العرب يرتبون جدول مشاهدة التلفزيون في رمضان

ينقسم إلى ثلاث مراحل على مدى اليوم

TT

تنقسم فترات مشاهدة التلفزيون في شهر رمضان إلى ثلاث مراحل تقريبا طول النهار والليل. الفترة الأولى تخص فترة الصيام التي تمتد من الفجر إلى غروب الشمس، والثانية تدور حول الوقت الذي يجري فيه تناول الإفطار، مساء، وتدوم عادة ساعة أو ساعتين. أما الفترة الثالثة فهي تلك التي يمكن أن يطلق عليها فترة السهرة وتستمر من بعد الساعة العاشرة أو الحادية عشرة حتى السحور، فجرا.

وتحرص الكثير من الأسر المصرية والعربية على اختيار قائمة محددة لمتابعتها طيلة شهر رمضان. وتحاول الكثير من الصحف والمواقع الإلكترونية تقديم كل الأعمال التلفزيونية الرمضانية في قوائم لقرائها وزوارها، إلى جانب خريطة يومية للعروض. وتقول سهام عبد الفتاح، وهي ربة منزل من ضاحية المعادي بالقاهرة إنها تبدأ يومها في رمضان قبل الظهر بقليل.

وتفتح سهام التلفزيون على إحدى قنوات إعداد الطعام، لتسجيلها والاستفادة منها في إعداد الأطباق الجديدة في الأيام القادمة، خاصة إذا كانت ستعزم أحد أقاربها أو من أقارب زوجها. وتقول إن نهار رمضان في الصيف، هذه السنة، طويل. وتمتد فترة الصيام إلى نحو 17 ساعة في اليوم.

أما فترة ما بعد الظهر، فتمضيها السيدة سهام في قطع الوقت عن طريق مشاهدة ما تحبه من الأفلام المصرية القديمة مثل أفلام إسماعيل ياسين أو فريد الأطرش أو فؤاد المهندس وعادل إمام، بالإضافة إلى أفلام الجيل الجديد مثل أعمال محمد سعد وهاني رمزي وغيرهم. وتضيف قائلة: أحب أن أتسلى وأنا أعد السلطات والمشهيات، قبل أن أبدأ في إعداد الوجبة الرئيسية للإفطار، أما زوجي فيعود من عمله وينام حتى أذان المغرب.

ومنذ انتشار التلفزيون، ومنذ أيام شاشات الأبيض والأسود، يقترن وقت الإفطار ببعض البرامج الخفيفة التي تلتف حولها الأسرة من الكبار والصغار. وأول برنامج خفيف جمع بين التلفزيون وشهر الصوم، كان برنامج فوازير رمضان. لكن مع تطور التلفزيون وكثرة القنوات الفضائية، ظهرت برامج خفيفة أخرى مثل مسلسلات الكرتون، وبرامج المقالب «الكاميرا الخفية». ومن بين مسلسلات الكرتون التي سوف تعود إلى الشاشة المسلسل الإماراتي «شعبية الكرتون» لكن بتقنيات حديثة عن طريق استخدام تقنية الأبعاد الثلاثية.

ولن تخلو عدة مسلسلات وبرامج من الطابع المأساوي للمرحلة التي تمر بها الكثير من الدول العربية بعد ما كان يعرف بـ«الربيع العربي»، حيث ستعرض جوانب مما جرى في مصر أثناء «ثورة 25 يناير» وما يجري في «الثورة» السورية»، إلا أن بعض هذه المآسي السياسية والاجتماعية سيتم تناولها بطريقة تمثيلية ساخرة.

وبالنسبة للسيدة سهام وجاراتها في المعادي، فإنهن لم يخترن بعد البرامج التي سيتابعنها خلال شهر الصوم، وإن كان الأطفال أكثر حماسا منهن، خاصة فيما يتعلق بمسلسلات الكرتون.

وتفضل شريحة من المصريين مشاهدة المسلسلات التي تلعب فيها المرأة دور البطولة ومحور المسلسل. وكما تابع الملايين في رمضان 2012 مسلسل غادة عبد الرازق عن المرأة التي تتلاعب بالسياسيين في النصف الأول من القرن الماضي، تظهر على شاشة رمضان، المصرية والعربية، هذه السنة نجمات أخريات منهن يسرا وليلي علوي وإلهام شاهين وسهير رمزي ومنى زكي وغادة عبد الرازق واللبنانية سيرين عبد النور، بالإضافة إلى الفنانة إلهام الفضالة. وستظهر إلهام الفضالة في العرض الجديد الذي يساهم به تلفزيون دبي من خلال مسلسل «سوق الحريم»، لكن في إطار كوميدي.

وفي مقاهي وسط القاهرة حيث يفضل الآلاف من شباب العاصمة تدخين الشيشة بعد الإفطار، وما يقترن بذلك من استرخاء وتأمل، يتوقع كثير منهم أن يقدم الفنان نور الشريف تجربة إنسانية موحية مثل تلك التي قدمها في شهر رمضان قبل نحو سبع سنوات، من خلال شخصية رجل أعمال فاقد الذاكرة يتعرض لمؤامرات ممن حوله للاستحواذ على أمواله.

ويفضل سعيد عبد العاطي، وهو مخرج شاب للأفلام التسجيلية القصيرة السهر في مقهى ذي طابع نوبي اسمه «الجنوب»، وهو أحد مقاهي منطقة البورصة التي تعج بآلاف الشبان والفتيات والأسر المصرية والعربية، ويضيف أن مشاهدة التلفزيون مع الآخرين في الهواء الطلق، له مذاق مختلف، مشيرا إلى أنه مع الأيام الأولى من شهر رمضان يتكون جمهور لكل برنامج، ويصبح معلوما لدى الجميع وبشكل بديهي أن زبائن هذا المقهى يفضلون المسلسل الفلاني، وزبائن المقهى الآخر يفضلون البرنامج العلاني.