مساجد السعودية تستعد لاستقبال المصلين بما يتناسب مع شهر رمضان

أئمة يستغلون برامج الاتصال والتواصل الاجتماعي لتذكير المصلين

جانب من أداء صلوات التراويح
TT

شرعت المساجد في مختلف أنحاء السعودية في استقبال شهر رمضان الكريم، واستعدت لاستقبال جموع المصلين المقبلين لأداء صلاة التراويح والقيام، بما يتناسب مع مكانة الشهر الفضيل منذ حلول شهر شعبان، وذلك من خلال التعاون مع أئمتها الذين حرصوا على التأكد من جاهزيتها لاستقبال المصلين، والتأكد من نظافتها وتوفير احتياجات المصلين لجعلها أكثر راحة.

وبين الشيخ هاني الرفاعي إمام وخطيب مسجد العناني بجدة أن الاستعداد لاستقبال جموع المصلين يكون بعدة طرق، بداية من إعادة غسل وتنظيف فرش المسجد وطلاء جدرانه، وتطهيره وصيانة دورات المياه، كما يتم تبخيره بمختلف أنواع العود والطيب بشكل يومي، خاصة قبل صلاة التراويح، طيلة أيام شهر رمضان.

وأشار إلى أن هناك استعدادا نفسيا أيضا يحرص الأئمة على القيام به قبل دخول شهر رمضان، حيث يحرص أئمة المساجد في آخر جمعتين من شعبان على تهيئة المصلين وتحفيزهم من خلال الخطب الطيبة والأحاديث النبوية لحثهم على اغتنام الشهر الفضيل والتنافس فيه لأداء الصلاة والأعمال الخيرية وختم القرآن.

وبين أن هناك بعض الأئمة باتوا يحرصون على التواصل مع المصلين ومرتادي المساجد من خلال برامج الاتصال الحديثة ومواقع التواصل الاجتماعي والرسائل النصية، محاولة منهم لاستقطاب وتحفيز المصلين على حضور الصلوات والندوات، كما تذكرهم بمواعيد ختم القرآن وغيرها من البرامج التي يتم تخصيصها في المساجد للمصلين خلال شهر رمضان.

كما لفت إلى كثرة المتطوعين وأهل الخير الذين يحرصون على تقديم المساعدات وتجهيز المساجد وصيانتها استعدادا لاستقبال شهر رمضان، مشيرا إلى أن فاعلي الخير غالبا ما يتواصلون معهم قبيل شهر رمضان لمعرفة ما ينقص المسجد؛ سواء من تكييفات أو سجاد أو ميكروفونات وغيرها ممن لديهم حب وغيرة وحرص على أن يظهر مسجدهم كأحسن المساجد خلال الشهر الفضيل.

وطالب الرفاعي من أئمة المساجد، خاصة ممن أعطاهم الله القبول وجعل المصلين يفضلون الذهاب لمساجدهم دونا عن غيرهم، بأن يرفقوا بالمصلين الذين يتزاحمون عليهم؛ بأن لا يطيلوا القراءة والدعاء، مبينا أن منهج الصحابة في صلاة التراويح كان التخفيف عن الناس، كما أن الرسول عليه الصلاة والسلام أمر بذلك حيث قال: «إذا أمّ أحدكم الناس فليخفف فإن فيهم الصغير والكبير والضعيف والمريض».

كما دعا الأئمة أن لا يكون دعاؤهم لتصفية حسابات، وأن لا يتعاطف الإمام مع قضية معينة على حساب طلب الرحمة والمغفرة والسكينة والمودة من الله في تلك الأيام الفضيلة، وقال: «جميعنا متأثر بما يحدث للمسلمين في مختلف بقاع الأرض وندعو لهم، ولكن يجب أن لا نركز على قضية وننسى أخرى، لذلك أتمنى أن يكون الدعاء عاما وشاملا، خاصة أن خلف الإمام العجمي والعربي ومختلف الجنسيات، وجميعهم يتمنى أن يدعو الأمام له، لذلك فليكن الدعاء شاملا للجميع دون تطويل أو تكرار».

كما دعا إمام وخطيب مسجد العناني إلى استغلال التجمع الرمضاني الذي يحدث في المساجد باستضافة العلماء والمشايخ المعروفين بعقيدتهم الصحيحة لإلقاء كلمات ومواعظ للمصلين، لا سيما أن الناس لديهم إقبال كبير على المساجد خلال شهر رمضان، فيجب أن نستغلها لإعطاء جرعات إيمانية للمصلين بعد التراويح، ولو لمدة خمس دقائق.

وفي السياق ذاته، أكد الدكتور طلال العقيل مستشار وزير الشؤون الإسلامية لشؤون الحج والعمرة والإعلام، أن الأئمة والمسؤولين القائمين على المساجد وبيوت الله، استنفروا طاقاتهم للعمل على راحة المصلين وزوار المساجد خلال شهر رمضان المبارك، كما حرصوا على توفير سبل الراحة لهم داخلها.

وأشار إلى أن أغلب المساجد قامت مؤخرا بعمل تنظيمات إضافية خاصة بشهر رمضان المبارك، رغبة منها في جذب المصلين حرصا منهم على توفير الطمأنينة لهم أثناء أداء صلاة التراويح والقيام، لافتا إلى أن نظافة وصيانة المسجد إلى جانب الدروس والمحاضرات من عوامل جذب المصلين وتفضيلهم لمسجد على آخر.

من جهتها، أنهت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام خطتها الخاصة بشهر رمضان المبارك للعام الحالي 2013، التي بدأتها في أواخر يونيو (حزيران) الماضي، وينفذ الخطة قرابة ثمانية آلاف من الموظفين والموظفات الرسميين والموسميين، وأكد الدكتور محمد بن ناصر الخزيم نائب الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام أن من أهم مظاهر الخطة التي تم الانتهاء منها في المسجد الحرام، تتمثل في الاستفادة من الأجزاء المنتهية من مشروع توسعة خادم الحرمين الشريفين للمسجد الحرام في الناحية الشمالية للصلاة فيها، وتشمل هذه الأجزاء قرابة 70 في المائة من الدور الأرضي وقرابة 20 في المائة من الدور الأول ودور الميزانيين.

وأشار إلى الاستفادة أيضا من المرحلة الأولى من مشروع المطاف في الدور الأرضي والأول، كما تم افتتاح مكتبة المسجد الحرام هذا العام، وسوف يستفيد رواد المسجد الحرام منها، مبينا أنها تقع عند باب الملك فهد، وأشار إلى وضع كبائن خاصة للإفتاء ولوحات إلكترونية للإرشاد في ساحات المسجد الحرام، كما حرصت الرئاسة العامة على تلطيف الهواء في ساحات المسجد الحرام من خلال تشغيل مراوح خاصة، تم وضعها لذلك، إلى جانب تشغيل التكييف المؤقت للقبو والدور الأول.

وأوضح الخزيم أن ذوي الاحتياجات الخاصة لهم حق خاص على الرئاسة، لذلك فقد وضعت لهم مداخل مميزة بممرات كهربائية، كما سوف يستفيدون من مطاف مؤقت معلق أثناء العمل في المطاف بعرض 12 مترا، وذلك لفصل حركة المعاقين عن الطائفين، كما تم فرش المسجد الحرام بفرش جديد روعي في تصميمه اختيار أفضل المواصفات وأجود المواد، كما تم توفير ماء زمزم مبردا داخل المسجد الحرام وفي ساحاته.