عاصي الحلاني للمرة الخامسة في مهرجان جرش بالأردن

أكثر من 3 آلاف شخص حضروا من مختلف الدول العربية

TT

أحيا الفنان اللبناني عاصي الحلاني حفلا مساء أول من أمس الجمعة على المسرح الجنوبي في مهرجان جرش للثقافة والفنون في دورته الثامنة والعشرين بحضور جمهور كبير زاد على ثلاثة آلاف شخص.

وخاطب الفنان الحلاني جمهوره قائلا إنه سعيد بهذه المشاركة في المهرجان خصوصا أن الأردن بلد ينعم بالأمن والأمان. وحيا عاصي الشعب الفلسطيني، مما دفع الجمهور للتفاعل والتصفيق.

وغنى الفنان اللبناني مجموعة من أغانيه القديمة والحديثة المحببة لجمهوره الذي رفع أعلام الكثير من الدول العربية، إذ وجدت معظم الجاليات العربية في المهرجان الذي يعد الأكثر شهرة من بين المهرجانات العربية التي تعنى بالفن والثقافة.

ضج فضاء المدرج بالتصفيق لحظة صعود الحلاني للمسرح مستهلا أمسيته بأغنية أعدها خصيصا للأردن، «مسيتك بالخير يا أرض الخير» ليجمع عاصي العلمين الأردني واللبناني بين أحضانه وكأنه يقدم للجمهور بطاقة محبة وتأكيد انتماء. وتحدث عن أمنياته بعالم عربي موحد ليهتف له الجمهور «أبو وليد».. وأغنية الأردن من كلمات الشاعر الغنائي نزار فرنسيس وألحان تراثية شعبية تشبه زفة العريس في بلاد الشام. وعندما بادله الجمهور الحب، أكد عاصي أنه يعتبر كل واحد من الحاضرين بمثابة مليون شخص فالعبرة بالتفاعل والحب وليس بالعدد.

ومنذ اللحظة الأولى لبدء الحفل والجمهور يطالب بتقديم أغنية «الباب عم يبكي» التي كان استشرف فيها وفاة والدته، وأمام هذا الإلحاح، غنى عاصي بصوت يعاني الألم، مغالبا دموعه التي انهمرت وأبكت جمهور المسرح الجنوبي وفي مقدمتهم الصحافيون، وأنشد مقطعا جديدا إضافة على الأغنية، وكان الجمهور يسارع إلى إنقاذه كلما خنقته الدموع، لينشد مكانه كلمات الأغنية المؤثرة.

جو من السكون والتأثر خيم على المكان، قبل أن يطالب الجمهور عاصي بإعادة الأغنية، ولبى الفنان طلب جمهوره، لينتقل بعدها إلى أغانيه الحديثة مقدما لجمهوره دعوة خاصة قائلا: «فلنخرج قليلا من جو الحزن»، واعدا بإعادة الأغنية في ختام الحفل، وأوفى عاصي بوعده لجمهوره إذ اختتم حفله على إيقاع الأغنية، وبدا واضحا الارتياح على ملامحه سعيدا بتجاوب الجمهور معه.

وعبر عاصي عن سعادته بمحبة الناس، معتبرا حضور الجمهور يعني له الكثير، وتفاعلهم مع أغنياته أعادت إليه الروح - حسب قوله، واعتبر محبة الناس كنزا حقيقيا، وأفضل نعمة من الله بها عليه.

وهذه هي المرة الخامسة التي يقف فيها الحلاني على مسرح جرش والتي قدم فيها «وأنا مارق مريت، يا علي، أنا يا طير، وأعيني» إلى جانب بعض الأغاني التراثية والفلكلورية اللبنانية التي رافقته فيها فرقة الدبكة.

كما قدم الحلاني مجموعة من الأغاني التراثية والفلكلورية المعروفة في بلاد الشام والعراق حيث غنى خلال الحفل أغنيات: «جن جنوني» تلاها بأغنية «كل ما يسافر الليل» وانسجم الجمهور مع الحفل ومع المطرب الذي قدم وصلة حب أردنية من خلال عدد من أغاني سميرة توفيق مثل «بالله تصبو هالقهوة» وأغنية «وين ع رام الله». ثم غنى «خليك بقلبي» ليتبعها بموال «ذكرتك» و «ويلي ويلي» وهي مقطوعات ميجانا وعتابا.. كما غنى عاصي «يا ليل أنا وإياك» و«دقات قلبي ».

وحول الجمهور المسرح الجنوبي إلى حلقات دبكة ورقص منذ بداية الحفل وحتى نهايته عندما قام المهندس خلدون العطيات المدير التنفيذي للمهرجان بتكريم الفنان الحلاني.

وعلى المسرح الشمالي قدمت الفرقة الهاشمية لإنشاد التراث التابعة لجمعية الثقافة العربية الإسلامية في حفلها باقة متنوعة من الموشحات والمدائح الدينية والتراثية بحضور يصل إلى ثلاثة آلاف من محبي الفرقة ومتابعيها من مختلف المحافظات، بالإضافة إلى حضور بعض الشخصيات الرسمية والفعاليات الشعبية.

وأتحفت الفرقة بأنغامها الشجية وكلماتها العذبة والأصوات المتمكنة في مختلف المقامات، الجمهور وقدمت أغاني منتقاة من الموروث الشعبي الإنشادي في بلاد الشام ومن قصائد لشعراء معاصرين متميزين.

ومن بين المدائح والأناشيد التي قدمت «الصلاة عليك يا زين العمامة»، و«محمد حبك يجمعنا»، و«يا روحي طيبي»، و«مهما جرى»، و«من صوب الحجرة في نور»، و«أصحاب الهادي العشرة». ومن بين مؤدي الفرقة: محمد الخير، محمد معروف قرانوح، عصام شنير، محمد العمرو، وباسل الصالح.