حريق كبير في قصر بباريس

«أوتيل لامبير» يقع في جزيرة وسط «السين»

صورة خارجية لمبنى أوتيل لامبير في باريس
TT

تعرض مبنى يملكه، عم أمير قطر الجديد، في باريس، لحريق كبير في ساعة مبكرة من صباح أمس. وهرع إلى المكان 177 إطفائيا في محاولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من المبنى العائد للقرن السابع عشر والمصنف تراثا ولا يجوز المساس به. ولم يتسبب الحادث في إصابات في الأرواح لأنه خال من السكان ويخضع للترميم منذ سنوات.

وشب الحريق في الواحدة والنصف من صباح أمس في سطح المبنى المعروف باسم «قصر لامبير» والواقع في جزيرة «سان لوي» التي تتوسط نهر السين، في قلب باريس القديمة والسياحية. وحسب مصدر في شرطة الطوارئ فإن رجال الإطفاء واصلوا عملهم، حتى الصباح، في مقاومة ألسنة النار التي أضاءت الجزيرة بهالة من اللون الأحمر. وقد تعرض أحد الإطفائيين لحروق بسيطة. وقالت سيدة تقيم في الجوار إن الحريق كان من القوة بحيث إن عدة ساعات كانت غير كافية لإخماده. وأعربت عن أسفها للحادث، مذكرة بالموقف السلبي الذي اتخذه سكان الحي من قرار إجراء ترميمات كبيرة على المبنى القديم.

وكان شراء الشيخ عبد الله بن خليفة آل ثاني، في عام 2007 للعقار ذي الشرفة الدائرية المطلة على «السين» في واحدة من أجمل بقاع العاصمة قد أثار كثيرا من اللغط. وأصدرت المحكمة الإدارية في باريس قرارا بتعليق رخصة الترميم التي كانت وزارة الثقافة قد أقرتها للمالك الجديد لمبنى «أوتيل لامبير»، وذلك نزولا عند دعوى قضائية تقدمت بها جمعية محلية صغيرة من سكان الحي. فالمبنى الذي شيده المهندس لوي لافو، يعود إلى القرن السابع عشر ويقع داخل إحدى جزيرتين قائمتين وسط النهر ويستخدم لأغراض السكن. ويتميز القصر بصالات تحمل نقوشا وزخارف نادرة، أبرزها «قاعة هرقل».

ومن المعروف أن وزارة الثقافة تشرف على كل المباني التي تصنف أثرا تاريخيا وتمنع التصرف فيها، هدما أو ترميما، من دون ترخيص منها. لكن محامي المالك القطري أكد أن أعمال الترميم ضرورية وهي ستعيد القصر إلى سابق رونقه وبهائه. كما أشارت تقارير إلى أن القصر الذي يبدو، من الخارج، مبهرا وفخما، فإن ما يراه الداخل إليه يثبت ما تركه عليه الزمن من تهالك في الجدران والدرج وتشققات في السقوف واهتراءات في الهياكل الخشبية، اضطرت المهندس المعماري للاستعانة بدعائم لإسنادها. كما أن شخصية المبنى نفسها تعرضت للتغيير عندما قسمه مالكوه السابقون من أسرة روتشيلد الثرية المعروفة إلى مجموعة شقق. وبهذا فقد جاء استعداد المالك القطري لضخ 50 مليون يورو لأعمال الترميم بمثابة خشبة إنقاذ لا بد منها.

ثم دخل على الخط السفير البولندي في باريس، توماس أورلوفسكي، الذي كان قد بعث برسالة إلى وزير الثقافة السابق يسأله فيها عن طبيعة الترميمات وهل من شأنها المساس بما يسمى «الحقبة البولونية». فقد سبق للفندق أن احتضن عائلة شارتوريسكي الأميرية البولندية بين عامي 1843 و1975. وفتحت العائلة صالونا أدبيا كانت من رواده الكاتبة جورج صاند والرسام يوجين ديلاكروا والموسيقار فريديريك شوبان.

رغم كل شيء، نطق القضاء لصالح المالك الجديد وبوشر في عمليات الترميم التي أتى عليها الحريق. ولا يعرف لحد الآن إن كانت النار قد امتدت إلى الشواهد الفنية التاريخية في القصر ومنها اللوحات السقفية التي رسمها الفنان شارل لوبران، منفذ «قاعة المرايا» الشهيرة في قصر فرساي.