التقنيات في عالم الأزياء والرفاهية

كومبيوترات محمولة وهواتف مرصعة بالأحجار الكريمة تتجاوز قيمة الواحد منها 350 ألف دولار.. وكومبيوترات «متحولة»

TT

شهدت المجتمعات تغييرات كبيرة في عالم التقنية منذ بدء القرن الجديد تتمثل في تطور التصاميم، لتتحول الأجهزة الإلكترونية من مجرد أجهزة تقوم بأداء الوظائف المطلوبة إلى أجهزة مميزة تعبر عن شخصية حاملها، مع توفير مستويات أداء مرتفعة. وأثر هذا الأمر على أسلوب نمط حياة الكثير من المستخدمين، وبطرق مختلفة، وأصبح بإمكانهم اختيار لون الهاتف الجوال الذي يناسبهم وتصميم الكومبيوتر المحمول الأفضل لهم، مثلا، مع توفير تقنيات تسمح لهم باستخدام الأجهزة أثناء السفر للتواصل وأداء الوظائف، أو لمجرد الدردشة.

* عالم الأزياء والرفاهية

* ووجدت التقنيات طريقا مميزا للأثرياء ممن يحبون التميز، حيث استحدثت بعض الشركات أجهزة مرصعة بالجواهر الكريمة والكريستال والذهب، وبتصاميم راقية. ومن الأمثلة على ذلك أجهزة شركة «إي غو – e go» (http://www.ego-lifestyle.com) التي تقدم كومبيوترات محمولة على شكل حقيبة يد ذات نقوشات مميزة على الجلد الخارجي الذي يغلف الجهاز، مع إضافة ماسات نقية في بعض الإصدارات. وتقدم هذه الأجهزة مواصفات تقنية متطورة للحصول على أفضل مستويات الأداء. وطورت الشركة إصدارات محدودة، مثل إصدار لمقتني سيارات «بينتلي» الفارهة، يستخدم المواد نفسها الموجودة داخل قمرة القيادة للسيارة. وطرحت الشركة كذلك مجموعة من الكومبيوترات المحمولة التي تم ترصيعها بالماس بدقة متناهية فوق الذهب الأبيض والبلاتين، مع توفير القدرة على تخصيص تصميم أي جهاز وفقا لرغبة المستخدم. وتصل أسعار بعض هذه الأجهزة إلى أكثر من 350 ألف دولار أميركي، وفقا لوزن الأحجار الكريمة وكمية الذهب المستخدمة.

أما شركة «أموسو كوتور - Amosu Couture» (http://amosucouture.com) فتقدم هواتف ذكية وأجهزة لوحية مطلية بالذهب ومرصعة بالماس والأحجار الكريمة والكريستالات عالية النقاء، يصل سعر بعضها إلى نحو 4700 دولار أميركي.

ومن التقنيات الأخرى التي استخدمت في عالم الأزياء، وستستخدم بشكل شخصي قريبا، الطباعة المجسمة (3D Printing)، حيث يمكن للمستخدم تحميل ملف يحتوي على تصميم الملابس أو الأحذية التي يرغب بها، ومن ثم وضع قالب خاص داخل الطابعة التجسيمية للحصول على المنتج النهائي بكل سهولة. ويمكن للمستخدم صنع الأوشحة والأغلفة المميزة للهواتف الجوالة بمجرد تحميل الملف المرغوب إلى كومبيوتره ومن ثم بدء عملية الطباعة.

* كومبيوترات «ألترابوك» والأجهزة المتحولة

* وتحدد شركة «إنتل» (Intel) المواصفات والمعايير اللازم توافرها في أي جهاز ليعتبر من فئة «ألترابوك» (Ultrabook)، وهي معايير صارمة، حيث يجب أن لا تتعدى سماكة الجهاز 21 مليمترا في أي منطقة منه، والوزن الأقصى المسموح به هو 1,4 كيلوغرام لا أكثر، مع تقديم طاقة كهربائية لمدة 4 ساعات على الأقل، وأن يكون السعر قريبا من ألف دولار أميركي قدر الإمكان، وعدم وجود وحدة قراءة الأقراص الصلبة. هذا، ويجب أن تبدأ أجهزة «ألترابوك» عملها بسرعة كبيرة لدى تشغيلها من نقطة الصفر، أو من طور «النوم» (لتوفير الوقت على المستخدم، والحفاظ على طاقة بطارية الجهاز). وتقدم هذه الفئة من الكومبيوترات المحمولة أداء كبيرا في حجم صغير، وبسعر منخفض نسبيا.

وطورت الكثير من الشركات المصنعة أجهزة تتوافق مع هذه المعايير، مثل أجهزة شركات «سوني» و«لينوفو» و«توشيبا» و«سامسونغ» و«أسوس» و«إيسر» و«إتش بي»، وغيرها من الشركات الأخرى. وسمحت هذه الفئة من الأجهزة بانتشار الكومبيوترات المحمولة بين الكثير من فئات المستخدمين، مثل الطلاب والسيدات ورجال الأعمال، وذلك لسهولة حملها والأداء المرتفع الذي تقدمه، وأصبحت من الأجهزة الرئيسة التي يرغب المستخدمون في الحصول عليها.

