دار مزادات «سوذبي» تفكر في طرح مقرها الرئيس للبيع

تدرس الخيارات المتاحة

TT

بدأت دار مزادات «سوذبي»، التي ظلت على مدى قرون عدة تطرح كنوز وثروات الآخرين للبيع، البحث في ما إذا كان عليها طرح أحد كنوزها الثمينة للبيع، وهو مقرها العالمي ذو الواجهة البراقة المصنوعة من الزجاج والغرانيت الكائن بآبر ويست سايد بمانهاتن.

وقد تعاقدت الشركة مع شركتي عقارات لتقييم عملية بيع محتملة. وتسعى شركة «استديل سيكيورد»، إلى البحث عن مشترين للمبنى المؤلف من 10 طوابق في يورك أفينيو وشارع 72؛ أما الأخرى، وهي «جونز لانغ لا سال»، فسوف تقوم بتقييم المواقع التي يمكن أن تعمل فيها دار مزادات «سوذبي» بعد بيع مقرها، الذي شغلته لفترة تربو على 30 عاما.

وقال أندرو غالي، مدير الاتصالات بدار مزادات «سوذبي»: «نحن ننظر إلى الخيارات المتاحة لنا». ويضم استكشاف عملية بيع محتملة، والتي أعلنت عنها لأول مرة صحيفة «نيويورك بوست»، عقد خيار بيع ثم تأجير، والذي سيمنح الشركة وقتا لدراسة خطوتها التالية.

يقع المبنى الذي تبلغ مساحته 490 ألف قدم مربع، والذي يشغل الجزء الأمامي بالكامل من مبنى «يورك أفينيو» بين شارعي 71 و72، في ضاحية بارزة معروفة بأبراجها السكنية الفخمة وممر من المستشفيات. بحسب «نيويورك تايمز» وفي سوق العقارات القوية بالمدينة، قامت دار «سوذبي» بالفعل بطرح عدة عروض غير جاذبة، بحسب غالي، من دون ذكر المزيد من التفاصيل. وبوصفها شركة عامة، كان لدى دار المزادات التزام باكتشاف عملية بيع ممكنة، على حد قوله. وأضاف أن هذا القرار لم يكن مدفوعا بالرغبة الجامحة في الحصول على رأسمال، ولا يجب تفسيره على أنه إشارة إلى أن قلب سوق الفنون في مانهاتن قد تحول إلى مكان آخر.

بينما يعتبر المبنى، الذي يضم مكاتب مقر دار «سوذبي» الرئيسي ومساحة المزادات، ضخما وبجوار صالات عرض الأعمال الفنية في آبر إيست سايد، فإن كثيرا من الأنشطة في سوق الفنون بنيويورك قد انتقلت منذ فترة طويلة إلى مناطق أخرى مثل تشيلسي.

وقال غالي: «هذا قرار طويل الأجل لا يرتبط بالنتائج قصيرة الأمد أو المبيعات».

في الربع الأول من هذا العام، سجلت «سوذبي» هبوطا نسبته 3 في المائة في العائدات عن عام مضى وصافي خسارة قيمته 22.3 مليون دولار، بعد أن تقلصت هوامش عمولات المزاد. وجاء هذا عقب انخفاض نسبته 37 في المائة في صافي العائد ليصل إلى 108.3 مليون دولار في عام 2012.

وذكرت دار مزادات «كريستي» المنافسة أنها لا تملك خططا للانتقال من مقرها في نيويورك، الكائن في 20 روكفلر بلازا، الذي تؤجره.

شغلت دار مزادات «سوذبي»، مبنى «يورك أفينيو» الذي أنشئ في عام 1925 كمصنع للسجائر ويعمل مخزنا لشركة «كوداك» بداية من عام 1949، لأول مرة في عام 1980. وبحلول عام 2000، اشترت دار المزادات المبنى مقابل 11 مليون دولار وأتمت عملية توسيع وتجديد بلغت تكلفتها 140 مليون دولار.

لكن في ذلك الوقت، كانت تجري عملية تحقيق فيدرالي في مؤامرة تثبيت السعر بين داري «سوذبي» و«كريستي»، إضافة إلى مجموعة من الدعاوى القضائية ذات الصلة. وقد تسببت المشكلة، التي بلغت ذروتها من خلال محاكمة للرئيس السابق لدار «سوذبي» ومالكها الرئيسي، ألفريد توبمان، في استنزاف أموال «سوذبي»، وقامت الشركة ببيع المبنى في عام 2002 نظير 175 مليون دولار.

ولكنها عادت لتستأجره مجددا من المشتري، شركة العقارات «آر إف آر هولدينغ»، وفي عام 2009، اشترته من جديد نظير 370 مليون دولار. في ذلك الوقت، أخذت على عاتقها سداد الرهن العقاري القائم الذي تبلغ قيمته 235 مليون دولار وسددت 135 مليون دولار نقدا.

وقال دوغلاس هارمون من «استديل سكيورد»، إن العقار كان «بجودة هدية ثمينة». يقول هارمون: «إنه مبنى بديع في موقع متميز جدا».

ووصفه بأنه «قماشة بيضاء» قد تكون مثالية للاستخدام مستشفى أو مكتب - أو حتى لإرساء مزاد عليها لبناء برج سكني جديد.

واقترح أن تستغل «سوذبي» تلك اللحظة بالبيع بأعلى سعر، مع الاستفادة من أسعار التأجير، التي ما زالت منخفضة نسبيا في بعض مشاريع التطوير العقاري بالمدينة، التي سيتم فيها الترحيب بدار المزادات بوصفها المستأجر الرئيس. سلم هارمون مؤخرا عملية بيع مبنى شركة «سوني» المؤلف من 37 طابقا، الكائن في ماديسون أفينيو في شارع 55، لتجمع شركات مقابل 1.1 مليار دولار.