«سقوط البيت الأبيض» يسقط.. والمرأة تقود

شباك التذاكر: هوليوود ضحية سياسة الـ«بلوكبَستر»؟

«سقوط البيت الأبيض».. يسقط
TT

قبل افتتاح فيلم «الحرب العالمية. ز» بيومين، عرضت شركة «باراماونت» على من يرغب من الجمهور حضور الفيلم قبل عروضه العامة، إنما مقابل سعر خاص هو 50 دولارا. في مقابل هذا المبلغ، تستطيع أن تشاهد الفيلم بالأبعاد الثلاثة قبل سواك. بذلك هي المرة الأولى التي تم فيها بيع التذكرة بمثل هذا المبلغ، علما بأن السعر الحالي (من عشرة دولارات إلى خمسة عشر دولارا في المعدل) يتجه للزيادة على كل العروض الجديدة، وفي رأي ذوي اطلاع أن المسألة ليست سوى مسألة وقت قبل أن يصل سعر التذكرة إلى عشرين وخمسة وعشرين دولارا.

كذلك هي مسألة وقت قريب قبل أن يفيق الجمهور على أن الذي يرونه لم يعد سينما عليها أن تقدم الخيال بشكل واقعي مسؤول والترفيه بنحو فني وأسلوبي، أو الحبكة الغارقة في سذاجتها على نحو يحمل قدرا من الجدية.. ما يرونه، وكما كتب كريستوفر غودوين في «صنداي تايمز» اللندنية قبل أيام، هو استعراض يشبه استعراض الألعاب في مدينة يونيفرسال أو في مدينة ديزني.

حين ينتهي موسم الصيف، سيكون عدد الأفلام التي عُرضت من تلك الأعمال ذات الميزانيات الكبيرة قد بلغ 19 فيلما، أي أكثر بنحو عشرة أفلام من تلك التي عرضت في صيف 2012. في ذلك الصيف، تبوأ «المنتقمون»، وهو الآتي من بين صفحات مجلات الكوميكس، المركز الأول بين عروض الصيف مسجلا 623 مليون دولار في الولايات المتحدة وحدها. تبعه، في المركز الثاني، «صعود الفارس الداكن» الذي حصد 448 مليون دولار، ثم «سبايدر مان المذهل» بـ262 مليون دولار. مقابل هذه الأفلام الثلاثة، تهاوت، في الحصيلة الأخيرة، أفلام كبيرة أخرى أريد لها أن تنجز النجاح ذاته مثل «باخرة حربية» (65 مليون دولار) و«برومثيوس» (126 مليونا) و«توتال ريكول» نسخة 2012 (58 مليونا). بمساعدة من السوق العالمية أنجزت هذه الأفلام تكافؤا محدودا للغاية. هذا أفضل من أعمال بلغت تكلفة الواحد منها فوق المائة مليون دولار (أحيانا لأسباب غير مفهومة) لكنها لم تستطع تحقيق ما يكفي لتسجيل أرباح ومنها: «إبراهام لينكولن: صائد الفامبايرز» و«صخرة الأجيال» (كل منهما أنجز أقل من 39 مليونا).

يرى البعض أن هوليوود تنتحر. إن كثرة الأفلام المسماة بـ«بلوكبسترز» (تسمية نشأت عن قدرتها على جذب جمهور يلتف حول مباني الصالات بانتظار شراء تذكرة) ستؤدي إلى رد فعل عكسي لدى الجمهور فيكتفي ويعزف عن الحضور، وإذا ما حصل، فلا سبيل لتفادي تبعاته الكارثية، خصوصا أن سقوط ثلاثة أفلام كبيرة الحجم على نحو متوال لأي استوديو كفيل بدحرجة رؤوس كبار منتجيه ورؤسائه وبل وربما وضع الاستوديو في الخانة الحمراء.

* نجاح نسائي

* لكن من ناحية أخرى، هذا التوجه هو الوحيد الذي تعتقد هوليوود أنه سينقذها من براثن الفشل. إنه مثل طريق لا يمكن الانحراف عنه أو العودة منه. وإلى أن تجد لزاما عليها أن تختار، فإنها ستستمر في المراهنة على أن الأفلام المكلفة خير وسيلة لتحقيق أرباح عالية. أمر يضعها كل أسبوع أمام امتحان تربح فيه أو تُهان.

