سكارلت جوهانسون تقاضي الناشر الفرنسي «جي سي لاتيس»

TT

لم يعرف الروائي الفرنسي غريغوار دولاكور أنه سيتورط في ملاحقة قضائية لأنه استلهم جمال الممثلة الأميركية سكارلت جوهانسون في روايته الأخيرة. لقد تلقى ناشره جي سي لاتيس إشعارا بالمثول للمحاكمة في دعوى تقدمت بها جوهانسون أمام القضاء الفرنسي بتهمة «الاستغلال غير المشروع لحقوق الشخصية».

عنوان الرواية الصادرة حديثا في باريس «أول شيء يراه المرء». وهي تدور حول امرأة تدعى جانين فوكامبريز، تتماهى في تصرفاتها مع الممثلة الأميركية الشابة وتعتبر نفسها شبيهة بها، بل نسخة ثانية منها. وبناء على الدعوى فإن سكارلت جوهانسون تطالب بتعويضات مادية مع مصادرة نسخ الرواية ووقف توزيعها ومنع حقوق تحويلها إلى السينما. لكن الروائي لم يفهم هذا التصرف غير المتوقع من المدعية وأعرب عن دهشته وحزنه لأن الحكاية لا تتناول جوهانسون شخصيا، بل تتابع أوهام امرأة تتصور أنها تشبهها. وأضاف أن أي اعتراض محتمل من الممثلة لم يخطر له على بال، عدا عن أن الجوانب القانونية ليست من مهمة المبدع الذي يكتب نصا خياليا.

وعلى الرغم من تأكيد غريغوار دولاكور أن روايته لا تسيء إلى جوهانسون بأي شكل من الأشكال فإنه لا يخفي إعجابه بها ورغبته في تكريمها. أما موضوع الرواية فإنه يسلط الضوء على ديكتاتورية المظهر التي باتت تتحكم في النساء وتفرض عليهن مواصفات جمالية محددة. وهو قد اختار الممثلة الأميركية لأنها، حسب قوله، تمثل النمط الجمالي الحديث.

وبالإضافة إلى الكتابة، يعمل دولاكور في حقل الإعلانات. وكانت رواية سابقة له بعنوان «قائمة الحيوات التي عشتها» قد حققت رواجا لافتا وبيع منها 450 ألف نسخة. وهو قد اعتاد أن يشير في رواياته إلى أسماء لأشخاص حقيقيين أو لعلامات تجارية معروفة من دون أن يقوده الأمر إلى المحكمة. فمن المعروف أن دور النشر الكبرى تستعين بمحامين ومستشارين قانونيين يراجعون نصوص الكتب والروايات للتأكد من خلوها مما قد يعتبر خروجا على قوانين احترام الحريات الشخصية، أي لتفادي أي دعاوى لاحقة تؤدي إلى سحب الكتاب من الأسواق والتعرض لخسارة قاسية. وكان الكاتب، في رواية سابقة له أن جعل من بطلته شبيهة بالممثلة والمخرجة الأميركية صوفيا كوبولا وجعل البطل يتصرف مثل الممثل ريان غوزلينغ.

هل ذنب المؤلف أنه تمادى في استلهامه الشخصيات الفنية الشهيرة وتحقيق نجاحات أدبية مستغلا تعلق القراء والقارئات بكل ما يخص النجوم؟ إنه لا ينفي هذا المسلك ويقول، كخبير دعاية، إن المشاهير يعيشون في مخيلة الناس العاديين ويفتحون لهم نافذة للحلم والخيال تساعد على التخفيف من وطأة الواقع وفقره وتواضع إمكانياته. إن الصحافة والتلفزيون والإعلانات الجدارية تسهم كلها في الترويج لهذا المنحى بحيث صارت الفتيات الصغيرات تتخذن من نجمات الغناء أمثلة لهن. وفيما يخص سكارلت جوهانسون، فإن الروائي يراها شخصية عامة تتحدث للصحافة ولا تخفي تفاصيل حياتها الخاصة، حيث يعرف الكل أنها عاشت علاقة عاطفية مع الممثل شون بين وليس في سيرتها ما هو مخفي عن جمهور المعجبين بها.

بشكل واضح، يؤكد غريغوار دولاكور أنه كتب عملا خياليا وأن بطلة الرواية ليست سكارلت جوهانسون، بل جانين فوكامبريز. أما الناشر فيقول إن استدعاءه إلى المحكمة فاجأه بشكل مضاعف، لأن الرواية خيالية، من جهة، ومن جهة أخرى لأن هناك 70 مليون صفحة على الإنترنت في «غوغل» عن سكارلت جوهانسون. إن الرواية تدين تماهي النساء مع الممثلات وهي فكرة يفترض فيها أن تحظى بتأييد النجمة الشقراء. ويختم الناشر كلامه بالقول إن الركض نحو المحاكم هو هواية أميركية معروفة.