سعادة السفير «محبوب العرب» محمد عساف

المشترك الفلسطيني في «أراب آيدول» أصبح بين ليلة وضحاها دبلوماسيا ونجما بامتياز

محمد عساف يقدم أغنية الفوز التي كتبها نزار فرنسيس ولحنها عصام كمال
TT

لم يفاجأ مشاهدو برنامج «أراب أيدول» بنتيجة فوز المشترك الفلسطيني محمد عساف بلقب «محبوب العرب» الذي حققه بعد منافسة حامية خاضها مع المشتركين الآخرين فرح يوسف (من سوريا) وأحمد جمال (من مصر) اللذين وصلا معه إلى المرحلة النهائية من البرنامج، فقد سبق وأطلق عليه أعضاء لجنة الحكم المؤلفة من راغب علامة ونانسي عجرم وأحلام وحسن الشافعي ألقابا تؤكد تأهله للفوز فعرفوا عنه أكثر من مرة بالصاروخ الفني والنجم الذي لن يتكرر وشمس فلسطين وبأن صوته يصلح كميزان للذهب.

وعلى الرغم من ذلك فإن محمد عساف نفسه كان يستبعد فوزه، وقد صرح بذلك أكثر من مرة في أحاديثه الصحافية حتى إنه قال لـ«الشرق الأوسط» في مقابلة سبق وأجرتها معه إنه كان يفضل لو خرج هو وبقي زميله المشترك السوري عبد الكريم لأنه يستأهل اللقب.

وجاء رد فعل محمد عساف إثر إعلان فوزه باللقب مؤثرا، إذ ركع للحظات طويلة ساجدا على الأرض وكأنه لم يستوعب ما حصل معه، تاركا لدموعه التعبير عن فرحته وهو يلف العلم الفلسطيني على رقبته، وعندما احتضنه مقدم البرنامج أحمد فهمي مهنئا له بقي لثوانٍ قليلة يغمره وهو يبكي حتى خيل للحضور أنه سيفقد وعيه لشدة تأثره، مما دفع بالفنانة أحلام إلى اللحاق به على المسرح وقد شقت طريقها بين الجموع المهنئة وبيدها قارورة مياه طالبة منه أن يشرب لأكثر من مرة قبل أن يسحبه رجال الأمن إلى الكواليس للحظات قليلة ليستعد لإلقاء كلمة في المناسبة.

وترجم أهالي غزة ورام الله وعمان والناصرة كبارا وصغارا فرحتهم لحظة إعلان فوز ابن بلادهم فراحوا يرقصون ويهللون وهم يصرخون «فلسطين... فلسطين» مبتهجين بالنتيجة، وكانت تنقل تحركاتهم لحظة بلحظة كاميرات البرنامج في بث مباشر ظهر على الشاشة.

وكانت المفاجأة الكبيرة لمحمد عساف عندما أعلن مقدم البرنامج عن تعيينه من قبل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) سفيرها للنوايا الحسنة في بلده وبإيعاز من الرئيس الفلسطيني محمود عباس كما ذكر أحمد فهمي لاحقا أثناء تسليمه الدرع التي تحمل التسمية، مشيرا إلى أنه سيتمتع بمزايا دبلوماسية معينة بالمناسبة.

وشكر الفائز بلقب «محبوب العرب» أهل بلاده الذين رغم الويلات التي مروا بها منذ ستين عاما حتى اليوم والاحتلال الذي يعانون منه لم يترددوا لحظة عن مساندته والتصويت له، فأوصلوه إلى ما هو عليه في تلك اللحظات. وقال: «أهدي هذا الفوز لفلسطين ولأرواح شهداء ثورتها، فأنا لم أتخيل ولا للحظة الفوز باللقب، ولن أنسى أن أشكر والدي، ولا سيما والدتي التي لولا دعواتها لي لما كنت حققت هذه النتيجة».

وأصر الفنان عاصي الحلاني على تسليمه الجائزة قائلا: «مبروك للوطن العربي للأقصى والقدس». وتهافت المهنئون على المسرح قبل أن يطلب من الجميع الانسحاب وترك المجال أمام محمد عساف بأداء أغنية الفوز التي كتبها نزار فرنسيس ولحنها عصام كمال.

