عيون العالم على المستشفى الذي ستلد فيه كيت ميدلتون.. في أي لحظة

مئات الصحافيين يبيتون في خيام منذ أسبوعين بانتظار ولادة الطفل الملكي

المراسلون والصحافيون الذين يرابطون أمام مستشفى «سانت ماري» ترقبا لولادة الطفل الملكي (تصوير: جيمس حنا)
TT

مئات الصحافيين، كاميرات بعدسات عملاقة، حافلات ضخمة تحمل على أسطحها أقمارا اصطناعية، مراسلون من كل بقاع العالم، سلالم، وخيام ملونة تغطي الرصيف المقابل لمستشفى سانت ماري في بادنغتون غرب لندن الذي ستلد فيه كيت ميدلتون دوقة كمبردج طفلها الأول، والأفضلية للصحافيين البريطانيين.

هذا هو المشهد الحقيقي للشارع المقابل للمستشفى القريب من شارع «العرب» إدجوير رود، حيث بدأ المراسلون والصحافيون بنصب الخيام للمبيت فيها منذ أسبوعين، ترقبا لولادة الطفل الملكي الذي تنتظره بريطانيا والعالم بفارغ الصبر، وكل ما تعرفه الصحافة هو أن الدوقة ستلد في منتصف شهر يوليو (تموز) دون تأكيد رسمي للتاريخ المحدد.

ولم تكترث وسائل الإعلام بدرجات الحرارة الآخذة في الارتفاع في لندن منذ أسبوعين، ومن المنتظر استمرارها طيلة الشهر الحالي، بل تراهم مترقبين للحظة الحاسمة وبجانب كل مصور سلم سيستعين به للصعود إلى أعلى نقطة ممكنة ليؤمن اللقطة الأفضل لأول صورة لابن أو ابنة الأمير ويليام وزوجته كيت ميدلتون، بعدما أكد قصر باكينغهام أن كيت اختارت المستشفى نفسه الذي وضعت فيه الأميرة ديانا طفليها ويليام وهاري، وستتم الولادة في جناح «ليندو» الخاص الذي ولد فيه الأميران أيضا. ويأمل المصورون التقاط صورة مشابهة لتلك الصورة الشهيرة للأميرة الراحلة مع زوجها الأمير تشارلز وهو يحتضن بين يديه طفله البكر الأمير ويليام، وبعدها كانت هناك صورة مماثلة للأهل مع ابنهما الأمير هاري، وقصة الصورة أمام باب المستشفى كانت تعتبر أمرا غير مسبوق في تاريخ العائلة الملكية البريطانية، وهذا ما أرادته الأميرة ديانا، وها هي كيت تمشي على خطاها وتتبع ما أصبح تقليدا اليوم.

وسائل الإعلام في بريطانيا على أهبة الاستعداد، السياح وكثير من البريطانيين يقصدون المنطقة المحيطة بقصر باكينغهام تحسبا لوقوع الحدث الأهم على الإطلاق، ويلقون نظرة خاطفة على باب القصر الخارجي بانتظار وضع الخبر على «صبورة» ذهبية اللون يعلن ولادة أمير أو أميرة كمبردج، والاسم، والطول والوزن، وبحسب التقليد الملكي البريطاني سيحمل الخبر في مظروف مغلق تتسلمه الملكة إليزابيث الثانية، وسيشرف على الولادة ماركوس سيتشل الطبيب النسائي الخاص بالملكة لتكون هذه الولادة الأخيرة التي سيقوم بها الطبيب البالغ من العمر سبعين عاما وينوي التقاعد مباشرة بعد الولادة، بعدما قدم خدماته للملكة على مدى 18 عاما.

ووضعت لافتات أمام المستشفى تمنع وقوف السيارات في الأماكن المخصصة لذلك طيلة الفترة الممتدة ما بين الأول والواحد والثلاثين من يوليو لتأمين مواقف خاصة بسيارات الحرس الملكي الخاص وسيارة الأمير ويليام عند وصوله إلى المستشفى، ويشار إلى أن الأمير وليم سيكسر التقليد الملكي على طريقة والدته، بعدما أصر على حضور الولادة، وهو الآن موجود في القاعدة الجوية في ويلز التي يعمل فيها مع فريق الإنقاذ، ورشحت أخبار تفيد بأن أحد أصدقاء الأمير ويليام المقربين، أعاره طيارة هليكوبتر يملكها، لاستعملاها لحظة سماعه خبر بدء مخاض زوجته كيت، ومن المنتظر أن تستغرق الرحلة من منزله المؤقت في ويلز إلى المستشفى في لندن نحو الساعتين. وسيحصل الأمير ويليام على إجازة أبوة لمدة أسبوعين بعد الولادة، سيقضيها في منزل أهل كيت الخاص، وهذا القرار لاقى الكثير من الانتقادات من العاملين في قصر باكينغهام لصعوبة تطبيقه من الناحية الأمنية، وبحسب ما أرادته كيت، فهي مصرة على تمضية الشهر الأول بعد الوضع مع أهلها وبجانب والدتها كارول في منزل العائلة على أن تنتقل بعدها مع الطفل الجديد والأمير ويليام للعيش بصورة دائمة في شقتهم في قصر كينزيغتن، حيث كانت تعيش الأميرة ديانا.

