دهس وفوضى بين المحتشدين من مهاجمي الثيران

21 جريحا في أسوأ أيام احتفالات الثيران في بامبلونا، أحدهم بين الحياة والموت

مهرجان الثيران في بامبلونا يمتد على مدى تسعة أيام (إ.ب.إ)
TT

في اليوم السابع، السبت، من احتفالات الثيران في مدينة بامبلونا، شمال إسبانيا، أدى التجمهر الكبير أمام باب ساحة الثيران إلى اصطدام الثيران مع الحشد الكبير، وكانت النتيجة النهائية جرح 21 شخصا، نقل أكثرهم إلى المستشفى، وأحدهم في حالة خطيرة جدا.

وحسب آخر تقرير طبي، فإن مواطنا (19 سنة) يصارع الموت حاليا، بسبب الاختناق والكسور التي تعرض لها، وهو يتنفس الآن بواسطة جهاز التنفس. كما أن هناك مواطنا من آيرلندا تعرض للاختناق، وهو بحالة خطرة. وجرح اثنان بعد تعرضهما لنطحات الثيران وهناك مواطن آخر تعرض لأزمة قلبية.

وكان الجمهور المحتشد خارج ساحة الثيران قد فاق العدد المعهود، وكان عليهم الدخول إلى الساحة قبل وصول الثيران، ولكن لاحتشاد جمهور غفير هذه المرة، بسبب مصادفة يوم السبت، وهو عطلة رسمية، عرقل عملية الدخول مما أدى إلى سقوط البعض على الأرض ومن ثم تعذر الدخول إلى الساحة، وعند وصول الثيران فوجئ المشاركون بأن الطريق مسدود أمامهم، فاصطدمت الثيران بالمتجمهرين، وساد الهرج والمرج، وبقي الكثيرون محصورين مع الثيران بلا حركة، مما اضطر المسؤولين عن السباق إلى فتح ممر آخر لتمرير الثيران منه إلى الساحة. وعلى الرغم من أن الحدث لم يستمر لأكثر من دقائق إلا أنه كان مفزعا جدا.

يشار إلى احتفالات الثيران في مدينة بامبلونا، المعروفة باسم احتفالات سان فرمين التي تجري بين يوم 6 و14 يوليو (تموز) من كل عام، ومن بين أبرز نشاطاتها إطلاق الثيران من مكان يبعد نحو تسعمائة متر عن ساحة الثيران، فتبدأ الثيران بالهرولة، عند الساعة الثامنة صباحا، في شوارع محددة في المدينة، وفي هذه الشوارع يحتشد الكثيرون ممن يودون المشاركة في السباق مع الثيران نحو ساحة الثيران، وخلال الطريق يسقط بعض المشاركين نتيجة نطحات الثيران أو التدافع بين المشاركين أنفسهم، وتنال هذه الاحتفالات التي تعود إلى العصور الوسطى اهتمام وسائل الإعلام، كما أن عدد السياح إلى هذه المدينة في هذه الاحتفالات يبلغ المليون.

يشار إلى أنه في تاريخ سباق الثيران الذي بدأ في عام 1910 لقي 15 شخصا حتفهم وفي كل عام يصاب ما بين 200 و300 شخص بجراح مختلفة وغالبا ما تكون إصابات طفيفة نتيجة السقوط على الأرض.

وعلى الرغم من خطورة السباق، إلا أن المشاركين يتهافتون سنويا للمشاركة به لشعورهم بالحماس وازدياد الأدرينالين في أجسامهم، وتقول الليدي إنتاليا بروكيت التي شاركت في سباقات أول من أمس، إنها شعرت بالخوف الشديد، ولكنها لا تندم على المشاركة ولو أنها لن تكرر المغامرة.

وزادت من شهرة هذا السباق رواية الكاتب الأميركي الراحل إرنست هيمنغواي وكتابه الذي أصدره عام 1926 بعنوان «ذا سان أولسو رايزيز» الذي يذكر في أحداثه قصة السباق الشهير واندفاع الثيران وملاحقتها المغامرين في أحياء بامبلونا الأثرية.