فيلم براد بت متصدرا رغم المخاطر

شباك التذاكر: وحوش في المركزين الأول والثاني

وحوش المركز الأول: «جامعة الوحوش»
TT

حط «الحرب العالمية ز» في المركز الثاني في «شباك التذاكر» الأميركي هذا الأسبوع لكن بإيراد فاق التوقعات الأولى، إذ سجل 66 مليونا و400 ألف دولار في أيام افتتاحه الأولى، بينما حط فيلم الأنيماشن «جامعة الوحوش» في المركز الأول حاصدا 82 مليونا و400 ألف دولار.

الجامع بين الفيلمين أنهما يدوران حول وحوش. «الحرب العالمية ز» هو عن ملايين البشر وقد تحولت إلى زومبيز، والثاني كوميديا من الرسوم المتحركة حول شخصيات غير آدمية بدورها.

بذلك النجاح المزدوج تم دفع اعتداء «رجل من فولاذ» على قائمة أكثر الأفلام رواجا من المركز الأول إلى الثالث محققا انخفاضا فاق الخمسين في المائة عن نسبة الإقبال التي شهدها في أسبوعه الماضي، إذ سجل 41 مليونا. لكنه لا يزال الرقم الأول، بين الأفلام الخمسة الأولى، إذا ما حسبنا مجمل إيراداته الأميركية، في أسبوعيه، أنجز 210 ملايين دولار، وبذلك يقترب مما أنجزه «سريع وهائج» في خمسة أسابيع وهو 228 مليونا و600 ألف دولار.

في الوقت ذاته، لا بد من ملاحظة أن بين عروض أفلام الصيف إلى الآن فإن الفيلم الأكثر نجاحا لا يزال «آيرون مان 3» الذي سجل لليوم 403 ملايين دولار أميركيا. الإيرادات العالمية، التي سترد بعد قليل، هي أمر آخر لأن السوق الخارجية النشطة لا تزال تفاجئ هوليوود بإيراداتها الكبيرة.

* كاد أن لا يصل

* وصول فيلم براد بت (وهو فيلمه ليس كممثل أول فقط، بل كمنتج أيضا) «الحرب العالمية ز» إلى المركز الثاني لم يكن سهلا. الفيلم تعرض لمشكلات إنتاجية فحامت حوله مباشرة شبهة أنه سيصل إلى صالات السينما مثل جثة هامدة. هذا سبق وأن حدث مع أفلام كثيرة تجاذبتها المشكلات الإنتاجية، حتى إذا ما بوشر بعرضها كانت سمعتها قد حفرت خندقا بينها وبين الجمهور.

ما تردد في البداية هو أن اختيار المخرج مارك فورستر كان خطأ شركة الإنتاج الرئيسة «بلان ب» (وهي الشركة التي يرأسها براد بت) الأول. فورستر كان انتقل بالفعل من أفلام ذات طموحات فنية ودرامية مثل «حلبة الوحش» (الذي فازت عنه الممثلة هاري بيري بأوسكارها الوحيد للآن سنة 2002) و«إيجاد نفرلاند» (2004) و«أغرب من الخيال» (2006) هو أيضا مخرج الفيلم المأخوذ عن رواية الكاتب الأفغاني خالد حسيني «راكض طائرة الورق» (2007). هذا الفيلم كان آخر أعماله في ذلك النطاق الفني، بعده حقق «كم الأسى» أحد أفلام جيمس بوند الأخيرة. ما قيل في مطلع أيام التصوير هو أن فوستر لم يكن مؤهلا لقيادة فيلم كوارثي كهذا. ضمن هذه الظروف لم تتم الموافقة على الأسماء التي اقترحها فورستر لمعاونته في مجال الإنتاج والمؤثرات والتصوير لأن الاستوديو (باراماونت) اعتبرهم غير صالحين لفيلم من هذا الحجم تم تحديد ميزانيته بـ170 مليون دولار، لكنها ارتفعت في النهاية إلى 200 مليون دولار.

مشكل آخر نشأ بسبب غياب المنتج الأول براد بت في مرحلة التحضير كونه كان منشغلا بتصوير فيلمه آخر هو «اقتلهم بنعومة» الذي سقط لدى مباشرته العروض الأميركية ما جعل الإنتاج يتوتر مع اقتراب عرض هذا الفيلم الجديد. لكن كرة المشكلات عادت صوب المخرج عندما تبين أنه لم يكن اختار، حتى ثلاثة أسابيع قبل بدء التصوير، شكل الزومبيز الذين سيظهرون في الفيلم. وعن شهود عيان تناقلت وسائل الإعلام قبل نحو سنة أن الفوضى مستشرية في أوصال العمل إلى حد دفع مدير التصوير الجيد روبرت رتشاردسون إلى ترك العمل.

بناء على ذلك كله تم تأجيل عرض الفيلم في الصالات من الحادي والعشرين من شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي إلى الحادي والعشرين من هذا الشهر تبعا لما تطلبه المشروع من إعادة تصوير مشاهد اعتبرت فاشلة. خلال تلك الإعادات تردد (ولم يتم التأكيد) عن أن باراماونت استبعدت فورستر من الإشراف على الفيلم وأسندت المهمة إلى عناصر الإنتاج بقيادة مجهول. والمرء يستطيع أن يفهم ذلك التستر الشديد على الموضوع، إذ لو تأكد أن الإنتاج نحى المخرج لأصاب الفيلم بضرر إعلامي يؤدي إلى سقوطه التجاري.

* عالميا

* لكن الفيلم، من الناحية التجارية الصرفة، لم ينفذ فقط بكل أعبائه، بل أنجز رقمين قياسيين:

• سجل الفيلم الرقم الأعلى لفيلم غير مسلسل، وذلك منذ افتتاح فيلم «أفاتار» سنة 2009. فكل الأفلام التي جاوزت الـ66 مليون دولار افتتاحا، بما فيها «جامعة الوحوش» الذي يتبوأ الرقم الأول في الإيرادات، كانت أجزاء ثانية أو ثالثة (أو ما بعد) لأفلام سابقة.

• هذا أعلى إيراد افتتاح يحققه فيلم من بطولة براد بت الذي كان توقف عن جذب الجماهير الغفيرة منذ أن مثل، إلى جانب أنجلينا جولي فيلم «مس ومسز سميث» سنة 2005. حينها حقق الفيلم خمسين مليونا و300 ألف دولار في افتتاحه.

عالميا، أنجز الفيلم 45 مليونا و800 ألف دولار من 25 سوقا، بينها، وبنسب مختلفة، أربع أسواق عربية هي مصر والكويت ولبنان والإمارات العربية المتحدة، حيث حقق الإيراد الأعلى له بين باقي الدول المذكورة.

عالميا أيضا، حقق «رجل من فولاذ» (Man of Steel) المزيد من النجاح: 89 مليون دولار من 52 سوقا دولية ما جعل إيراداته الكلية تقفز إلى 398 مليونا حتى الآن.

أما الفيلم الأول في الإيرادات الأميركية «جامعة الوحوش» فهو بدوره أحد أكبر نجاحات شركة «بيكسار» (التي ضمتها «ديزني» إلى ملكيتها منذ نحو عامين) لليوم.