المعروف عن أفراد العائلة الملكية أنهم لا يحضرون ولادات أطفالهم، وهناك قصص كثيرة مفادها أن الأمراء يختارون في أغلبية الأوقات الانغماس في لعبة هوكي أو غولف إلى أن تنتهي الولادة ويخرج الطفل إلى العالم.

العالم كله سيحتفل بالولادة المرتقبة، ففي الولايات المتحدة تخصص التلفزيونات يوميا برامج خاصة عن الموضوع، وتجري مقابلات مع مراسليها أمام المستشفى، لتقصي آخر الأخبار، المعروف عن الأميركيين ولعهم بتتبع أخبار العائلة الملكية في بريطانيا، وزاد الأمر أهمية بالنسبة لهم بعد زواج الأمير ويليام من زميلته في الجامعة كيت ابنة عائلة من عامة الشعب بعد قصة حب دامت عشر سنوات، وهذا الأمر يشبهه كثيرون بنهاية القصص الخرافية عندما يختار الأمير زوجته من العامة لتصبح أميرة ثم ينجبان أميرا ويعيشان بثبات ونبات، إلا أنه من المتوقع وبحسب تحليلات معلقين بريطانيين مختصين بتدوين تاريخ أفراد العائلة المالكة، بأن يسعى الأمير ويليام إلى تربية طفله بطريقة بسيطة لا تدخل فيها تعقيدات التقاليد الملكية، وقد يكون السبب تأثره بوالدته الراحلة التي اشتهرت بتحديها الكثير من التقاليد وكسرها من خلال الخروج مع ابنيها إلى أماكن عامة مثلهم مثل الأطفال العاديين، فكانت تصطحبهم إلى حدائق مائية وأماكن للتسلية وكانت تصر على تعريفهم بالعالم الحقيقي بعيدا عن الحياة الملكية الرسمية، وهذا الأمر يفسر سبب شعبية الأميرين الشابين اللذين يطبقان ما تعلماه من والدتهما التي تركتهما في سن مبكرة.

الطفل الملكي المنتظر سيحمل لقب أمير أو أميرة لكمبردج، وهذه المرة الأولى في التاريخ يطلق فيها هذا اللقب على أحد أفراد العائلة المالكة، كما أن الملكة سعت بنفسها لإعطاء لقب «سمو الأمير أو سمو الأميرة» للطفل الجديد، كما أنها غيرت نصا في الدستور البريطاني يخول الطفل الأول للأمير ويليام بأن يصبح ولي العهد بغض النظر عن جنسه، على عكس ما كان ينصه القانون سابقا (الولد الأصغر سنا يصبح وليا للعهد ولو كانت لديه شقيقة كبرى)، وطفل ويليام وكيت سيحل مكان الأمير هاري في الترتيب الملكي لتولي عرش بريطانيا، وسيبقى الأمير تشارلز وليا للعهد ويأتي بعدها الأمير ويليام ويليه طفله أو طفلته ليصبح الأمير هاري في المرتبة الرابعة، ولا أحد يعتقد أن الأمير هاري يبالي بالموضوع، خاصة أنه يشتهر بمقولة يرددها دائما لأخيه الأكبر ويليام عندما يقوم بعمل لا يتناسب مع التقاليد الملكية مفادها: «أنت ستصبح ملكا في يوم من الأيام، إنما أنا فلا».

وتتسابق المجلات البريطانية على الإعلان عن العدد المنتظر الخاص بالطفل الملكي، على الرغم من أنه لا أحد يعلم جنس الطفل، بعدما قرر الأمير ويليام وزوجته عدم معرفة جنس الطفل لتكون المناسبة مفاجأة حقيقية يحتفلان بها مع بريطانيا والعالم بأسره. كما أنه لم يعلن الزوجان عن الاسم الذي اختاراه للطفل.

مسلسل تتبع الصحافة أخبار الطفل الملكي قبل أن يولد لن تنتهي عند ولادته، حيث ستواكب عدسات المصورين الأمير أو الأميرة المنتظرة في جميع المناسبات الرسمية وهي كثيرة، من بينها يوم العماد وأول عيد ميلاد، وأول يوم مدرسة إلى أن يأتي اليوم الذي يعلن فيه العازب الأشهر في العالم الأمير هاري ترك حياة العزوبية ودخول القفص الذهبي، لتبدأ الصحافة قصة ملكية جديدة، وتبقى الآمال معلقة على اختيار الأمير حسناء أخرى تزيد العائلة المالكة سحرا.

يشار إلى أنه ستمنح «ذا رويال مينت» قطعة نقدية فضية «شلن» لكل طفل يولد في نفس تاريخ ولادة الطفل الملكي. ومن المنتظر أن يصبح اسم الطفل الملكي من أكثر الأسماء التي ستطلق على الأطفال المنتظرين هذا العام.