للمرة الأولى في تاريخ التلفزة في بريطانيا أعلنت قناة «تشانل 4» في بريطانيا أنها ستقوم بإذاعة أذان الفجر كل يوم خلال شهر رمضان مسبوقا بفيلم قصير بعنوان «تأملات رمضانية». وأشارت القناة في نشرة صحافية إلى أنها ستقوم أيضا في اليوم الأول من رمضان بالتنويه عن أوقات الصلوات الخمس عبر شريط أسفل الشاشة يحمل العنوان الإلكتروني لصفحة الموقع الإلكتروني للقناة إذا ما رغبوا في سماع الأذان كاملا. وعلقت القناة أن الأذان سينقل مباشرة إلى غرف المعيشة في بريطانيا في نفس الوقت الذي يقيم المسلمون صلاتهم ويبدأون ساعات الصيام».
وذكرت القناة أنها أعدت برامج خاصة تذاع على مدار الشهر ضمن باقة خاصة تحمل اسم «4 رمضان» تبدأها ببرنامج «رمضان بريطاني جدا» وبرنامجين يذاعا يوميا في الصباح والمساء بعنوان «تأملات رمضانية» و«مذكرات رمضان».
وعلق متحدث باسم القناة لـ«الشرق الأوسط» أن القرار جزء من سياسة القناة بالتوجه لأذواق واهتمامات مجتمع متنوع ثقافيا، وأن توفر مساحة لوجهات نظر وآراء مختلفة. ستقدم البرامج المعدة لموسم رمضان نظرة على كيفية دمج المسلمون للصيام مع حياتهم اليومية في بريطانيا. إطلاق الأذان يحدث بكل المساجد في أنحاء بريطانيا وسنقوم بإذاعته في الثالثة صباحا ورغم أننا لا نتوقع أن يشاهده عدد كبير من الجمهور إلا أننا نأمل في أن يقوم المسلمون وغيرهم من المهتمين بالإسلام بمتابعة القناة في هذا الوقت لمشاهدة الأذان وبرنامج «تأملات رمضانية».
بالنسبة للأذان الذي سيذاع للتنويه لصلاة الفجر ويستغرق ثلاثة دقائق تذكر القناة أنه سيذاع على الهواء مباشرة «للإيذان ببداية الصيام» وسيتم تعديل مواعيد البرامج التي تذاع في فترة الفجر لتستوعب مدة الأذان وتغير التوقيت اليومي له. أما بالنسبة لبرنامج «تأملات رمضان» الذي سيسبق إذاعة الأذان فهو سيضم مقابلات مع عدد كبير من الشخصيات المسلمة منهم أئمة ومهندسون معماريون وناشطات. كما سيتمكن المشاهدون من مشاهدة الأذان على موقع القناة الإلكتروني الذي سيذيع أذان الصلوات الخمس في مواعيد إقامتها في المساجد البريطانية. وحسب ما ذكرت القناة أيضا فسوف يذاع الأذان بصوت حسن رسول، الذي يعتبر من أشهر المؤذنين في بريطانيا في فيلم مسجل يضم صورا مختلفة من أنحاء لندن.
وعلق رالف لي رئيس برامج «تشانل 4»: «الدعوة للصلاة هي إيعاز للمسلمين لأن يقوموا بقضاء لحظات من التأمل والعبادة، ولكني آمل أن تكون إذاعة الأذان فرصة للمشاهدين الآخرين لملاحظة ذلك».
الخطوة غير المسبوقة أثارت كثيرا من التعليقات على الإنترنت وتراوحت ردود الفعل ما بين مؤيد ومعترض وهو شيء أعد له المسؤولون عن البرامج حسب ما ذكر لي في مقال بمجلة «راديو تايمز» أمس حيث قال: «من غير شك ستتعرض (تشانل 4) للنقد وأنها تركز اهتمامها على (أقلية) ولكن ذلك ما نفعله فعلا».
ودافع عن القرار بأنه يأتي في سياق سياسة القناة لنقل صوت الفئات التي لا تحظى بتمثيل إعلامي كاف مضيفا: «يجب أن نتذكر أن الإسلام من الأديان القليلة المزدهرة في المملكة المتحدة. أتباعه هم من الشرائح العمرية التي تتجه إليها القناة، فحسب ما نشر حديثا فإن نصف عدد المسلمين البريطانيين هم شباب تحت سن 25 عاما».
وحسب ما ذكرت «الإندبندنت» فقد علق رئيس الرابطة العلمانية القومية في بريطانيا على القرار بقوله «لن أعترض على ذلك طالما أنه يوفر بعض التوازن خصوصا أن (البي بي سي) تركز على الديانة المسيحية ولكن على (تشانل 4) العمل على أن تكون التغطية في حدود المعقول».
أما المجلس الإسلامي في بريطانيا فقد رحب بالخطوة وقال المتحدث باسمه: «هذا الشهر له مكانة خاصة للمسلمين وقيام قناة تلفزيونية بالاعتراف بذلك فإن ذلك لن يزيد الإحساس بالانتماء والتضامن بل أيضا سيعمل على تقديم صورة واقعية للإسلام والمسلمين».