القنوات الفضائية العراقية تتسابق لإنجاز برامجها استعدادا لرمضان

مسلسلات وبرامج تفضح الفساد وتسخر من الحكومات الفاشلة والإرهاب

لقطات من كواليس مسلسلات رمضان على الفضائيات العراقية
TT

جهود متسارعة وعمل دؤوب تبذله عدد من القنوات الفضائية العراقية للانتهاء من المسلسلات والبرامج الرمضانية التي جرى الإعلان عنها هذا الموسم 2013، وهي تحاول إضافة بصماتها المحلية لتأخذ مكانها بين كم المسلسلات والبرامج العربية، وتسويقها إلى الخارج، يجمع تلك الأعمال قاسما مشتركا وهو إدانتها للفساد وغياب الخدمات والسخرية من السياسات الحاكمة في البلاد، وإدانة العنف المستشري فيه منذ سنوات.

وخصصت أكثر من قناة فضائية ميزانية كبيرة لإنتاج الأعمال الدرامية، وبمشاركة نخبة من الفنانين العراقيين الرواد والشباب والوجوه الجديدة، في مفارقة جديدة هي تنفيذ كامل العمل في داخل البلاد بعد أن كانت تصور لسنوات طويلة خارجها، في دول سوريا وعمان خصوصا، بسبب اضطراب الأوضاع فيها مقابل التحسن النسبي في الأوضاع الأمنية في العراق، والذي أفرز عودة معظم فناني البلاد المهاجرين.

قناة «العراقية» الفضائية شبه الرسمية في العراق، أعلنت عن عدد من الأعمال الجديدة، والتي رصدت لأجلها ميزانية ضخمة من بينها المسلسل العراقي الجديد «صندوق الأسرار» الذي أخرجه الفنان هاشم أبو عراق عن نص للكاتب سلام حربة، وهو مسلسل كوميدي بواقع 30 حلقة متصلة ومنفصلة، تنطوي على موضوعات كوميدية خاصة حيث يبلغ عدد المشاركين في المسلسل نحو 130 فنانا وفنانة بأدوار رئيسة وثانوية.

ويقول أبو عراق عن مسلسله الجديد «صندوق الأسرار»: إن «فكرته تنطوي على معالجة موضوع الفضول لدى البعض في كل مجال دون علم ولا دراية مما يتسبب بمواقف محرجة تدور جميعها بأسلوب كوميدي وعبر 30 حكاية اجتماعية تنطوي على حالات يحياها المجتمع ونحاول تقديم المعالجة لها».

وتمنى أبو عراق أن تعود الدراما العراقية إلى مستويات عالية، كما كانت وتترجم إلى لغات عدة وتقدم في تلفزيونات الدول الأخرى، معربا عن أمله في تسويق الدراما العراقية إلى خارج العراق والخروج من دائرة استيرادنا للدراما العربية والأجنبية.

ومن بين الأعمال الجديدة، هناك مسلسل «حفيظ» والذي جرى تصويره في مدينة «العمارة» المسلسل من تأليف سعد هدابي وإخراج سامي جنادي، ومسلسل «يوميات رحيم وريم» والمسلسل من تأليف بدري ونوئيل يوسف وإخراج عدي حمزة. ومسلسل «نزف جنوبي» والذي صور أيضا في مدينة العمارة ومن تأليف مقداد عبد الرضا وإخراج إياد نحاس، وهو مسلسل اجتماعي تدور أحداثه عام 1991 والأحداث التي شهدها العراق عقب حرب الخليج الثانية وتأثيرها على المواطنين من خلال مدينة العمارة كنموذج على ما جرى في ذلك الوقت، يؤدي أدواره كل من ميمون الخالدي، وطه علوان، وحسين عجاج، وكامل إبراهيم، وإياد الطائي وإنعام الربيعي وسمر محمد وصبا إبراهيم، وخليل إبراهيم، ود. خالد أحمد مصطفى وعقيل الزيدي وخليل فاضل خليل وعبير فريد، وستار خضير، بيان نبيل، علي سمير. وعلي حمزة، وتيسير أحمد، وسولاف جليل، رؤى خالد، أزهار العسلي.

