رمضان فرصة للهدنة مع النفس

عادل إمام

TT

بداية أوجه التحية والتهنئة لكل الأشقاء العرب، وأؤكد أن مصر والعرب جميعا يجمعهم عمق ثقافي واحد ودائما نتمتع بعلاقة قوية لا يهزها أي فصيل مغرض مهما كانت قوته.

أنا عاشق للجو الرمضاني، بكل مظاهره وروائحه الروحانية الخاصة، بداية من الفانوس، وجو الفرحة ولمة العائلة الكبيرة، أخواتي وأولادي وأحفادي على مائدة الإفطار أو السحور. كما أسعد جدا وأنا أشارك أحفادي في تعليق الزينة، وأحرص على شراء الفوانيس لهم. وأعتبر اليوم الأول في رمضان بمثابة احتفالية كبيرة، حيث تتجمع كل أفراد العائلة على سفرة طعام مليئة بكل خيرات ربنا. إضافة إلى الكنافة والقطائف المرتبطة بهذا الشهر والذي يتمتع بمذاق خاص من بين أشهر السنة الهجرية خاصة لدى المسلمين. فرمضان هو شهر الروحانيات بامتياز، وهو أيضا فرصة للتهدئة والهدنة مع النفس، ودعوة للمحافظة على حرمة الدماء والأرواح خلال هذا الشهر المبارك.

ومن طقوسي الرمضانية المحببة التي أحرص عليها اصطحابي أحفادي معي إلى الجامع لصلاة الترويح وقراءة القرآن الكريم، كما أعلمهم كيفية الصوم. فوجودهم بجواري من أسعد لحظات حياتي، وأيام رمضان تكون مختلفة، تتاح الفرصة لوجودي معهم لوقت طويل واللعب معهم باستمرار، كما أعشقهم حينما ينادونني بكلمة «جدو»، فوقتها أشعر أنني أملك الدنيا وما عليها.

أحب أن أقضي معظم أوقات رمضان في الساحل الشمالي، لكن هذا العام كان صعبا نظرا لارتباطي بتصوير مسلسل «العراف» الذي يعرض حاليا في رمضان. وأنا حريص على متابعة الأعمال الرمضانية والبرامج التلفزيونية، وأسهر حتى وقت السحور.

ولا يخلو رمضان من الذكريات الجميلة، منها ذكريات مع أصدقاء رحلوا عن الدنيا، فكان هذا الشهر الوحيد الذي يشهد تجمعنا، ومنهم أصدقاء أحياء تباعد بيننا ظروف العمل والحياة، لكننا نلتقي تحت مظلة رمضان.