هذا الأسبوع هناك خسارة كبيرة من نصيب فيلم عائد لشركة «صوني» عنوانه: «سقوط البيت الأبيض»: أكشن يبدأ باحتلال الإرهابيين البيت الأبيض وتدمير واشنطن خلال ذلك. موضوع ليس بعيدا عن «أوليمبوس سقط» الذي مولته شركة «ميلينيوم» (شبه مستقلة) بميزانية سبعين مليون دولار، لكنه عاد إليها بـ436 مليونا وذلك في الشهر الثالث من هذا العام.

مشكلتان تواجههما شركة «صوني» تبعا لما حل بفيلمها «سقوط البيت الأبيض»؛ الأولى أنه تكلف 150 مليون دولار لصنعه وأكثر من 100 مليون دولار لترويجه، والثانية هو أن هذا الفيلم الذي أخرجه رونالد إميريش (الشهير بأفلام الدمار والكوارث) هو ثاني فيلم مكلف تنتجه الشركة ويخفق في تحقيق أرقام افتتاح تعكس مستقبلا تجاريا واعدا. الأول كان «بعد الأرض» الذي توارى عن لائحة القمة في أقل من ثلاثة أسابيع.

«سقوط البيت الأبيض» حط في المركز الثالث مسجلا 25 مليون دولار ضعيفة (قياسا)، في حين أنجز «حرارة» لشركة «فوكس» أربعين مليون دولار وحط ثانيا. «حرارة» ليس فيلم أكشن ولا يحتوي على نظرية مؤامرة؛ بل كوميديا من بطولة نسائية تكلفت 43 مليونا وسجلت في الأيام الثلاثة الأولى 40 مليونا. قلة التكلفة ستلعب دورها في تعويم هذا الفيلم خلال شهر واحد.

أحد أسباب نجاح هذا الفيلم عنوة عن الأفلام الجديدة الأخرى التي خرجت للعرض هذا الأسبوع هو أن الناس تبدو قد شبعت من الأفلام الكبيرة، مما يعيدنا إلى الموضوع الذي ذكرناه آنفا وهو احتمال أن تسقط هوليوود ضحية سياسة «البلوكبسترز».

«حرارة» من بطولة ساندرا بولوك وميليسا مكارثي مع عناصر رجالية في أدوار مساندة يتقدمها دميان بشير (رُشح قبل عامين لأوسكار أفضل ممثل عن دوره في الفيلم الكندي «حياة أفضل»).

حيال كل ذلك، حافظ فيلم الرسوم المتحركة «جامعة الوحوش» على المركز الأول، مضيفا نحو 46 مليون دولار إلى ما كان أنجزه في الأسبوع الماضي، مما يرفع مجمل إيراداته الأميركية إلى 171 مليون دولار.

أما الرقم الأول عالميا، فيعود إلى «رجل من فولاذ» الذي وصلت إيراداته الدولية إلى 500 مليون دولار وذلك منذ افتتاحه قبل عشرين يوما.

* «عالم ليس لنا» يخطف «الأولى» من أدنبره

* مع إسدال الستار على الدورة السابعة والستين من «مهرجان أدنبره الدولي للفيلم» أول من أمس الأحد، يعود المخرج مهدي فليفل إلى الدنمارك حيث يعيش وهو يحمل الجائزة الأولى من المهرجان العريق عن فيلمه التسجيلي الطويل «عالم ليس لنا».

الفيلم يدور حول العالم الشخصي للمخرج كونه فلسطينيا وُلد في أحد المخيمات الفلسطينية في لبنان ثم هاجر إلى الدنمارك. قبل عامين عاد إلى لبنان ليزور المخيم من جديد ويلتقي بأفراد عائلته وبأقاربه وأصدقاء الأمس وليسجل عبر كاميرا حساسة ومشاعر شفافة معنى أن يولد المرء في مخيم يشكل، للفلسطيني، كل ما هو متاح له من العالم الشاسع الذي يعيش فيه. الكاميرا ذاتها تسجل ما تعرضه لنا بأسلوب لا يكترث لإثارة المشاعر العاطفية الحزينة، بل يستخرج من الواقع الذي لا يمكن له أن يكون مبهجا، مادة مرحة مشغولة بتفنن بصري وتعبيري جيد.

الفيلم يحمل أكثر من هوية؛ فهو لبناني، إماراتي، دنماركي وبريطاني مشترك، وسبق له أن عرض في الدورة الأخيرة من مهرجان أبوظبي (في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي) حيث نال أكثر من جائزة رئيسة بينها جائزة أفضل فيلم تسجيلي.

م. ر