عرض موسيقي يسافر عبر زمان الوصل من المغرب إلى المشرق مرورا بالأندلس

الرميقي تمزج في «منتدى أصيلة» لونا موسيقيا ينهل من التراث والأنغام العربية والمقامات

الفنانة إحسان الرميقي رفقة أوركسترا زمان الوصل في أمسية موسيقية بمنتدى أصيلة
TT

أحيت الفنانة إحسان الرميقي رفقة أوركسترا زمان الوصل حفلا موسيقيا، الليلة قبل الماضية بمكتبة بندر بن سلطان، وهي أول مشاركة لها ضمن فعاليات «منتدى أصيلة الدولي الثقافي»، حيث سافرت بالجمهور فنيا من المغرب إلى المشرق مرورا بالأندلس، وكانت حلقة الوصل بين هذه الأزمان تكمن في الأشعار والتراث والميراث العربي الذي ورثته هذه الشعوب عبر قرون مضت، وقالت الرميقي عن مشاركتها «الغناء التراثي والأشعار القديمة كله رسائل نبيلة وغذاء للروح غني بأهداف وقيم لا تنتهي».

في أول مشاركة لها بمدينة أصيلة العريقة، عم الهدوء وتزعزعت سكينة الأفئدة نغما قبل أن تتطاير الألحان وتهوي نسيما يتلألأ في تناوب متناغم يصدح بنغمات سجية، مشهد تفاعل معه الجمهور بتمايل وطأطأة أردته خاضعا ومتذللا لأنغام أحيت فيه الماضي الأصيل، وبتصفيقات وتشجيع متناغم عند كل انتقال غنائي.

وبمناسبة اقتراب شهر رمضان المبارك، قدمت الفنانة الرميقي قصيدة «المنفرجة» وهو كلام صوفي للإمام ابن النحوي، أدته على مقام الحجاز بنغمة «مضناك جفاه» وهو لحن مألوف في أذن المستمعين، كما مزجت بين موشح «لما بدا» في مقام نهوند مع «يا مسافر وحدك» لمحمد عبد الوهاب، وحول ذلك أوضحت الرميقي لـ«الشرق الأوسط»، أن أغانيها هي خليط يمزج جميع الألوان الموسيقية لكي تجعل المستمع لا يمل من أي وصلة موسيقية، بيد أنها تسافر به عبر المواويل الصوفية والموشحات الشرقية والأندلسية والقصائد الكلاسيكية. وقالت: «نحاول دائما أن يكون هناك تنوع وليس الاكتفاء بنمط موسيقي واحد في السماع أو الآلة الأندلسية، لذلك نعتمد على أنغام وأنماط مختلفة».

وعبرت الرميقي عن تفاؤلها وفرحها لإحياء أمسيتها ضمن منتدى أصيلة وأمام جمهور ذواق يأتي من أجل الاستماع بالتراث والأنغام العربية والمقامات، وذكرت أن علاقتها بالمدينة تعود إلى أيام طفولتها حيث كانت تقضي طفولتها في أصيلة نظرا لقربها من مدينتها «القصر الكبير».

ويذكر أن الفنانة إحسان الرميقي أحيت رفقة أوركسترا زمان الوصل التي أمضت معها عقدا من الزمن الكثير من السهرات داخل المغرب وخارجه، وسجلت شريطا للموشحات ضم رقصة الأطلس وموشحات أندلسية وشرقية. ويترأس الأوركسترا الموسيقار التهامي الفلالي بلحوات، وهي بمثابة تخت عربي يتكون من آلات عربية تضم القانون والعود والناي وكمان جهير ورق، إضافة إلى منشدين يقومان بدور يسمى بـ«المذهبجية».