الباحة: في مهرجان العسل.. نحالون يبحثون تطوير الصنعة

إخضاع السيدات لدورات حول استخدام منتجات النحل في التجميل والطبابة

مهرجان العسل في الباحة يعد سمة بارزة للهوية السياحية للمنطقة («الشرق الأوسط»)
TT

يبحث المشاركون في مهرجان العسل الدولي السادس الذي انطلق أمس الاثنين في منطقة الباحة جنوب السعودية ملفات تربية النحل وفوائد منتجاته وتطوير أعماله وتقييم تجربة قروض النحالين التي يحصلون عليها من صندوق التنمية، إضافة إلى تقديم دورات ومحاضرات تدريبية للنساء لاستخدام منتجات النحل كمواد تجميل وطبابة.

ويستمر المهرجان في نسخته السادسة التي تنطلق اليوم 6 أيام برعاية الأمير مشاري بن سعود بن عبد العزيز أمير منطقة الباحة وبمشاركة محلية ودولية.

وأوضح الدكتور أحمد الخازم الغامدي رئيس جمعية النحالين بمنطقة الباحة رئيس اللجنة المنظمة للمهرجان أن «الاستعدادات جارية لتكون هذه الدورة من المهرجان متميزة عن سابقاتها». مشيرا إلى أن المهرجان يشمل عددا كبيرا من الفعاليات منها معرض العسل الذي سيشارك فيه أكثر من 40 مشاركا من عارضي العسل من جميع مناطق المملكة، حيث يعرضون أنواعا مختلفة من العسل السائل، وعسل الشمع الذي تتميز به منطقة الباحة، مثل: عسل السدر، والسمرة، والطلح، والضهيان، والمجرى، والعسل الربيعي، والعسل الصيفي.

وبين أن المعرض سيحتوي على عرض لمنتجات النحل الأخرى، مثل: صمغ النحل (البروبوليس)، وحبوب اللقاح، وشمع النحل، والغذاء الملكي، إلى جانب عرض لأدوات ومستلزمات تربية النحل. ويتناول اللقاء مواضيع إنتاج الغذاء الملكي بالطرق العلمية، وتربية الملكات والفوائد الطبية لمنتجات النحل، ونظام تربية النحل. ويتوجه المهرجان للنساء أيضا عبر تقديم محاضرات تدريبية خاصة عن كيفيه تصنيع منتجات النحل للاستخدام كمواد تجميل ومواد طبية ومواد غذائية تقدمها الدكتورة أمل العبادي.

يشار إلى أن اللقاء الوطني السابع للنحالين والمهتمين بالنحل وصناعته في المملكة الذي ينظمه كرسي المهندس عبد الله بن أحمد بقشان لأبحاث النحل بجامعة الملك سعود بالتعاون مع جمعية النحالين التعاونية سيقام يومي الأربعاء والخميس المقبلين، بمشاركة محاضرين من جامعة الملك سعود ووزارة الزراعة وصندوق التنمية الزراعية، بالإضافة إلى محاضرين من الولايات المتحدة الأميركية والأردن والسودان.

يأتي ذلك في وقت أكد فيه رئيس جمعية النحالين بمنطقة الباحة رئيس اللجنة المنظمة للمهرجان في وقت سابق أنه «جرى تنظيم ورشة خاصة للعلاج بمنتجات النحل وعرض القوانين والتشريعات المنظمة لهذه العملية، إدراكا من كرسي المهندس بقشان بأهمية العلاج بمنتجات النحل، بعد اكتشاف فعاليته في علاج أكثر من 500 مرض».

المهرجان الذي تنظمه المنطقة للسنة الخامسة على التوالي خلال الفترة من 12 إلى 16 شعبان الجاري يشهد إقبالا كبيرا من الزوار بمختلف فئاتهم العمرية، حيث يستمتعون بتذوق وشراء مختلف أنواع العسل، فضلا عن تعلمهم كيفية صناعة العسل وتربية النحل وفق أفضل النماذج على مستوى العالم.

