أعلنت هيئة متاحف قطر الإعلان عن إقامة أول معرض منفرد في الشرق الأوسط للفنان البريطاني البارز داميان هيرست، تحت عنوان «رفات»، ويحتضن هذا المعرض، الذي من المقرر افتتاحه في 10 أكتوبر (تشرين الأول) 2013 وحتى 22 يناير (كانون الثاني) 2014، أضخم مجموعة على الإطلاق من أعمال هيرست.
يجسد معرض «رفات» مسيرة الفنان هيرست التي تمتد على مدى 25 عاما، ويتضمن أعماله المعروفة بالإضافة إلى بعض الأعمال التي ستعرض للمرة الأولى. ويعلق هيرست على اهتمامه الدائم بالبحث في العلاقة المعقدة بين الفن والحب والحياة والموت: «لديّ هوس بالموت، لكنني أنظر إليه كاحتفال بالحياة، وليس أمرا يدعو للحزن والكآبة». من الأعمال البارزة التي قدمها الفنان هيرست لوحات مزينة بالنقاط (Spot Paintings)، سلسة من الحيوانات المحفوظة في مادة الفورمالديهيد، بالإضافة إلى الجمجمة الماسية: «الحياة من أجل حب الله» (2007). تشهد أعمال هذا الفنان على ولعه الدائم بالموت، وكيف يفرض نفسه بشكل يومي على الحياة، ومصير الجسد الحتمي بالزوال على الرغم من الإيمان الكامل والمتزايد بالطب والدواء. ويستخدم هيرست تقنية وضع المشاهد في إطار سواء في صناديق أو أحواض أو زجاج ليحث المتفرجين على التفكّر في دورة الحياة ومصارعة الحياة للموت، والخلط بين الشفاء والمرض.
يعتبر الفنان داميان هيرست واحدا من أنجح الفنانين المعاصرين، وقد قدّم عددا من الأعمال التي تربعت على عرش الإبداع في تاريخ الفن الحديث، وهو أبرز عضو في مجموعة «الفنانين البريطانيين الشباب» التي نشأت في لندن في أواخر الثمانينات، لتصبح واحدة من أهم الحركات الفنية المعروفة بالأعمال الجريئة والمثيرة للصدمة في بعض الأحيان، وقد حققت استحسانا عالميا، ونجحت في بث الحياة في المشهد الفني البريطاني.
يتولى إدارة المعرض والإشراف عليه الكاتب والناقد المشهور القائم على المعارض فرانسيسكو بونامي، الذي يشغل حاليا منصب كبير أمناء في متحف الفن المعاصر في شيكاغو، بعد أن تقلد عدة مناصب عليا في مجال المتاحف والمعارض، بما في ذلك المدير الفني لمعرض «Venice Biennale» لعام 2003.
يمثل معرض «رفات» جزءا من سلسلة من المشاريع الثقافية التي باشرت فيها هيئة متاحف قطر بهدف الارتقاء ودعم الإنتاج الفني المحلي والعالمي وتعزيز تقدير الناس وفهمهم للممارسات الفنية، وإيجاد فرص مواتية للحوار بين الثقافات.
من جهة أخرى، يهدف المعرض إلى تشجيع الجمهور المحلي للانخراط في المشهد الفني، والمشاركة في الحوارات المتعلقة بالفنون، التي تتحدى فهمنا وتكشف لنا عن منظور وجانب جديد في هذا الشأن. وفي تعليقها على هذه المبادرة قالت الشيخة المياسة بنت حمد بن خليفة آل ثاني: «يقوم عملنا في هيئة متاحف قطر على إيماننا الراسخ بأن الفن قادر على فتح آفاق جديدة للتواصل بين الأمم والناس والحضارات المختلفة».