مريان الصالح أصغر إعلامية وممثلة تسابق الزمن للدخول في قائمة المشاهير

عمرها تسع سنوات وأجرت حوارا مع أمير المنطقة الشرقية

مريان خلال مشاركتها في مهرجان محلي
TT

كان إعجاب معلمتها في الروضة بقدراتها حينما كانت في سن الخامسة من العمر بداية انطلاق الإعلامية والفنانة المبدعة مريان طاهر الصالح، حيث تعتبر مريان أصغر إعلامية وفنانة سعودية، فعمرها لا يتجاوز التسع سنوات، إلا أنها تبهر كل من يقابلها بعقليتها وثقافتها الغزيرة وقدراتها وصوتها الشجي، حينما تطرح أنشودة أو قصيدة شعرية أو أبيات نثرية، التي تكون غالبا من تأليف والدتها، وتكون مريان في النهاية هي من تقوم بتركيب الصوت واللحن الذي تراه مناسبا للأنشودة أو القصيدة لتجعل لها مذاقا مختلفا عند المستمعين.

مريان الصالح التي نجحت خلال سنوات قليلة من عمرها أن تكون لها شعبية واسعة وتكون محط وسائل الإعلام، بعد أن شهدت كثير من المسارح إبداعاتها داخل المنطقة الشرقية من السعودية، حيث تعيش مع والديها، أو حتى خارج المملكة بشكل عام، حيث شاركت في كثير من المهرجانات بكثير من الدول الخليجية، بل إن هناك دولا، مثل قطر والإمارات، ومن خلال قيادات فنية ومكتشفي المواهب طرحوا عليها فكرة التبني الكامل لموهبتها لكن كل هذه الإغراءات لم تكن تساوي لدى مريان الدعم الذي حظيت به من قبل أمير المنطقة الشرقية الأمير سعود بن نايف، الذي قام شخصيا باستقبالها، ومنحها حوارا حصريا خاصا قامت بتسجيله لبثه قريبا عبر قناتها على موقع «يوتيوب»، كما أن الكلمات التي حظيت بها من قبل أمير الشرقية والدعم المعنوي والمادي التشجيعي الذي قدمه لها، وطلب منها أن تكون دائما قريبة ومشاركة في المهرجانات التي تحتضنها المنطقة الشرقية هو الشيء الذي تفخر به دائما، حيث إن ذلك جاء من رأس القيادة في المنطقة التي تعيش فيها.

مريان الصالح التي تعيش في بلدة الجش التابعة لمحافظة القطيف لا تزال تحلم بكثير من الإنجازات على المستوى الشخصي. نجحت في الحصول على كثير من الجوائز الشخصية، وأبرزها «أفضل فنانة على مستوى المملكة» من حيث الأداء والجرأة والصوت الشجي الذي يجمع ما بين الطفولة والصوت القوي القادر بسرعة على اختراق القلوب.

يقول والدها طاهر الصالح، الذي استقبلنا في منزله: «في بداية الأمر، لم أكن مهتما بكون ابنتي موهوبة وتحتاج لدعمي ودعم والدتها. لكن والدتها كانت تؤكد علي دائما أن مريان موهوبة، وقد أبهرت كثيرين من خلال مشاركاتها، ولذا يتوجب أن نكون أكبر الداعمين لها»، مضيفا: «بالفعل عزمت على أن أبذل كثيرا من جهدي من أجل أن أساعدها على تحقيق كثير من الإنجازات».

كانت مريان من نفسها متمسكة بعدم التفريط بالحجاب، ولو أن ذلك سيعزز كثيرا من ظهورها أو حصولها على أدوار البطولة في مسلسلات أو مسرحيات وهي لا تزال كذلك. ومصدر فخري الأكبر هو أنها نجحت في فرض نفسها على مخرجين كانوا يشترطون منها نزع الحجاب من أجل التمثيل، لكنها أصرت على موقفها، وفي نهاية الأمر وافقوا على شرطها، وهذا يعني أنهم مقتنعون جدا بهذه الموهبة.

من جانبها، قالت مريان الصالح إنها واثقة من نفسها ومن قدراتها وإمكانياتها، ولذا تسير في الطريق الذي تراه مناسبا، معتمدة بعد الله على دعم والديها، وكل المحبين للفن الراقي البعيد عن الأمور التي تخدش بهذا الفن الذي يعتبر في نهاية المطاف رسالة يمكن أن تقدم بعدة طرق.

وأضافت لـ«الشرق الأوسط»: «فخري كبير بكوني حظيت بحوار خاص من قبل الأمير سعود بن نايف أمير المنطقة الشرقية الذي تكرم باستقبالي بكل تواضع في مكتبه، ومنحني كثيرا من وقته، والأهم أنه دعمني بكلماته الأبوية الرائعة، التي ستبقى عالقة في ذهني، وخصني بحوار سأقوم بنشره عبر قناة (يوتيوب) الخاصة بي قريبا، كما أن الأمير سعود بن نايف أكد أنه سيبقى داعما لموهبتي وهذا فخر كبير، وأتمنى أن أكون عند حسن الظن لرفع اسم وطني الغالي في كل المحافل التي أشارك بها».