وتحمل طريقة جني العسل واستخلاصه وتنقيته أهمية كبيرة حرص المهرجان على تعليمها لزواره حيث خصص الكثير من أجنحته لهذا الشأن، فطريقة جني العسل واستخلاصه وتنقيته تختلف بحسب نوعية الخلية سواء أكانت من النوع الحديث أو من الأنواع القديمة، فيما تتفق في أهمية مراعاة نظافة الأدوات المستخدمة ونظافة المكان وأن يكون ذا تهوية جيدة وخاليا من الرطوبة.

وتختلف أسعار العسل المعروض في المهرجان بحسب نوعه حيث تتراوح من 200 إلى 700 ريال للكيلو الواحد، فسعر الكيلو من عسل السدر الصيفي يصل إلى 300 ريال ، فيما يصل سعر الكيلو من عسل السدر البلدي إلى نحو 400 ريال وبنفس السعر يباع كيلو عسل الضهيان، إلا أن عسل المجرى والضرمة يصل لنحو 700 ريال للكيلو، بينما يتراوح سعر الكيلو من عسل السمرة من 200 إلى 250 ريالا ويصل سعر عسل الطلح لقرابة 300 ريال للكيلو الواحد.

وتعد إقامة مهرجان العسل في الباحة سمة بارزة للهوية السياحية للمنطقة من خلال ما تحقق للمهرجان من تطور في فعالياته سنة بعد أخرى حتى اكتسب العالمية في دورتيه الأخيرتين، فضلا عن تزايد أعداد المشاركين من داخل المملكة وخارجها.

وفي ذات السياق يعتقد معظم مستهلكي العسل أن تحببه أو تبلوره أو تسكره يدل على كون نوعيته مغشوشة، إلا أن أحمد بن مشهور الخبير السعودي في مجال صناعة العسل، يؤكد أن تلك المعلومة ليست بالضرورة صحيحة، مؤكدا على أن ظاهرة تحبب العسل ظاهرة طبيعية في عسل النحل حيث إن أكثر من 95 في المائة من الأعسال قابلة للتحبب.

ويضيف: «بل إن العسل الذي لا يتحبب في الشتاء أو الذي يوضع في الثلاجة قد يكون تعرض للتسخين بعد إنتاجه وهذا يقلل من قيمته الغذائية، وذلك لأن عسل النحل عبارة عن محلول سكري فوق مشبع، بمعنى أن المواد الصلبة به أكثر من المواد السائلة».

ويرى بن مشهور أن العسل النحل المتحبب أو المتجمد هو عسل طبيعي غير مغشوش ما لم يحدث فيه تخمر ويمكن تناوله بصورة طبيعية.

وأشار الخبير السعودي إلى أن أكثر العوامل المؤثرة على حدوث التبلور في العسل ترجع إلى نسبة الجلوكوز أو (الدكستروز) إلى الماء، مشيرا إلى أن نسبة الماء في العسل الجيد يجب أن لا تزيد عن 18 في المائة، ولافتا إلى أن حدوث التبلور يكون نتيجة لوجود ماء ضمن مكونات العسل بنسبة تقل عن 1.7 في المائة.

وأوضح بن مشهور أن من العوامل الطبيعية المؤثرة على التحبب نظافة العسل من الشوائب، وقال: «كلما كان العسل نظيفا من الشوائب قلل ذلك من حدوث التحبب».

ويضيف: «انخفاض درجة الحرارة بوضع العسل في الثلاجة يسرع من حدوث التحبب، وكذلك تعرض العسل خلال فترة الشتاء لدرجات حرارة متدنية يزيد من حدوث التحبب».

وبين بن مشهور أن الحرارة المرتفعة عن 30 درجة مئوية تقلل حدوث التحبب، مستدركا بقوله: «لكن تؤثر على القيمة الغذائية للعسل».

يشار إلى أن مهرجان العسل الدولي بالباحة في دوراته السابقة شهد إقبالا كبيرا، وذلك لموافقته للإجازة السنوية بالبلاد، إضافة إلى حرص السعوديين من مختلف المناطق على شراء منتجات العسل الأصلية خلال هذه الفترة لضمان جودتها وعدم الغش لما تخضع له مبيعات المهرجان من فحوصات وإجراءات تقوم بها جهات ذات علاقة بصناعة العسل محليا.