الفلسطينيون يحتفلون في شوارع غزة حتى الفجر

دعوات على «فيس بوك» لتنظيم استقبال حافل لعساف

الجماهير في شوارع غزة يحملون صورة عساف بعد فوزه
TT

حتى الساعات الأولى من فجر أمس الأحد احتفى الفلسطينيون في غزة بفوز الفنان الفلسطيني محمد عساف بلقب «أراب آيدول». وبمجرد النطق بقرار لجنة التحكيم، علت الهتافات المعبرة عن الفرح، فيما تطايرت الأضواء المنبعثة من المفرقعات النارية التي أطلقها الفلسطينيون الذين تملكهم شعور بالفرح بعد سماع قرار اللجنة. وقد انطلقت مسيرات بالسيارات في شوارع مدن ومخيمات قطاع غزة، سيما في محافظة خان يونس، التي تعيش فيها عائلة عساف، حيث أطلقت السيارات العنان لمزاميرها، فيما تم رفع صورة الفنان الفلسطيني الصاعد على واجهاتها. وقد وزع فلسطينيون في عدد من مدن القطاع الحلوى تعبيرا عن الفرحة الكبيرة بالفوز الذي حققه عساف. وقال جمال (19 عاما)، وهو يسارع إلى تثبيت صورة محمد عساف على جدار في الشارع الرئيس بمخيم «النصيرات» وسط قطاع غزة بعد الإعلان عن فوزه: «هذه لحظة تاريخية يجب الاحتفاء بها، نحن متعطشون للنجاح والنصر، وهذا ما وفره لنا محمد عساف». وقد كان أوضح معالم الابتهاج بهذا الحدث قد تم في محيط منزل عساف في خان يونس، حيث تجمهر المئات من الناس في محيط المنزل ورددوا أغاني عساف ورقصوا الدبكة الفلسطينية.

وقد تابع الفلسطينيون بحماس كبير أحداث برنامج «أراب آيدول»، حيث تشكلت العديد من الملتقيات والمنتديات التي دعت إلى تأييد والتصويت لعساف من أجل تأمين فوزه.

من ناحيته، منح الرئيس الفلسطيني محمود عباس، عساف لقب سفير النوايا الحسنة مع إعطائه كل الميزات الدبلوماسية، وذلك فور الإعلان عن فوزه باللقب. وفي تصريح له على هامش لقائه بالكاتب الجزائري واسيني الأعرج صباح أمس الأحد، قال عباس إن عساف: «مثال لقدرة الشباب الفلسطيني على الإبداع والتميز، إذا ما أتيحت لهم الفرصة للتعبير عن معاناة شعبهم»، على حد تعبيره. وخلال استقباله الكاتب الجزائري واسيني الأعرج في مكتبه برام الله، قال عباس إن الثقافة والفن «هما المقياس الحقيقي لتقدم الشعوب ورقيها، ودليل على مدى المحبة والسلام بين البشر»، مؤكدا دعمه «الكبير للثقافة والفنون، التي نقلت للعالم معاناة الشعب الفلسطيني جراء الاحتلال، وأعطت الأمل للشباب بمستقبل أفضل وبدولة حرة مستقلة».

من ناحيته، بعث القيادي البارز في حركة حماس يحيى موسى والنائب عن الحركة في المجلس التشريعي الفلسطيني التحية لعساف بمناسبة فوزه. وفي منشور في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، قال موسى: «تحية من القلب للفنان المبدع محمد عساف الذي أحسن بالسجود شكرا لله وأهدى فوزه للشهداء والأسرى والشعب المحاصر في غزة والضفة ورفع اسم فلسطين». وبارك الدكتور براء ريان، نجل القيادي البارز في حركة حماس نزار ريان، الذي اغتالته إسرائيل عام 2008، عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» لمحمد عساف فوزه في لقب «أراب آيدول». وكتب براء نزار ريان على صفحته عبر موقع «فيس بوك» أيضا أنه يرى في محمد عساف «الشاب الفلسطيني خيرا ينبغي أن يعزز».

ويرجح أن يصل عساف إلى مدينة خان يونس اليوم الاثنين للاحتفاء مع عائلته بفوزه في المسابقة. وقد طرح الكثير من الفلسطينيون على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» دعوات لتنظيم استقبال حافل لعساف لدى عودته إلى خان يونس.

من ناحيته، قام المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى (الأونروا) فيليبو غراندي بتسمية الفنان محمد عساف ليكون أول سفير إقليمي لـ«الأونروا» للشباب للاجئي فلسطين. وفي بيان صادر عنه، قال غراندي: «بالنيابة عن الجميع في (الأونروا)، فإنني أرفع تهنئتي الحارة لمحمد وعائلته، إن الفلسطينيين كافة يتشاركون نجاحه. إن موسيقى محمد هي لغة عالمية، وهي تتحدث لنا جميعا، كم هو رائع أن يقوم لاجئ فلسطيني من غزة بتوحيدنا معا بهذه الكيفية». وعلق عساف على قرار غراندي، قائلا: «إنه لشرف كبير لي أن أصبح سفيرا للاجئين الفلسطينيين. إن كل الذكريات الطيبة التي أحملها من مدرسة (الأونروا) في خان يونس بقطاع غزة حيث أتيحت لي الفرصة لأن أدرس وأنمو، لا تزال حية». وأضاف عساف: «إن كوني لاجئا يجعلني قادرا على أن أتفهم بشكل أفضل من غيري التحديات التي تواجهنا والفرص المتاحة أمامنا. إنني ملتزم بتقديم أقصى ما لدي لمساعدة (الأونروا) على النجاح في تزويد الشباب اليافع مثلي بالفرص نفسها التي أتيحت لي».

يذكر أن عساف هو أول فلسطيني يفوز بلقب «أراب آيدول»، وهو من مواليد ليبيا لأبوين من اللاجئين الفلسطينيين، حيث عاد لغزة عندما كان يبلغ الرابعة من العمر مع عائلته، حيث نشأ وترعرع في مخيم خان يونس للاجئين في القطاع. وتحت عنوان «المطرب الذي نجح في توحيد الفصائل الفلسطينية»، قال الكاتب الإسرائيلي آساف جبور في مقاله أمس الأحد في صحيفة «معاريف» العبرية، إن المطرب الفلسطيني الغزاوي محمد عساف الذي فاز في مسابقة «أراب آيدول» للغناء، نجح فيما فشلت فيه مصر وتركيا في توحيد الفصائل الفلسطينية، مشيرا إلى أن آلاف الفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة خرجوا ليلة أول من أمس للشوارع لمشاهدة التصفيات النهائية. وأضاف جبور أن الصراع على الزعامة والضرائب الفلكية ونسب البطالة المتفاقمة لم تؤثر على الحالة المعنوية للفلسطينيين أول من أمس، حيث خرجت الجماهير الغفيرة إلى الميادين والشوارع في الضفة وغزة، لا من أجل التظاهر، وإنما من أجل مشاهدة النجم محمد عساف (23 سنة) المشارك الفلسطيني الغزاوي الذي صعد للتصفيات النهائية لمسابقة «أراب آيدول» التي جرت في بيروت.