المغنية ديامس تحتج على السمعة السيئة للحجاب في فرنسا

بعد أن أشهرت إسلامها وارتدت الزي الشرعي

اشتهرت ديامس في الأوساط الموسيقية الفرنسية، قبل بضع سنوات، حين قدمت نمطا مختلفا من النصوص الغنائية التي تعبر عن مشاعر الشابات المهاجرات في الضواحي الشعبية
TT

«إن حياتي، اليوم، عامرة بالمسرات الصغيرة وأنا مثل كل النساء وكل الأُمهات، وأجد أنني محظوظة لقدرتي على التفرغ للعناية بطفلتي مريم». هذا ما قالته المغنية الفرنسية القبرصية الأصل، ميلاني جورجيادس، الشهيرة بلقبها الفني «ديامس». واعتنقت ديامس الإسلام قبل سنتين وبدأت بالظهور على المسرح وهي ترتدي منديلا يغطي شعرها قبل أن تشهر عقيدتها الجديدة وترتدي الثوب الشرعي وتنشر كتابا تروي فيه مسيرتها نحو الإيمان.

وفي مقابلة معها تنشر في العدد الجديد من مجلة «إيل» النسائية، أوسع الأسبوعيات الفرنسية انتشارا، أضافت ديامس أن وجود العديد من الصديقات الأمهات حولها قد زادها طمأنينة لأنها استفادت من خبراتهن. وهي تمضي معظم وقتها مع أسرتها وصديقاتها، كما تخصص مكانا مهما في حياتها للروحانيات.

واشتهرت ديامس في الأوساط الموسيقية الفرنسية، قبل بضع سنوات، حين قدمت نمطا مختلفا من النصوص الغنائية التي تعبر عن مشاعر الشابات المهاجرات في الضواحي الشعبية. وهي قد لفتت الأنظار بصوتها القوي وحيويتها على المسرح وقصة شعرها الصبيانية وارتدائها الثياب الرياضية في حفلاتها وكأنها في صالة للتمارين. وبعد اسطوانتين ناجحتين بيعت نسخهما بالملايين، اعتكفت المغنية الشابة لأن الشهرة المفاجئة أصابتها بالدوار، كما أنها لم تحتمل النظام التجاري والدعائي الذي يفرض عليها القيام بجولات مرهقة للترويج لنفسها. وهي قد حاولت وضع حد لحياتها ودخلت عيادة للعلاج النفسي قبل أن تهتدي إلى الإسلام وتقترن بشاب مسلم وتعيد النظر في حياتها السابقة. وقد أثارت ديامس ضجة كبيرة، في العام الماضي، حين نشرت مجلة «باري ماتش» صورا مختلسة لها وهي خارجة من قاعة الصلاة في مسجد باريس الكبير.

في المقابلة، تقول ديامس إن الأطباء النفسيين ساعدوها، جزئيا، في إضاءة جوانب من شخصيتها. لكن لم تجد الجواب على تساؤلاتها وعن مغزى وجودها في هذه الدنيا إلا في كلام الله. أما ارتداؤها الزي الإسلامي فقد وصفته بأنه ناجم عن رغبتها في الحشمة والعفة. وأوضحت أنها تعي أن قيمها الجديدة وحجابها قد لا ينسجمان مع المجتمع الفرنسي الحالي وقد تقلق بعض الناس لكنها تشعر بالقلق، بشكل أكبر، على الشابات اللواتي يردن التشبه بعارضات الأزياء المهووسات بأجسادهن وشهرتهن بدل الالتفات إلى الجوانب الروحية.

ديامس أعربت عن أسفها لما وصفته بـ«السمعة السيئة» للحجاب في فرنسا. وقالت إن الكثير من النساء تعتبرن الحجاب مصدرا للتوازن والحماية والشرف. وأضافت: «إن الأمر مختلف تماما خارج فرنسا والناس هناك يتقبلون الأديان الأُخرى بتسامح أكبر». وختمت بالقول إنها تعتبر نفسها امرأة سعيدة في أغلب الأوقات، حزينة أحيانا لأنها ورفيقاتها المسلمات يعشن التحديات، لكنهن يعرفن سبب وجودهن.