أحيا حلقة النتائج من برنامج «أراب أيدول» الفنان عاصي الحلاني، الذي كان من المقرر أن يكون ضيف الحلقة ما قبل الأخيرة، إلا أن اعتذار النجم السعودي محمد عبده عن المجيء إلى لبنان في اللحظة الأخيرة دفعت بمنظميه إلى التعديل في البرنامج الذي كان قد تم الإعلان عنه الأسبوع الماضي. وتردد أن الفنان السعودي اضطر إلى الاعتذار بعد أن تلقى تمنيا من حكومته بعدم الذهاب إلى لبنان في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها، ولكن الفنانة أحلام لم تتوانَ عن تكذيب الشائعات التي تدور حول الوضع المتردي في لبنان، إذ اغتنمت الفرصة أثناء ترحيبها بضيف الحلقة عاصي الحلاني لتؤكد أن لبنان بألف خير، قائلة: «أحب لبنان مثلما أحب بلدي دولة الإمارات العربية، وما لا أتمناه لبلدي لا أتمناه للبنان، فنحن هنا بخير وبأمان». فشكرها راغب علامة موضحا أن اللبنانيين مروا بأوقات حرجة كثيرة في الماضي لم يتأثروا يوما بها ولم تمنعهم من العيش بكرامة وإحياء الحفلات حتى في أقسى الأزمات.

وقدم عاصي الحلاني منفردا أحيانا وبمشاركة المتنافسين الثلاثة على اللقب أحيانا أخرى أغاني شعبية أرادها كما قال أن تذكر اللبنانيين والعالم العربي بالتراث الفني العريق. كما شاركه الغناء المشترك اللبناني زياد خوري الذي خرج من المنافسة قبل أسبوع، وذلك بطلب من الفنان الضيف.

وشهدت حلقة النهائيات من البرنامج مفاجآت عدة تمثلت بأداء المشتركين الثلاثة كل بدوره الأغنية التي أداها في جلسات الاختبار الأولى لهم أمام أعضاء لجنة الحكم والتي على أساسها تم قبولهم للانتقال إلى بيروت للمشاركة في «أراب أيدول»، فغنى أحمد جمال «أشكي لمين» للموسيقار محمد عبد الوهاب، بينما أدى محمد عساف «صافيني مرة» لعبد الحليم حافظ، وغنت فرح يوسف «افرح يا قلبي» للسيدة أم كلثوم. كما أطل المشتركون الثلاثة في أغنية مصورة وقعها المخرج فادي حداد بعنوان «كل يوم»، ومن ثم قدموا مع مشتركي «أراب أيدول» الـ13 الذين وصلوا إلى مرحلة التصفيات النهائية مجتمعين أغنيتين استوحيتا من مسرحية «البؤساء» لفيكتور هيغو بعد أن تم تعريبها من قبل الشاعر نزار فرنسيس، فلقيتا استحسانا كبيرا من قبل الحضور وتم إعادة تقديم إحداهما مرة ثانية بعد أن راحت الفنانة نانسي عجرم تصرخ محمسة الجمهور (bis…bis) لإعجابها الكبير بها.

وعرض البرنامج مقتطفات من إعلان ترويجي لأحد المشروبات الغازية شارك فيه الفائزون بالمراتب الثلاثة الأولى للبرنامج في العام الماضي كارمن سليمان ودنيا بطمة ويوسف عرفات على أمل مشاهدته قريبا على شاشات التلفزة. وكان قد أعلن عن الجوائز التي سيحصل عليها الفائز باللقب، وهي عبارة عن سيارة موديل 2013 وعقد لإدارة وإنتاج أعماله الفنية من قبل شركة «بلاتينيوم ريكوردز» التي أعلن صاحبها الفنان راشد الماجد بأنه سيقدم له شخصيا ألبوما وأغنية مصورة.

أما أول ما سيقوم به محمد عساف بعيد إعلان النتيجة كما قال فهو العودة إلى بلاده والالتقاء بأهله هناك لشكرهم على مساندتهم له.