ليالي الحسين والأزهر في رمضان.. مذاق خاص

د. علي جمعة*

TT

يقول الدكتور علي جمعة، مفتي مصر السابق، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر بالقاهرة عن ذكرياته في رمضان، بقوله: «كنت أقضي معظم وقتي من ليال في منطقة الأزهر والحسين، هذه المنطقة التي يفوح منها عبق التاريخ ويكسوها جو روحاني، فكنت أذهب إلى الصلاة في الجامع الأزهر ومسجد الحسين وأستمتع بالاستماع إلى دروس العلم وقراءة القرآن بأصوات مشاهير القراء في مصر والتجول في المكتبات ومعارض الكتب التي كان يتم إقامتها سنويا خلال شهر رمضان بالأزهر، فليالي الحسين والجامع الأزهر مذاق خاص في حياتي، وكذلك متعة السفر لأداء العمرة، وكذلك رحلاتي الدعوية إلى الخارج في الدول الغربية والعربية، لكن لم أجد جوا جميلا لرمضان الذي هلت علينا نسماته بالخير والبركة إلا في مصر».

وعن ذكرياته في قريته خلال شهر رمضان، يضيف: «والدي كان يصحبني معه وأنا في سن صغيرة إلى الصلاة في المسجد خاصة صلاة التراويح في شهر رمضان، وتدربت على الصيام وأنا في سن صغيرة، فرمضان كان بالنسبة لي مدرسة نهلت من معينها الكثير من دروس التربية والالتزام وأخذت دروسا عملية في معرفة قيم التكافل والرحمة والتسامح والتعاون بين الناس، خاصة عندما كنت أرى الناس يأتون إلى البيوت ليهنئون بعضهم بعضا بمناسبة شهر رمضان ويتبادلون الهدايا التي هي عبارة عن مختلف أنواع الأطعمة، وغير ذلك من العادات والتقاليد الطيبة التي تسود في الريف المصري».

ويعتبر مفتي مصر السابق، أن من أكثر الأسئلة التي يسأل عنها في شهر رمضان، هي عن صلاة التراويح وعدد ركعاتها، وأنه دائما يجيب عن هذه الأسئلة بأن أقل صلاة التراويح ثماني ركعات، وأكثرها لا حد له، وما عليه الفقهاء الأربعة هو أن تصلى عشرين ركعة. ويطلب من الإمام تخفيف الصلاة على المأمومين، وليس معنى التخفيف ما يفعله بعض الأئمة من الإسراع في صلاة التراويح إلى الحد الذي لا يتمكن معه المأموم من إتمام الركوع والسجود والطمأنينة، التي هي فرض تبطل الصلاة من دونه، بل التخفيف هو عدم التطويل مع إحكام القراءة وإتمام الأركان، والطمأنينة واحد من هذه الأركان.

* مفتي مصر السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر