إطلاق حملات الموائد الرمضانية في مخيمات عملاقة بالمدن السعودية

رصد لها ميزانيات كبيرة وتلقى دعما حكوميا وتفاعلا شعبيا بحثا عن الثواب

إفطار الصائمين في الحرم النبوي
TT

أطلقت كثير من الجمعيات الخيرية والمكاتب الدعوية في أرجاء السعودية حملاتها لمشاريع تفطير مئات الآلاف من المسلمين وخصوصا الأجانب المغتربين في المملكة، حيث تم رصد ميزانيات كبيرة لهذه المشاريع التي تلقى دعما حكوميا وتفاعلا شعبيا بحثا عن الأجر والثواب في شهر رمضان المبارك.

وشيدت عشرات المخيمات المكيفة الضخمة على مساحات واسعة في عدد من المدن الرئيسية في السعودية تأهبا لهذا المشروع الذي يكون عادة بتعاون عدة جهات، ويشهد مشاركة واسعة من المتطوعين لإنجاز هذا العمل الخيري خلال هذا الشهر الفضيل.

وأكد الشيخ جمعة الرميحي، مدير المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات (هداية) بمدينة الخبر شرق السعودية أن مخيم الإفطار والدعوة، الذي يقام للموسم الثامن على التوالي يستعد لتوزيع 300 ألف وجبة خلال شهر رمضان المبارك بمعدل 10 آلاف وجبة يوميا سيتم تقسيمها على موقع المخيم وكذلك 15 موقعا خارجيا في بعض المساجد والمجمعات السكنية بالخبر.

وبين أن المخيم الذي سيقام على طريق الملك فهد مقابل إسكان الخبر يستهدف خمسة آلاف مقيم يوميا في تسعة مخيمات يتبعها ما يقارب الثماني جاليات مختلفة يتحدثون عدة لغات منها (الأوردية، والبنغالية، والمليبارية، والتاميلية، والسنهالية، والفلبينية، والنيبالية «وكذلك الجالية العربية والجاليات الأخرى) وأشار إلى أن المخيم الرمضاني لهذا العام استحدث برنامجا دعويا للعمالة المنزلية يشرف عليه نخبة من الدعاة من جنسيات مختلفة، حيث تم تخصيص مخيم متكامل لاستقبال ودعوة الخادمات والسائقين الذين حددت لهم أماكن منفصلة مع توفير استراحة لكفلائهم من بعد صلاة التراويح وحتى الساعة الثانية عشرة، موضحا أن المخيم يهدف إلى تقديم عدد من البرامج الدعوية التي تصل إلى 950 درسا وفعالية متنوعة بمشاركة 160 متطوعا إضافة إلى توفير الوجبات الغذائية التي حرص المخيم على أن تناسب ذائقة الجميع من خلال الاتفاق مع مطاعم خاصة لكل جالية.

وكشف رئيس مجلس إدارة «هداية» الشيخ الدكتور صالح اليوسف عن التنسيق مع 50 شركة وطنية وأجنبية بالمنطقة الشرقية لزيارة موظفيها غير المسلمين لمخيم هذا العام مع مخاطبتهم لتخفيض عدد ساعات العمل للموظفين المسلمين، وهو ما قابله تعاون مميز من تلك الشركات، مبينا استهدافهم إسلام 800 أجنبي داخل المخيم الرمضاني هذا العام من خلال تحقيق زيادة لا تقل عن 20 في المائة في عدد المسلمين الجدد مقارنة بالعام الماضي الذي شهد إسلام 632 أجنبيا.

وأشار الشيخ اليوسف إلى تجهيز قاعة خاصة للتعريف بالإسلام تتضمن أركانا لتعليم الوضوء والصلاة لمن نطق الشهادتين معتنقا هذا الدين داخل المخيم، حيث سيكون هناك برنامج دعوي للأجانب غير المسلمين يتعرفون خلاله على حياة المسلمين في هذا الشهر الفضيل والخدمات التي يقدمها أبناء البلد للمقيمين داخل المخيم سعيا لكسب الأجر وتأكيدا على مبادئ المحبة والتعاون في الدين الإسلامي وهو الأمر الذي يسهم في تغيير وتصحيح بعض المفاهيم الخاطئة التي يحملها الأجانب غير المسلمين تجاه هذا الدين الحنيف.

من جانبه أكدت أمانة المنطقة الشرقية متابعتها عن قرب وضع هذه المخيمات من حيث تطبيق معايير الجودة والنظافة في الأغذية المقدمة للصائمين خصوصا أن الأجواء التي تمر بها المنطقة الشرقية حارة جدا وتستوجب طرق حفظ وتبريد حديثة لحماية الأغذية من التعفن.

وبين المتحدث الرسمي للأمانة حسين البلوشي أن البلديات لا تألو جهدا في مراقبة المحلات التي تقدم أغذية، لكنها في الوقت نفسه تهيب بالمواطنين والمقيمين أن يشاركوها حرصها على صحتهم عبر الالتفات لما يقدم لهم ولأبنائهم من أجل محافظة خالية من الأمراض خصوصا أن الجولات ستكون مكثفة خلال شهر رمضان صباحا ومساء وكذلك مخيمات الإفطار الرمضانية وتطبيق أشد الإجراءات الرقابية ولم يتم رصد أي حالة مخالفة، خصوصا أن جميع المواد الغذائية التي يتم إحضارها لمخيمات إفطار صائم الرمضاني تخضع لإشراف مباشر من قبل المكاتب التعاونية التابعة لوزارة الشؤون الإسلامية بالشرقية وتحت مسؤوليتهم ودور الأمانة يجب أن يكون فاعلا بشكل أكبر خلال هذه الفترة.