أعلنت مؤسسة بريطانية اسمها «مجموعة الأبحاث التلفزيونية الدجيتال البريطانية» U.K. Group Digital TV Research قبل يومين أن نظام «الدفع مقابل العرض» Pay As You Watch أو ما يعرف بـPay TV شهد في السنوات الخمس الأخيرة قفزة كبيرة إلى الأمام من حيث الرواج والإقبال عليه كأحد الحلول البديلة لمشاهدة البرامج والأفلام المعروضة في النظم الأخرى ومنها السينما والمحطات الفضائية المشفّرة واسطوانات الأفلام.
ففي حين كان عدد الاشتراكات المسجلة لهذا النظام (ويقضي بأن يدفع المشاهد ما بين 6 دولارات و14 دولارا - حسب الأسعار المتاحة لكل بلد - لقاء حق مشاهدة البرنامج أو الفيلم الذي يريد) بلغ سنة 2008 نحو 585 اشتراكا، وصل في العام الماضي إلى 143 مليار دولار. هذه الحصيلة لا تعني وجود 143 مليار مشاهد أو مشترك، بل تعني عدد الاشتراكات بحد ذاتها سواء أكانت مرّة واحدة، بالنسبة للمشترك، أو عشرات المرّات. وهذا يحسب بعدد المنازل التي تستخدم النظام بصرف النظر عن عدد المرّات.
بالنظر إلى الخارطة الجغرافية التي توزّع عليها الزبائن فإن دول منطقة جنوب شرقي آسيا هي الأكثر استخداما لهذا النظام. فالدول الكامنة في ذلك الركن الشاسع من العالم تشكل ثلثي العدد المذكور إذ يبلغ عدد المنازل التي اشتركت خلال العام الماضي 433 مليون منزل. أما المنطقة الثانية تبعا لحجم الاشتراكات فهي أميركا الشمالية (كندا والولايات المتحدة والمكسيك) حيث بلغ العدد 112 مليونا أي بزيادة أربعة ملايين اشتراك عما كان الحال عليه سنة 2008.
لكن وتبعا لأسعار الدول فإن نحو نصف الإيرادات المسجلة هذا العام (أي قرابة 55 مليار دولار) أميركية وكندية. في حين أن الدول الأوروبية تتفاوت بعدد الاشتراكات المسجلة. أعلاها في روسيا (23 مليون و600 ألف اشتراك) ثم ألمانيا (21 مليون و800 ألف اشتراك) وبعدهما تأتي بريطانيا (14 مليونا و400 ألف اشتراك). أما في منطقة جنوب شرقي آسيا فإن الدول الأكثر اشتراكا هي الصين (232 مليونا و700 ألف اشتراك) والهند (116مليونا و700 ألف دولار) تليها اليابان (25 مليونا) وتتبعها كوريا الجنوبية (16 مليونا).
ويرد في الدراسة نفسها التي شملت 97 بلدا حول العالم أن 404 ملايين جهاز تلفزيون دجيتال جديد أضيف إلى عدد الأجهزة المماثلة قبل عام 2012.
ومن الظواهر أيضا أن استخدام أجهزة التلفزيون الحديثة بدل الكومبيوتر أو لجانبه ارتفع إلى 12 مليار استخدام في العام الماضي (في حين لم يتجاوز مليارين و800 مليون استخدام من قبل). والظاهرة الأخرى هي أن تأثير انتشار مشاهدة الأفلام والبرامج المعروضة للإيجار مباشرة من الاستوديوهات (وهو مفهوم ما يعرف بـ Pay TV) بات يشكل تحدّيا لمبيعات اسطوانات الأفلام والبرامج (DVD) في الأسواق. كذلك فإن الخطر المماثل الذي يشي باحتمال حدوث هذا الانتشار لهذا النظام هو انصراف الناس عن القنوات المتخصصة لعروض الأفلام أكثر بقليل مما فعلوا من قبل، لكن باستطراد قد يشكل نهاية ما لانتشار تلك القنوات.