وطورت بعض الشركات أجهزتها لتصبح «متحولة» (Convertible)، أي أجهزة يمكن استخدامها كأجهزة لوحية أو ككومبيوترات محمولة، وفقا للحاجة. وتقدم بعض الشركات كومبيوترات يمكن فصل شاشتها عن لوحة المفاتيح والعمل كجهاز لوحي عادي، ومن ثم وصلها باللوحة مرة أخرى لدى الحاجة لاستخدام لوحة المفاتيح بشكل مطول، بينما تقدم شركات أخرى أجهزة تلتف فيها الشاشة حول لوحة المفاتيح، ليتحول الكومبيوتر إلى جهاز لوحي. وتقدم هذه الفئة من الأجهزة مرونة كبيرة، إذ إن العمل باللمس مع الشاشة له تطبيقات ومزايا كثيرة لدى الحاجة إلى قراءة النصوص أو تصفح المواقع أو التواصل مع الآخرين، بينما تقدم لوحة المفاتيح سهولة أكبر لدى الحاجة إلى كتابة النصوص أو تحرير الجداول أو غيرها. ونظرا لأن عمر البطارية طويل في هذه الأجهزة، فيمكن حمل الشاشة مع المستخدم لفترات مطولة، أو حتى أثناء السفر في الرحلات البعيدة.

ومن أجهزة «ألترابوك» المميزة كومبيوتر «توشيبا يو 920 تي» (Toshiba U920t) الذي يتميز بعمر بطارية كبير يصل إلى نحو 5 ساعات ونصف، الأمر المفيد جدا أثناء الرحلات الطويلة. ويقدم الجهاز 4 غيغابايت من الذاكرة للعمل، و256 غيغابايت من السعة التخزينية على القرص الصلب، ومأخذي «يو إس بي 3,0» عالي السرعة ومعالج «إنتل كور آي 5». وتعمل الشاشة التي يبلغ قطرها 12,5 بوصة باللمس، وهي مقاومة للخدوش والصدمات، بالإضافة إلى توفير مخرج «إتش دي إم آي» وآخر لبطاقات «مايكرو إس دي» المحمولة. ويعمل الجهاز بنظام التشغيل «ويندوز 8».

أما كومبيوتر «أتيف سمارت بي سي» (Ativ Smart PC) من «سامسونغ»، فيتميز بشاشة يبلغ قطرها 11,6 بوصة تستطيع التفاعل مع 10 أصابع في آن واحد، والقدرة على العمل لمدة 4 ساعات ونصف من الاستخدام المكثف. ويعمل الجهاز بمعالج «إنتل كور آي 5» ثنائي الأنوية بسرعة 1,7 غيغاهيرتز، مع توفير 4 غيغابايت من الذاكرة للعمل و128 غيغابايت من السعة التخزينية، وهو يستطيع بدء العمل من نقطة الصفر في نحو 7 ثوان فقط، والاستيقاظ من وضعية النوم في 3 ثوان. ويوفر الجهاز كاميرا خلفية تعمل بدقة 5 ميغابيكسل وأخرى أمامية تعمل بدقة 2 ميغابيكسل بهدف إجراء المحادثات بالصوت والصورة، ويمكن شحنه إما من خلال مأخذ خاص في الشاشة، وإما آخر في لوحة المفاتيح لدى وصل الشاشة بها.

ونذكر كذلك جهاز «سوني ديو 11» (Sony Duo 11) الذي يقدم لوحة مفاتيح مخفية يمكن الوصول إليها بانزلاق الشاشة إلى الأعلى، ويبلغ وزنه حولي 960 غراما، ويبلغ قطر شاشته المقاومة للخدوش والصدمات 11,6 بوصة، مع توفير قلم مؤشر خاص يسمح التفاعل مع الشاشة باللمس ويدعم 256 نوعا من الضغط على الشاشة. الجهاز سريع للاستخدام، ويعمل بنظام التشغيل «ويندوز 8» ومعالج «إنتل كور آي 7» بسرعة 1,9 غيغاهيرتز، ويقدم 256 غيغابايت من السعة التخزينية الداخلية، و8 غيغابايت من الذاكرة للعمل.

* تقنيات مختلفة

* ومن التقنيات المثيرة للاهتمام مصابيح «فيليبس هيو» (Philips Hue) التي تعمل بتقنية «إل إي دي» (LED) وتتصل بالإنترنت عبر شبكات «واي فاي» اللاسلكية لتغير لونها. ويمكن للمستخدم تحميل تطبيق على هاتفه الجوال للتفاعل مع لون الإضاءة بكل سهولة. ومن التطبيقات المثيرة للاهتمام القدرة على تصوير أي صورة ما وانتقاء لون من داخل تلك الصورة ليكون لون المصباح، مع القدرة على وضع جدول زمني لتغيير ألوان مصابيح الغرف المختلفة.

وحولت الكومبيوترات المحمولة والأجهزة اللوحية الغرف الدراسية أيضا إلى غرف رقمية متصلة بالإنترنت تسمح للمدرسين والطلاب التفاعل ومشاركة الوسائط المتعددة بأسلوب متقدم. وتبنت الكثير من المدارس التقنيات لتساعد الطلاب على فهم المادة بشكل أفضل، وتعلم توزيع المهمات بين أعضاء الفريق.+