لم تخل مهمة فريق عمل المسلسل السعودي «كلام الناس» في موسمه الثاني من عقبات عديدة اجتازها واحدة بعد الأخرى بحنكة ومهارة. وبينما كان مخططا أن تنتقل كاميرات المسلسل بين العديد من الدول من بينها مصر وتركيا ولبنان، اضطر القائمون على المسلسل في الوقت الحرج إلى تغيير مسار التصوير في هذه البلدان بسبب ما تشهده حاليا من توترات سياسية وأمنية، إلى وجهة أكثر أمنا وتمتاز بطبيعة خلابة وهي الفلبين.
وأوضح الفنان حسن عسيري بطل المسلسل ومدير شركة «الصدف» المنتجة للمسلسل، أن خطة الشركة بالتصوير في هذه البلدان كانت تهدف إلى فتح آفاق جديدة للدراما السعودية، إضافة إلى الحرص على تصوير الأحداث في مواقعها الحقيقية ليشعر المشاهد بالمصداقية والحميمية بين الواقع الذي يعيشه والأحداث التي يشاهدها من خلال العمل، «ولهذا، فعلى الرغم من الكلفة الإنتاجية المرتفعة قررنا التصوير في العديد من المواقع الحية في المملكة وخارجها، ومن بينها لبنان وتركيا ومصر».
وأشار عسيري قائلا: «كنا في وقت سابق قد ألغينا التصوير في بيروت نتيجة التوتر الأمني الحادث هناك، وخوفا على فريق العمل من أي خطر قد يتعرضون له، والآن قررنا الأمر ذاته بالنسبة لتركيا ومصر، الأولى بسبب الأحداث المشتعلة في ميدان (تقسيم)، والتي لم تتوقف حتى الآن، وفي مصر بسبب تصاعد الأحداث خاصة مع دعوات التمرد على الرئيس المصري في 30 يونيو (حزيران)، وهو الأمر الذي يشكل خطرا كبيرا على فريق العمل، لذلك ارتأينا إلغاء التصوير في هذه الدول في اللحظات الأخيرة بعد أن أتممنا التصوير داخل المملكة بنسبة 100 في المائة».
وردا على تساؤل حول الخطوة التالية بعد هذا الإلغاء أجاب عسيري: «قررنا تحويل وجهة طائرة («كلام الناس) إلى الفلبين، والتي تمتاز بمزيج من الثقافات الشرقية والغربية. وتقع في جنوب شرقي آسيا غرب المحيط الهادي، ومعروف أن كثيرا من العاملات المنزليات في السعودية فلبينيات، إضافة إلى أنها تتوفر على أجواء طبيعية عبارة عن أرخبيل مكون من 7107 جزر، وقررنا أن تكون الفلبين وجهتنا على الرغم من أنه لم يكن مخططا أن نصور فيها حتى لا يقول قائل إننا ألغينا التصوير الخارجي الذي كنا قد أعلنا عنه».
بدوره، أوضح مؤلف المسلسل الكاتب علاء الدين حمزة أن إلغاء التصوير في مصر وتركيا ولبنان بسبب الأحداث المتوترة التي تشهدها البلدان الثلاثة في الفترة الأخيرة، لن يؤثر على أحداث المسلسل، موضحا أن الدراما السعودية ربما لا يعرف كثيرون أن لها خصوصية في برمجة حلقاتها، فعلى الرغم من أن العمل الرمضاني يعرض كما هو معروف في ثلاثين حلقة، لكن الحقيقة أنه يتم تصوير أكثر من 33 حلقة وربما أكثر، حتى تكون هناك فرصة أمام فريق العمل في حال حدوث مشكلة رقابية أو فنية في أي حلقة أن يكون هناك بديل متاح، وهذا ما لجأنا إليه للخروج من مأزق المشاهد المحذوفة.