«التصوير الفوتوغرافي» هواية تجذب الشباب والفتيات في السعودية

مواقع التواصل الاجتماعي تعرض إبداعاتهم.. والمناطق السياحية تغازل كاميراتهم

TT

التصوير الفوتوغرافي هواية جديدة تستقطب الشباب السعوديين من الجنسين خلال السنوات القليلة الماضية، بعد أن أضحت الكثير من مواقع التواصل الاجتماعي على شبكة الإنترنت توفر منصات لعرض لقطاتهم الضوئية، بالإضافة لتبادل الخبرات ومهارات التعامل مع التقنيات الضوئية لكاميرات التصوير.

كما تشكل مناطق الجذب السياحي في عدد من مناطق البلاد فرصة أمام الشباب والفتيات لتسجيل حرفيتهم وتنافس فيما بينهم لأفضل لقطة ضوئية تختزل حكاية منظر سياحي بأحد أطراف البلاد، ويعد شباب منطقة نجران (جنوب غربي السعودية) نموذجا لتنامي تلك الهواية.

وعلى الرغم من أن فن التصوير الضوئي يتطلب المهارة والحرفية فإن عدد الذين يمارسون التصوير في منطقة نجران آخذ في تزايد بسبب توفر الكاميرات الرقمية العالية الدقة، التي لا تحتاج إلى احترافية من قبل اليد المستخدمة لها.

كما شكلت عدسات الهواتف الذكية، التي توفر دقة عالية الجودة في توثيق الصورة، مما دعا الشباب باقتناص اللحظات الطبيعية والأجواء الماطرة التي لا تتكرر كثيرا بالمنطقة لتوثيقها عبر عدساتهم ونشرها عبر المواقع المتخصصة بالهواة أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي «فيس بوك» و«توتير» و«واتس أب» و«الكيك».

من جانبه، قال عبد الهادي بن راشد، أحد هواة التصوير الفوتوغرافي السعودي: «إن هناك أماكن كثيرة يجب أن توثق ولحظات نادرة لا تتكرر وأكثر ما يغريه لفتح الكاميرا والتقاط الصور هو منظر المطر على سفوح الجبال وبالشوارع»، موضحا أن من أهم التحديات التي تواجه هواة التصوير هو منع الجهات الأمنية التصوير في الأماكن العامة لذلك نطلق العنان لكاميراتنا بالمزارع والجبال.

وفي السياق ذاته، قال فارس اليامي: «يعتبر موسم الأمطار موسما لا يمكن لأي هاو أن يفوت على نفسه تلك المتعة والفرحة، فغالبا ما أحمل كاميرتي وأخرج للتجول في الأماكن المتعددة بغية التقاط صورة مميزة وفي لحظة من الزمن تخلدها للأبد وأقوم بمشاركتها مع أصدقائي بـ(فيس بوك) من خارج المنطقة، وذلك طلبا للخروج عن المألوف والتعريف بجماليات المنطقة عندما تغتسل بالمطر».

ويرى عابد بن حمد أحد الشباب المهتمين بالتصوير الضوئي، أن الحصول على بعض الصور المتعلقة بالتعريف بالفصول المناخية التي تشهدها منطقته (نجران) بات يشكل صعوبة له، معتبرا أفضل المواسم المطيرة تعد أفضل المواسم لالتقاط صور نادرة تتكرر.

وأشار بن حمد إلى أن الصورة وفرت تعريفا سياحيا لمنطقة نجران، مضيفا أن «الكثير من السياح الأوروبيين ممن زاروا منقطة نجران أكدوا أن دافعهم لزيارة المنقطة كان بسبب صور ضوئية تلقوها من خلال مراسلاتهم لأصدقائهم السعوديين».

حسين وشتة، وهو من هواة التصوير، عزا إقبال الشباب على التصوير إلى انتشار الكاميرات الرقمية والهواتف الجوالة الذكية التي سهلت بعض العقبات والتي من أهمها ارتفاع تكلفة الكاميرات الرقمية الديجيتال وسهلت أيضا سهولة توزيع الصورة وطريقة مشاركة الأصدقاء بها كما أن مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت أكبر معرض لأعمال هواة التصوير.

وقال رئيس رابطة إيحاء الضوء هادي قريشة: «الجميع يرغب بتوثيق هذه الأيام الجميلة للأبد فكما تعلم نحن بمنطقة نجران لا نملك ثقافة التصوير الفوتوغرافي كل ما نعلمه عنه أن أغلب الموجودين استخدموا كاميراتهم بهدف توثيق مناسباتهم ورحلاتهم والأيام المبهجة لهم كي لا تختفي وكذلك هو الحال بالنسبة للأمطار فقد أجبرت الشباب بإخراج كاميراتهم الرقمية من إطار حدود منازلهم لتراها بكل منتشرة بشوارع منطقة نجران أثناء هطول الأمطار ليوثقوا ذلك الحدث الجميل».

وزاد قريشة: «يمكن دعم هؤلاء الهواة بطريقة بسيطة وهي تجهيز استوديو كامل من الميزانية المقررة كل عام لقسم التصوير بجمعية الثقافة والفنون وأن يتواصلوا مع الأشخاص والأعضاء ولا ننسى دور الإعلام في جذب المصورين في حالة تعذرهم بعدم وجود مصورين فكيف لمصوري المنطقة أن يعلموا أن هناك دورة ستقام أو رحلة تصويرية أو نشاطا ما إن كان التنظيم سيئا وغير مرتب ولا يوجد إعلام فقط، يستخدمون هواتفهم الجوالة لتناقل خبر الدورات، أي فقط يكون حكرا على الأسماء الموجودة بقائمة جوالاتهم فقط وللأشخاص الذين أسعفتهم ذاكرتهم بالاتصال بهم فقط والمقربين، وكذلك الفترة التي يتم فيها الإعلان تكون قصيرة جدا 4 أيام وأحيانا فقط 3 أيام فلا يتم إعطاء الفوتوغرافي الذي يتم التواصل معه الوقت الكافي للمشاركة معهم في أي نشاط يخص الجمعية».

وأشار قريشة إلى أن رابطة «إيحاء الضوء» هي فكرة نشأت بسبب الإهمال البصري داخل منطقة نجران فلم تعط المنطقة حقها بإظهارها بشكل يعكس الصورة السياحية والتراثية لها، مشيرا إلى أن جميع الصور الملتقطة والمنتشرة بالإنترنت صور عادية ولا تبعث ببث الحماسة بداخل من يراها لجعله يزور المنطقة، ولافتا إلى ما تزخر به المنطقة من آثار وتاريخ وحضارة.

وأوضح قريشة أن الرابطة قامت بعمل تطوعي لصالح جمعية الأيتام بمنطقة نجران بتصوير الأيتام وطباعة صورهم ووضعها داخل إطار، إضافة إلى تقديم الرابطة لمشروع «نجران بعيون أبنائها» الذي شارك فيه 12 مصورا من أبناء المنطقة بقيامهم بجولة بمدينة نجران ومحافظاتها وإنتاج 70 صورة بانورامية للمنطقة، لافتا إلى الهدف منها نشر ثقافة التضاريس لهذه المنطقة ونشر صور بالعالم العنكبوتي عن المنطقة.