كيف تحولت السيدة الأولى في أميركا إلى نجمة؟

مديرة اتصالاتها كريستيا شاكي.. ساعدتها ثلاث سنوات واستقالت مؤخراً

TT

أعلن البيت الأبيض استقالة كريستيا شاكي، مديرة الاتصالات للسيدة الأولى ميشيل أوباما، بعد ثلاث سنوات معها، حيث ساعدتها على أن تكون، ليس فقط السيدة الأولى، ولكن، أيضا، نجمة أميركية، بل عالمية، تزين صورتها أغلفة كبرى مجلات السينما، والموضة، والنساء.

خلال السنوات القليلة الماضية، ولأول مرة، ظهرت سيدة أميركا الأولى وهي ترقص مع أطفال، وهي تزرع في حديقة البيت الأبيض، وهي تأكل مما تزرع، وهي تقدم جوائز «أوسكار» لأحسن أفلام في السنة الماضية.

في خطاب وداع مستشارتها الإعلامية، وصفتها ميشيل أوباما بأنها «مبدعة، وضرورية، ومهمة». وأن «خبرتها، وتخطيطها الاستراتيجي، وأفكارها الجديدة الجيدة ساعدتني، وساعدت إدارة زوجي».

صارت شاكي مستشارة ميشيل الإعلامية في سنة 2010، بعد سنتين من التضارب والتوتر حول الصورة التي يجب أن تقدمها ميشيل أوباما، خاصة أنها أول سيدة أولى سوداء. ومرات كثيرة، انتقدت ميشيل لملابسها «التي تشبه ملابس النساء السود بالجنوب في مطلع القرن العشرين»، كما جاء في تعليق نسائي بتلفزيون «فوكس» اليميني. وكان واضحا أن في النقد غمزا وإشارة إلى أيام التفرقة العنصرية.

ربما بسبب هذا، وربما لتقديم «صورة جديدة ومثيرة»، كما قالت المستشارة الإعلامية، تغيرت صور ميشيل التي تنشرها الصحف الأميركية. وبعد أن كانت تنشر هذه الصحف صورها وهي تقف إلى جانب زوجها، أو تفتتح مكانا أو حفلا أو مناسبة، انتشرت صور «ميشيل النجمة»: على غلاف مجلة «فوغ» النسائية للأزياء. ثم مرة ثانية في السنة الماضية، وعلى غلاف مجلة «هومز آند غاردن» النسائية التي تهتم بأمور البيت. هذا غير ظهورها على أغلفة مجلات مثل «تايم» و«نيوزويك» و«يو إس نيوز»، لكن هذه مجلات سياسية أساسا.

وظهرت «ميشيل النجمة» في مقابلات تلفزيونية ليلية، وظهرت مع مقدمي مقابلات مثل: جاي لينو، ديفيد ليترمان، جيمس كيميل. وفي حضورهم، لبست ملابس ضيقة وقصيرة. ورقصت، وضحكت بصوت عال، ملء فمها، ومثلت دور سوداء فقيرة.

ثم أسست صفحة خاصة بها في موقع «تويتر»، وصار يتابعها الملايين.

ثم هناك تسريحة شعرها الجديدة وزيارتها إلى محل «تارغيت» التجاري، وهي تشتري فساتين لبنتيها، وظهورها تطبخ، أو تساعد في الطبخ، في برنامج «توب شيف» (الطباخ الأول) التلفزيوني.

لكن، يستمر بعض الأميركيين في انتقادها، خاصة النساء (يبدو أن الرجال لا يهتمون بما تفعل السيدة الأولى). ومرة أخرى، عادت اتهامات في غمز عن لونها، وخلفيتها. وقارنها هؤلاء، وربما في المقارنة ظلم، مع السيدة الأولى جاكلين كيندي (عندما كان زوجها جون كيندي رئيسا: 1961 - 1963).

لكن، كما قال روبرت باسيكوف، مدير مؤسسة «تارغيت» التي زارت ميشيل متجرا تابعا لها: «في نهاية المطاف، يريد الزبائن تقليد ميشيل أكثر من تقليد جاكلين كيندي». وقال إن زيارة أوباما للمتجر، وأشياء أخرى قامت بها، تزيد أسهم الطبقة الوسطى، التي هي الطبقة الأهم في مشتريات المتاجر والأزياء والخردوات.

ودافع الذين يدافعون عنها بالإشارة إلى مشروعين تبنتهما في البيت الأبيض:

أولا: محاربة زيادة السمنة وسط الأولاد والبنات.

ثانيا: دعم عائلات العسكريين الذين قتلوا في الحروب الأخيرة.

ويبدو أن الاستراتيجية هذه نجحت. في نهاية السنة الماضية، وصلت شعبيتها إلى 73%. وكانت 65% قبل ذلك.

وكتبت صحيفة «واشنطن بوست» أن من أسباب ذلك ابتعادها عن السياسة والسياسيين والتصريحات السياسية.