وهناك أيضا مسلسل (رباب) بطولة كل من آسيا كمال وعزيز خيون وإقبال نعيم وعواطف نعيم وسمر قحطان وسعد محسن وبشرى إسماعيل وسمر جابر وآخرون.

إضافة إلى مسلسل «تي تي» ويؤدي دور البطولة فيه الفنان العراقي قاسم الملاك، حيث يؤدي في العمل دور «أبو محمد» الذي يعمل كفاحص للتذاكر والمفتش عنها ويعمل على تأمين الحياة لأسرته من خلال عمله كسائق سيارة أجرة أيضا. المسلسل كتبه الملاك مع المخرج جمال عبد جاسم والذي يخرج العمل الذي يقع في 30 حلقة.. ويشارك في بطولة العمل النجوم إنعام الربيعي، ولأول مرة مع الملاك النجمين محمد هاشم وأحمد طعمة، عدي عبد الستار، نغم السلطاني، رؤى خالد، سولاف جليل، رزاق أحمد.. وعدد آخر من النجوم.

وعبرت الفنانة نغم السلطاني عن سعادتها بالعودة للعمل مع الفنان قاسم الملاك الذي سبق لها أن شاركته بطولة مسلسل «حب وحرب» الذي نال مشاهدة واسعة ونالت منه شهرة كبيرة خصوصا أنه من أوائل الأعمال التي ظهرت وتميزت بعد عام 2003.

وقالت: «هذا ثالث عمل لي في بغداد بعد عودتي إليها من الغربة وأجسد شخصية حلوة وبسيطة وليست فيها تعقيدات وخصوصا أنها تمثل شخصية (أم بيت) فأحببتها لعدم وجود تكليف فيها، ويسعدني جدا أن أعود للعمل معه بعد سنوات من الابتعاد عنه كوني عشت خارج العراق، وأعتقد أن العمل سيكون ناجحا لأن مؤهلات نجاحه موجودة، كما أن الفنان قاسم الملاك دأب على الحضور في كل رمضان بعمل اجتماعي مهم يلفت الأنظار إليه. ومن المسلسلات الجديدة الأخرى، شارفت قناة «الشرقية» الفضائية على وضع اللمسات الأخيرة لمسلسل «ميم. ميم» وهو يناقش قضايا اجتماعية حساسة في المجتمع العراقي لم يسبق التعرض لها، وذلك عبر شخصية (القابلة) المختصة بتوليد النساء، وإجهاضهن وتؤدي شخصيتها الفنانة العراقية المتألقة إنعام الربيعي، المسلسل من تأليف عبد الخالق كريم وإخراج حسن حسني، إضافة إلى المسلسل الساخر «العتاك 2» وهو يركز على قضايا الفساد والخراب الذي عم البلاد بعد إحداث التغيير، يؤديه نخبة من نجوم الدراما العراقية، فضلا عن مسلسل أكبر جذاب 2 من على قناة «الرشيد» الفضائية، تمثيل كل من إياد راضي وملايين وزهير محمد وريسان مطر وسعد خليفة، إضافة إلى المسلسل الكارتوني الساخر «شلش من حي التنك» وهو مسلسل حيوي وساخر، يتعرض إلى صعوبة الحياة وتعقيداتها والأحداث الأمنية المضطربة التي عاشتها البلاد خلال سنوات ما بعد التغيير.

وانتهت قناة «البغدادية» الفضائية كذلك من وضع اللمسات النهائية على مسلسل «علي الوردي» يتناول حياة الدكتور العلامة الكبير علي الوردي منذ طفولته في عام 1915 ومرحلة الاحتلال العثماني ومن ثم الاحتلال الإنجليزي ومن ثم العهد الملكي ويستمر في رصد الحياة الاجتماعية العراقية إلى عام 1995 في يوم وفاة الدكتور علي الوردي.

وحرص العمل على المصداقية والموضوعية في رصد تاريخ هذه الشخصية المهمة لذلك اعتمد على الكثير من المراجع والكتب والشهادة الشفوية من قبل الناس التي عاشرته وعرفته، وهو من بطولة إياد الطائي، وآسيا كمال، وزهور علاء، والمسلسل من تأليف عباس علي وإخراج عبد الباري أبو الخير وسامي جنادي.