولايات المتحدة لمدة عام أو يقلل من كمية ثاني أكسيد الكربون بما يوازي زراعة 2.‏2 مليون شجرة خلال عشر سنوات.

ولم توضح مؤسسة «فراونهوفر» لماذا تستهلك برامج تصفح الإنترنت الأخرى قدرا أكبر من الطاقة رغم أن هذه المسألة مرتبطة على الأرجح بعدد دورات معالج الكومبيوتر التي يتم استهلاكها بمرور الوقت.