ورفضت مريان أن يتم تشبيهها ببعض الممثلات الشهيرات، وخصوصا حلا الترك مؤكدة أنها مقتنعة بأن كل موهوبة لها طريقة خاصة في تقديم العمل والرسالة التي تهدف إليها بطريقة تناسبها، مشددة على أنها تحسب خطواتها بكل دقة وحرص، ولا تقوم بأي خطوة دون دراستها بشكل مستفيض.

وشددت مريان على أن والدها لم يهدف يوما إلى استغلال موهبتها لأغراض الكسب المادي، بل على العكس يقوم دائما بدعم خطواتها ماديا، من خلال تحمله تكاليف الأعمال التي تقوم بها من أجل تعزيز موهبتها، وكذلك السفر إلى الدول الخليجية والعربية من أجل تطوير موهبتها، مبينة: «ليس جميع الآباء يشبهون بعضهم فوالدي يتبع معي سياسة تربوية متزنة، كما أنني أستعين بأسرتي للاستنارة بآرائهم وخبراتهم في كل خطوة أخطوها، وهذا أعتبره من أهم أسرار نجاحاتي».

وعن إمكانية احترافها الفن أو الإعلام بعد الانتهاء من مراحل التعليم، قالت مريان: «نعم، أعشق الفن والإعلام، ولكن لا يمكن أن أضحي بمستقبلي التعليمي من أجل أي منهما أو كليهما، الأهم لدي هو إكمال تعليمي، ويمكن التفكير في ذلك بعد أن أنهي مراحل التعليم العليا؛ فأنا ما زلت في بداية المشوار التعليمي كوني أدرس في الصف الرابع الابتدائي».

وتعتبر مريان أصغر إعلامية سعودية، وشاركت في كثير من المناسبات الكبيرة، حيث قامت بتغطية فعاليات مهرجان الخليج السينمائي، كما شاركت في كثير من الأعمال الدرامية والمسرحية. وعن أبرز الأدوار التي قامت منذ دخولها للمجال الفني، كانت تتمثل في قبولها بالتفاف ثعبان حقيقي يصل طوله 15 مترا حول جسدها ضمن أحد مشاهد عملها الأخيرة، وذلك بعد عدة محاولات استجمعت فيها شجاعتها لمصلحة العمل، وهذا الدور كان صعبا ولكن العزيمة والإصرار والثقة بالله كانت فوق كل اعتبار. وكان هذا العمل هو فيلم يحمل اسمها «مريان»، وجسدت في هذا العمل دور طفلة تعاني مشكلات أسرية، وكانت عواقب هذه المشكلات أن تتسبب لها في التشتت النفسي والتوهان الدائم وقد حظيت بإعجاب كبير من القائمين على هذا الفيلم. وفي مقدمتهم لكاتبة فاطمة العوازم، وإخراج ماهر الغانم، وكانت مدة عرضه تستغرق قرابة نصف ساعة، تم تنفيذه للمشاركة به ضمن مهرجانات دولية ومسابقات محلية في المجال الفني. وقدمت مريان نشرة أخبار لـ«إم بي سي»، و«قلب الحدث» و«أخباركم»، على الرغم من الفترة الوجيزة منذ تسلمها بطاقة العضوية، وهذا يمثل أيضا نقلة رائعة في مسيرتها. وشددت على أنها تستفيد دائما ممن يكبرون عنها سنا لنيل الخبرات اللازمة في المجال الفني والإعلامي، وهي سعيدة من معاملة الآخرين لها بكل تعاطف وود وتقدير. وعن طريقة انضمامها لمجلس أصغر إعلاميين وإعلاميات في المملكة، كشفت الصالح أنها تلقت رسالة مفاجئة من صالح الصالح عضو مجلس أصغر إعلاميين وإعلاميات على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، يطلب فيها انضمامها للمجلس، وكانت سعيدة بالانضمام بكونها أصغر إعلامية سعودية.

واعتبرت مريان أن دخولها منذ سن الطفولة للمجال الفني والإعلامي معا، ساعدها في كيفية التعامل مع مختلف شرائح المجتمع وصقل شخصيتها منذ وقت مبكر.

وشاركت الصالح في كثير من الأعمال المهمة مثل مسرحية «همام في بلاد الشلال» للمخرج ياسر الحسن، التي من المقرر لها أن تدخل ضمن عدة مسابقات محلية ودولية.

كما شاركت أخيرا في المسلسل التلفزيوني «يا تصيب يا تخيب» للمخرج عبد الخالق الغانم، مع كوكبة من الفنانين الخليجين، ومن إنتاج التلفزيون السعودي.

وفي الختام لا ينسى والدها الإشادة بكل من وقف مع ابنته، ودعم، ولا يزال يدعم، مسيرتها، وفي مقدمتهم المخرجان المبدعان ماهر الغانم وحسين المحسن وغيرهم الذين لا يتسع المجال لذكرهم، شاكرا لـ«الشرق الأوسط» هذه الزيارة، معتبرا أن ذلك تأكيد على حرص القائمين في هذه الصحيفة الدولية على دعم المبدعين.