خطاط سعودي يعتمد «طريقة هندسية» لتعليم الأطفال الخط العربي

الصانع: الحاسب الآلي أضعف جودة الكتابة لدى الجيل الجديد

الخط العربي يضفي لجمال معاني المفردات اللغوية صورا بصرية تزيد من تألق اللغة («الشرق الأوسط»)
TT

ابتكر الخبير في مجال الخط العربي، عبد الله الصانع، طريقة لتعليم كتابة الخط العربي سماها «الطريقة الهندسية»، وذلك بعد أن رصد صعوبة في تعليم بعض الأشخاص بالطريقة التقليدية.

وقال الصانع لـ«الشرق الأوسط» عن الطريقة الهندسية: «بعد تجربتي في مجال الخط لأكثر من أربعين عاما ومن خلال إقامة دورات خاصة ومكثفة لفئات متنوعة، وجنسيات متعددة، ومواهب مختلفة، ونسبة ذكاء متباينة؛ استنتجت طريقة ولدت من رحم التجارب الطويلة المكثفة للمرة الأولى، وهي الطريقة الهندسية المختصرة في تعلم رسم النقطة والنقطتين والألف أولا بخط الرقعة، وبعدها يتم إكمال رسم الحروف الأخرى، بعد أن اتخذنا من النقطة والألف قاعدة ثابتة ننطلق منها في رسم بقية الحروف».

وأضاف أنه اختار خط الرقعة لسهولة كتابته واستقامة حروفه، لافتا إلى أن الطريقة الجديدة تمكن أي شخص، سواء كان في مقتبل العمر أو شيخا كبيرا أو أميا أو في مراحل التعليم الأولى أو من عجز في طريقة رسم هذا الحرف عن طريق الكتب والمعلمين التقليديين؛ من كتابة الحروف العربية بشكل صحيح؛ لأن الخط في هذه الطريقة يعتمد على الأشكال الهندسية التي يعرفها الأمي والطفل والعجوز وتتواجد في كل مكان وزمان، والجميع يعرف المربع والدائرة والمستقيم ومتوازي الأضلاع والمثلث والمستطيل والزاوية، وكذلك الاتجاهات مثل اليمين واليسار.

وأوضح أن من يتعلمون بواسطة «الطريقة الهندسية» يستغربون كيف استطاعوا رسم الحروف بهذه الطريقة وفشلوا في رسمها بالطرق التقليدية عن طريق المدربين التقليدين.

وبين أن طريقة التدريب وفق هذه الطريقة تعتمد على خطوط الورقة المعروفة دوليا ذات اللون الأزرق أو الأسود الموجودة في دفاتر الطلاب العادية. وقال الصانع: «حققت هذه الطريقة نتائج مذهلة بعد أن طبقناها على الموهوبين قبل تطبيقها على غيرهم من الذين فقدوا الأمل في تعلم رسم الحرف، فكانت نتائجها مذهلة، إذ استطعنا أن نعلم الموهوب بهذه الطريقة خلال نصف الفترة المقررة له، وذلك في 14 يوما بدلا من 30 يوما».

وركز الصانع، الذي كان خطاط سجل تشريفات الدولة سابقا، جل اهتمامه على تعليم الأطفال كتابة الخط العربي بطريقة سليمة: «لأنه لو لم نركز على الطفل منذ نعومة أظافره لا نستطيع تطويعه بالشكل الاحترافي بعد أن يشب، ولاحظت هذا الأمر خلال تجربتي على مدى أربعين عاما، ولذلك نريد أن نسقي أطفالنا ثقافة فن الخط العربي؛ تبدأ بجرعات منذ السنوات الأولى من عمره؛ لنجعله يتذوق طعم تراث وحضارة وثقافة وطنه الأصيلة الذي ترعرع فيه، وعادات آبائه وأجداده الذين استخلصوها من رحم ديننا الإسلامي الحنيف، قبل أن يتذوق جرعات العولمة الزائفة التي تنتظره لتنقض عليه وتذيقه طعمها الخداع».

وأكد أن أهم ما يركز عليه اليوم هو انتشال الأطفال من الغابة التي يتواجدون وسطها، ووضع الخطط السريعة لهم لشحذ هممهم والبدء بحقنهم من عصارة عمق التراث وأساساته التي بني عليها، وهو الخط العربي الذي اهتم به قادة الإسلام الأوائل. وتابع: «يحدثنا التاريخ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام وضعوا جل اهتمامهم في تعليم الأطفال، إذ طلب الرسول صلى الله عليه وسلم من كل أسير أن يعلم طفلا من المسلمين الخط أو الكتابة مقابل إطلاق سراحه».

وطالب الآباء بوضع شرط على الطفل بعد شراء حاسب له، وهو أن يختار في بداية كل استخدام للحاسب قصة أو أي موضوع لا يقل عن صفحة واحدة ليعيد كتابتها على الورق، ومع تكرار ذلك كل يوم تتمرن عضلة اليد الواقعة بين السبابة والإبهام والتي يحركها فكر الطفل باتجاهات لا إرادية عند رسم الحرف، ويصب خلالها جميع أسرار علم الخط العربي من بداية رسم ذلك الحرف واتجاهه ودورانه ومسافته حتى نهايته من دون أن يشعر.

وشدد على أن إهمال هذه العضلة الثمينة وعدم تدريبها يؤدي إلى كسلها واضمحلالها مع مرور الأيام، وبعدها لا ينفع الندم، لافتا إلى أن بإمكان الآباء تدريب أطفالهم الذين تراوح أعمارهم بين الثالثة والخامسة على رسم الحرف على رمل نظيف يوضع في إناء واسع، وبعدها ينتقل الأطفال إلى مرحلة إتقان كتابة الخط.