جدل بسبب مطاردة السلطات المصرية للفئران والكلاب الضالة

«الرفق بالحيوان» حذرت من استخدام السموم

TT

بعد أن ضجر المواطنون والمزارعون من تزايد أعدادها بكثافة وهجومها المستمر عليهم، بدأت وزارة الزراعة المصرية في حملات مكثفة للتخلص من الحيوانات الضالة كالكلاب والفئران، التي أصبحت تتكاثر بشدة في الشوارع، وباتت تهدد المحاصيل الزراعية في بداية موسم حصادها.

وقال مسؤول في وزارة الزراعة المصرية أمس إنه وبالتزامن مع حملة ضد الكلاب الضالة في القرى والمدن، لمنع تكاثرها وانتشارها، أعلنت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي عن إطلاق أكبر حملة لمكافحة الفئران بعد انتشارها بكثافة في القرى وتسببها في تلف كميات كبيرة من المحاصيل الزراعية، بحيث تشمل الحملة كافة القرى والنجوع بمختلف المحافظات، حيث يجري حاليا إجراء حصر مبدئي بالمناطق الأكثر تضررا وأماكن تجمع فئران الحقل، لبدء أعمال المكافحة على الفور قبل البدء في الموسم الزراعي الجديد.

وبدأت الهيئة العامة للخدمات البيطرية التابعة لوزارة الزراعة منذ شهر مايو (أيار) الماضي في تنفيذ حملتها للقضاء على الكلاب الضالة في شوارع القاهرة والجيزة، عن طريق منع الكلاب من الإنجاب، بمشاركة نحو 100 طبيب بيطري وعامل، وذلك كبديل لاستخدام سم «الاستركنين» الملوث للبيئة والمحرم دوليا، لكن نشطاء في مجال حقوق الحيوان شككوا في اتباع الحكومة هذا الأسلوب مؤكدين أنها ما زالت تمارس عمليات القتل بحق هذه الحيوانات.

وقال نور دياب مدير «الجمعية المصرية لحماية حقوق الحيوان» لـ«الشرق الأوسط» إن «عملية منع الكلاب الضالة من الإنجاب هو إجراء سليم وعالمي ورحيم، بديلا عن عمليات القتل عن طريق الرصاص أو السموم، ومفاده هو تخفيف وجود هذه الحيوانات حتى يتقلص عددها من الشوارع تدريجيا، لكن الحقيقة أن الحكومة لا تتبع هذه مطلقا، وأن حديثها هو مجرد حملة دعائية، حيث ما زالت تقوم بقتل الحيوانات، ولدينا بلاغات تصل من مواطنين بذلك يوميا».

وأكد دياب أن «خطورة قتل الحيوانات تعود في أن جثثها النافقة التي عادة ما تترك في الطريق تجلب الأمراض، خاصة لأطفال في الشوارع، إضافة إلى أن السم المتبع للقتل هو ممنوع عالميا».

وأوضح دياب أن «الجمعية التابع لها تقوم من جانبها بعمل عمليات لمنع إنجاب الكلاب، رغم أنها عملية مكلفة جدا، لكنها تعتمد على تبرعات أهالي المنطقة المراد تنظيفها، ممن يشعرون بعائدها المفيد على المدى البعيد»، مشيرا إلى أن العملية تجري «في غرفة معقمة في مقر الجمعية يمكث فيها الكلب الذكر بعد العملية 3 أيام، في حين تمكث الأنثى أسبوعا».

وشدد مدير الجمعية على ضرورة أن «يعود بعدها الكلب مرة أخرى بعد العملية إلى نفس منطقته، حتى يستطيع التعرف على مصادر أكله المعتادة هناك، وحتى لا يتم الاعتداء عليه من جانب كلاب أخرى، نظرا لوجود ما يسمى مناطق النفوذ لدى هذه الحيوانات الضالة».

وفيما يتعلق بحملة مكافحة الفئران، قالت وزارة الزراعة المصرية في بيان لها أمس إنها ستنطلق على مرحلتين، تبدأ الأولى بعد انتهاء موسم حصاد القمح، والثانية عقب انتهاء موسم جني القطن في نوفمبر (تشرين الثاني) القادم.

وقالت مصادر رسمية بوزارة الزراعة إن الفترة الماضية شهدت بناء الكثير من المخازن غير المؤهلة على الأراضي الزراعية نتيجة حالة الانفلات الأمني وتم استخدام هذه المخازن في تخزين المحاصيل ومستلزمات الإنتاج والأعلاف، الأمر الذي تسبب في انتشار الفئران بهذه الكثافة فضلا عن سوء التخلص من مخلفات المحاصيل الزراعية مثل الذرة والأرز والقطن.