حنان مطاوع لـ «الشرق الأوسط»: نظام مبارك استخدم الفن للتسفيه والنظام الحالي يؤسس للتضييق

تستعد لثلاثة أفلام أنهت دورها باثنين منها يعرضان في الموسم المقبل

الفنانة حنان مطاوع
TT

اعتبرت الفنانة الشابة حنان مطاوع أن ما يجري اليوم هو ثمن يدفعه المصريون لمخلفات نظام مبارك الذي أفسد الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية والفنية في مصر، مشيرة إلى أن «هذا النظام كان يستخدم الفن للتسفيه وإثارة الغرائز، لتحويل أنظار الشعب وهمومه الأساسية بالعيش الكريم وبالحرية والعدالة»، مؤكدة أن «الشعب الذي يجوع، ولا يلقى تعليما جيدا، من حقه أن يثور، ولذلك فأنا عندما ثرت ضد هذا النظام لا أشعر بالندم لما يحصل اليوم، فلا أحد يندم على عمل الخير، أو الدفاع عن مظلوم، والثورة التي قمنا بها ستتعافى، فكما يحتاج الإنسان المريض إلى فترة قد تستغرق شهورا أو سنين حتى يستعيد عافيته، نحن أيضا علينا أن ننتظر حتى نتمكن من تحقيق أهداف الثورة».

وعلى الرغم من أن البديل الذي حل محل نظام مبارك يتعرض اليوم إلى معارضة شعبية واسعة، فإن حنان لا تبدو مستعجلة على قطف ثمار الثورة. وتقول: «ليس هناك ثورة تجني ثمارها بظرف سنة أو اثنتين، فأي تغيير بنظام الحكم لا يمكن أن يحدث بين يوم أو يومين، لقد أفسد نظام مبارك الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والفنية، من نراهم اليوم من السلفيين هم نتاج وصنع نظام مبارك. منذ 20 سنة والأزهر مهمش، وإلى اليوم لم يسترجع دوره، القنوات الدينية المتشددة الخارجة عن سيطرة الأزهر تسرق اليوم الشارع المصري، الوضع الحالي شديد السوء، ولكن السبب دائما هو أبشع من النتيجة، لو لم يكن هناك خراب لـ30 أو 40 سنة لما وصلنا إلى ما نحن عليه اليوم. نحن لا ندفع ثمن نظام عمره سنتان، بل ندفع ثمن أنظمة تسلطت علينا لأكثر من 40 سنة، النظام السابق قمع «الإخوان»، قمع أجسادهم، لكنه لم يقمع أفكارهم، ولذلك تراهم خرجوا كالمارد. وبسبب استبداد الأنظمة السابقة وجدوا تربة خصبة للنمو، وهذا ما يحصل اليوم في كثير من البلدان الأخرى.. الإسلام السياسي يجد فرصته دائما في ظل الأنظمة الاستبدادية والقمعية».

وحول محاولات النظام الحالي بأخونة المؤسسات والثقافة، قالت: «طبعا هم يعملون الآن بهذا الاتجاه، ولكن علينا أن نقاوم، نرفض ونغضب ونتمرد، وأكيد حركتنا ستثمر، الثورة ضد مبارك بدأت منذ زمن بعيد، بدأت بحركة (كفاية)، لم يكن النظام يتخيل أن يلتحم الشعب بعد سنتين أو ثلاث، ولكن هذا ما حصل، لذلك أنا سعيت وإن لم أدرك النجاح بعد، ولكن مجرد الحركة يباركها ربنا، طالما أن هدفي هو وطني، وطالما أنا لا أشوه ديني ولا أسخره للحصول على كرسي الحكم».

وبسؤالها عما إذا كان النظام الحالي باستطاعته أن يرضخ الفنانين، قالت حنان مطاوع: «إلى الآن هم لم يفعلوا شيئا، فهم لم يقتربوا بعد ناحية الفن، الإنتاج الفني مستمر، ولا أحد يتدخل بشكل ملابسنا، وفي الموسم الرمضاني السابق لم نلحظ أي تدخل منهم، هناك فقط بعض المضايقات حاليا، ولكن في الخطة الخمسية فإنهم يؤسسون لشيء آخر، أشعر بأنهم يؤسسون وفق تلك الخطة للتضييق على الفنانين، مع ذلك فأنا لست خائفة على الفن المصري، لأن المصري بطبيعته شخص فنان ومتدين بالوقت ذاته، الشعب المصري هو أول شعب بالتاريخ ينزل إلى ميدان الثورة وهو يغني، ميدان التحرير كان فيه غناء وصلاة، ناس يغنون، وآخرون مسلمون ومسيحيون يصلون فيه، فكيف يستطيع أي نظام على وجه الأرض أن يقمع هذا الشعب، ثم أن الشعب المصري بطبيعته لا يقبل التشدد.. الشعب المصري يتدين.. نعم، وقد يتشدد يوما أو يومين، ولكنه لا يطيق التشدد لفترة طويلة لأنه يتناقض مع طبيعته الإنسانية المتفتحة والمعتدلة».

وعلى الجانب الفني، تستعد حنان مطاوع لثلاثة أفلام أنهت دورها باثنين منها، سيعرضان في موسم عيد الفطر المقبل وبعيد الأضحى، وستدخل البلاتوهات لتصوير دورها بالفيلم الثالث.

أما عن الخارطة الدرامية للموسم الرمضاني المقبل، فقد أكدت أنها «ستغيب عن رمضان المقبل، لأن الأعمال التي عرضت عليها لم تكن بالمستوى المطلوب».

وحول إلى أيهما تميل؛ السينما أو التلفزيون، قالت: «أميل إلى السينما أكثر، لأنك عندما تريد أن تتابع ترجع حتى إلى أفلام الأربعينات، ولا تتابع المسلسلات القديمة، لذلك السينما تعطيك النجومية، ولكن التلفزيون يمنحك الجماهيرية باعتباره يدخل كل البيوت، والفنان يحتاج إلى الاثنين وبدرجات متفاوتة».

وحول مستقبل الفن المصري، قالت: «الوضع الحالي ملخبط، في السابق كان النظام يستخدم الفن للتسفيه، فإما (أراجوز) أو مثير للغرائز، ونحن الفنانين ما زلنا ندفع ثمن أخطاء النظام السابق، والفن عندي رسالة وفيها متعة، لا مانع أن تقدم المتعة ولكن متعة تحمل معها قيمة فنية وجمال، ونحن، فناني هذا الجيل، نسعى إلى تقديم ذلك، وأعتقد أن التلفزيون حقق خلال السنتين الأخيرتين طفرة نوعية بهذا المجال، وسيستمر هذا التقدم، إن شاء الله».