«لا شيء» عرض مسرحي سوري ـ فرنسي متجول

صرخة ضد الديكتاتورية والقهر ويتناول أوضاع سوريا من دون ذكر اسمها

يقول المخرج إن النص صرخة أو صيحة في وجه الظلم والقمع والحزن في العالم وليس في سوريا وحدها («الشرق الأوسط»)
TT

مسرحية «لا شيء» المأخوذة عن نص «لعبة القتل» ليوجين يونيسكو وظفها المخرج السوري نوار بلبل ليتحدث فيها عن أوضاع سوريا وثورتها دون ذكر اسمها. وعرضها أولا في فرنسا ثم بروكسل لينتقل بها بعد ذلك إلى هولندا.

قال الممثل محمد ملص، الذي أدى أحد الأدوار الرئيسة في المسرحية مع شقيقه: «أنا وأخي أحمد نشارك ممثلين فرنسيين في هذا العرض العبثي، وهو يحكي عن سوريا، ولكن دون ذكر كلمة سوريا في العرض، ونتناول فيه ما يحدث فيها».

أما المخرج نوار بلبل فقال لـ«الشرق الأوسط» إن رسالتنا هي رسالة إنسانية، والنص يطرح قضايا إنسانية، وبالأخير تصب بالسياسة. والنص «لا شيء» هو صرخة أو صيحة في وجه الظلم والقمع والحزن، في العالم وليس في سوريا وحدها أو مصر أو أي دولة بعينها، ونحن نتحدث عن الثورة؛ ليس الثورة السورية فحسب، ولكن الثورة التي يمكن أن تحدث في أي بلد في العالم وحتى أوروبا، والعرض يسلط الضوء على الديكتاتورية، ويمكن القول في النهاية إن هناك ديكتاتورية عالمية لا أعرف من هي».

عرض بلجيكيا أقيم على خشبة المسرح الحر في بروكسل، وشارك فيه أيضا إضافة إلى الممثلين السوريين، الفرنسيان لورانس شانو ومكسيم كاراسو.

وقال المنسق الإعلامي والإداري نضال شيخاني: «نطرح من خلال العمل رسالة واضحة باللغتين العربية والفرنسية لشعوب العالم أجمع عن أساليب الديكتاتور ومن حوله فيما يحدث في سوريا من قمع وقتل وتشريد للمواطنين العُزل. وكما تعلمون فإن الثورة السورية قد اتخذت مسار السلاح والقتل الممنهج الذي فُرض على هذا الشعب، وقد أصبحت سوريا ساحة معركة دموية لم يشهد لها التاريخ من قبل. نحن بدورنا نعمل على طرح الفكر الثقافي المفتقر لهذه الثورة، بدأنا من (لا شيء) بإمكانيات بسيطة، مبتعدين عن المظلات السياسية التي حاولت طرح نفسها علينا ودعمنا بالمال وأمور أخرى، شريطة أن نكون برعايتهم. لعبة القتل هي بدايتنا البسيطة لمستقبل مشاريع درامية وسينمائية بمشاركة مجموعة من الفنانين السوريين الذين وقفوا ضد نظام الاستبداد منذ بداية الحراك في سوريا».

وأضاف: «لم نوجّه الدعوة لشخصيات سياسية سورية لإلقاء كلمة أو ما شابه ذلك، فهذا لا يسمن ولا يغني من جوع، ونستطيع أن نراهم بشكل يومي على شاشات التلفزيون. لقد قمنا بإرسال دعوات لمنظمات حقوق الإنسان وأحزاب بلجيكية وصحافة غربية وجامعات. هدفنا زرع المنحنى الثقافي بشكل توضيحي بأن الثورة ليست بقاعدة وليست بإمارة إسلامية يسعى إليها من يحاول تهميش الأطراف الأخرى، وهذه لمحة بسيطة عما بحوزتنا.. ونعمل الآن على إنشاء جمعية ثقافية مسجلة بشكل رسمي في بلجيكا لإقامة هذه المشاريع.. إننا نريد أن نقول للأوروبيين: (عندنا مسرح وغناء وثقافة وأمور أخرى تحدث في الثورة السورية)».