لماذا يقبل الأميركيون على أفلام نهاية العالم؟

مع أفلام الصيف الجديدة

TT

منذ بداية الصيف، وكما يحدث كل سنة، سارعت هوليوود، وبدأت في عرض الأفلام الجديدة، مستغلة موسم الإجازات، والجو المعقول بالمقارنة مع الشتاء. وكما يحدث كل سنة، تغلبت على الأفلام الجديدة الأفلام التي تدخل الخوف في قلوب الأميركيين. وخاصة الشباب والشابات.

تتقسم هذه إلى أنواع، منها: أفلام الكوارث الطبيعية، وأفلام غزو مخلوقات من الفضاء، وأفلام غزو أجنبي، أو غزو داخلي يسيطر فيه متطرفون على الولايات المتحدة، وأفلام نهاية العالم، خاصة بسبب نيزك من السماء، أو كويكب، أو مذنب.

خلال العشرين سنة الماضية، زاد الإقبال على أفلام ربما بسبب أخبار كثرة النيازك والكويكبات.

في سنة 1998، صدر فيلم «أرماغيدون» (نهاية العالم) عن طريق كويكب. وفي السنة الماضية، سجل فيلم «سيكينغ فريند» (البحث عن صديق) رقما قياسيا في الإقبال، وهو عن «ماتيلدا»، النيزك الذي يضرب الأرض.

غير أن أكثر من أثار ضجة هذا الصيف هو فيلم «استرويدز» (كويكب) لم يصدر بعد. لكنه أثار ضجة لأنه بدا، قبل سنوات، كلعبة إلكترونية. يواجه اللاعب الكويكبات الصغيرة وهي تأتي من كل اتجاه من الفضاء، ويحاول إنقاذ الكرة الأرضية.

وقال لورنزو بونافنتورا، مخرج الفيلم: «لا هم لنا غير (استرويدز). في الحقيقة، أنا أحب اسم الفيلم، ولا أكاد أتصور أبعاد هذا الفيلم». وعلى الرغم من أن المخرج قال إن الكوكب الصغير لن يضرب الأرض، ويهزها هزا، قال إن الفيلم عن حياة كويكب، ولم يحدد كيف ستكون نهاية الفيلم.

وقالت صحيفة «هوليوود ريبورتر»، التي تتابع أخبار الأفلام والتلفزيونات، إن فيلما عن الكواكب الصغيرة التي تجوب الفضاء، وبالقرب من الكرة الأرضية، ثم لا تضريها لن يكون فيلما ناجحا. وقالت: «يريد الناس الإثارة. يريدون معرفة ماذا سيحدث إذا أنهى كويكب الحياة على سطح الأرض. لا يريدون هجوم مذنب، يريدون هجوم كويكب».

هذا إشارة إلى الفرق بين «استرويد» (كويكب، جسم يطير في الفضاء) و«كوميت» (مذنب، جسم يدور بانتظام حول الشمس). الأول يطير يمينا ويسارا، ويمكن، نظريا على الأقل، أن يضرب الأرض. والثاني يمر بالأرض ولا يتوقع أن يضربها.

ليس الفيلم الجديد هو أول فيلم عن الكويكبات (وحتى عن المذنبات، لأن أفلاما غير واقعية صورت غزو مذنبات لكوكب الأرض).

في عام 1901، صدر فيلم بدائي اسمه «الرجل الأخير»، وفيه كويكب ضرب الأرض، وقتل كل الناس، ما عدا هذا الرجل، وفي عام 1933، صدر فيلم أبيض وأسود صامت عن قصة «عندما تتصادم عوالم» بسبب «الكوكب المتمرد برونسون ألفا» الذي تمرد على كواكب أخرى، ثم اتجه نحو الأرض. وضربها وأباد ما فيها، عدد قليل من الناس هربوا في سفينة فضاء إلى كواكب بعيدة. وفي عام 1961، صدر فيلم «هوت هاوس» حيث، فجأة، ارتفعت حرارة الشمس، وقتل ثلاثة أرباع سكان الأرض.

ثم جاءت سلسلة أفلام، مثل: فيلم «لوسفاير هامر» عن مذنب ضرب الأرض، وترك عددا قليلا من الناس على شواطئ ولاية كاليفورنيا، الولاية الذهبية. ومثل فيلم «ريماننتز» (بقايا)، إشارة إلى ما تبقى من الأرض والناس بعد أن ضرب الأرض كويكب.

وكتب جول اكينباك، محرر الشؤون الثقافية في صحيفة «واشنطن بوست»: «مذنبات، كويكبات، فيضانات، أعاصير. هل نحن مستعدون لمواجهة هذه الكوارث». وقال إنه من «ترف الحضارة الحديثة» أن تدمر نفسها على شاشات السينما والتلفزيون. وإن الناس، ربما لأنهم لا يستطيعون السيطرة على الكوارث الطبيعية، صاروا يمثلونها في السينما والتلفزيون ليقدروا أن يسيطروا عليها. وأضاف: «صرنا حضارة متطورة، لكنها لا تحس بالأمن».

وصار واضحا أن التطورات التكنولوجية خلال ربع القرن الماضي ساعدت العلماء، ليس فقط على متابعة الكواكب والنجوم والمجرات البعيدة والقريبة، ولكن، أيضا، على التنبؤ بما سيحدث من الآن، وحتى مائتي سنة مقبلة. وصارت مؤسسات حكومية، مثل وكالة الفضاء الأميركية، تنشر في مواقعها في الإنترنت تحركات الكويكبات، والمذنبات. مثل واحد يتوقع أن يمر على مسافة قريبة من الكرة الأرضية عام 2048.