مياه زمزم.. براءة من «الزرنيخ» ووقود للحجاج والمعتمرين

ارتبطت البئر بأعظم الشخصيات في التاريخ

TT

يهرع المصلون في مواسم العمرة والحج نحو ارتشاف مياه زمزم باعتبارها مياها مباركة وصحية يستعيض بها الجسم قدرته على القيام بشعائره الدينية باعتبارها وقودا صحيا للصائمين، مؤكدين براءتها من «الزرنيخ» وفق تقارير معملية مخبرية.

وقال علي الفضلي، أستاذ الشريعة الإسلامية وأصول الدين في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «إن زمزم هو اسم البئر التي توفر المياه لمليارات البشر، وقد شرب ماؤها بشغف عبر التاريخ، وخصوصا خلال موسم الحج»، واصفا بئر زمزم بأنها ارتبطت بأهم الشخصيات في التاريخ بدءا بإبراهيم ومرورا بإسماعيل، عليهما السلام، والنبي محمد، صلى الله عليه وسلم، وكذلك السيدة هاجر، رضي الله عنها.

وقال الفضلي، إنه تم في العهد السعودي الزاهر إعادة بناء موقع البئر، وهو المبنى الذي تم بناؤه في الأصل من قبل النبي آدم، عليه السلام، وبئر زمزم تقع نحو 20 مترا إلى الشرق من الكعبة بعمق 35 مترا وتعلوها قبة أنيقة، ولا تزال بئر زمزم معجزة يتدفق ماؤها إلى هذه الأيام.

وأشار الفضلي إلى أن الفرق بين ماء زمزم وغيره، يكمن في كمية الكالسيوم وأملاح المغنسيوم، حيث يكون محتواها أعلى في ماء زمزم، وفي ذلك سر رائع، حيث تستطيع تلك المياه إعادة النشاط والحيوية للمعتمر والحاج المنهك من أداء الفرائض، والأهم من ذلك احتواء مياه زمزم على مادة الفلوريدات، والتي تقوم بدور وفاعل وحيوي في عملية القضاء على الجراثيم بفعالية.

وأفاد الفضلي بأن مياه زمزم استطاعت المحافظة على نفس تركيبة الملح منذ أن جاء إلى حيز الوجود، وهي المعترف بها عالميا للشرب من قبل المسلمين، حيث تم الطعن بماء زمزم مرارا ولكن إرادة الله سبحانه كانت فوق كل افتراء، وهي مياه مباركة لا تتم معالجتها كيميائيا كما هو الحال مع المياه التي تضخ في كثير من المياه التي تتعرض إلى النمو البيولوجي والنباتي.

بدوره، قال سليمان أبو غلية، مدير مكتب الزمازمة الموحد في حديث لـ«الشرق الأوسط»، إن «مياه زمزم خالية من أي مواد بكتيرية أو ملوثة، وإن كل التقارير التي صدرت في وقت سابق عن مزاعم تلوثها هي عارية عن الصحة، وتفتقر للموضوعية، ولا يمكن الاعتداد بها مطلقا، لأن الحكم على بعض العلب الملوثة جراء سوء النقل، لا ينضوي تحت الحكم على طهر ونقاء هذه المياه».

واعتبر أبو غلية أن «السعودية برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله - ومن خلال كثير من التحاليل أجريت وهيئة المساحة الجيولوجية تقوم بعمليات متوالية للفحص المخبري الدائم لمياه زمزم، وأيضا من خلال التحاليل التي دائما ما تظهر في تلك المعامل، ولم يسجل ظهور أي ارتفاع لمواد ضاره بصحة الإنسان، مبينا أن أكبر عقبة تعتري مياه زمزم، هي وجود الباعة المتجولين في الطرقات، على الرغم من الجهود المضنية في مكافحة الظاهرة».

من جهته، أكد الدكتور إبراهيم الحربي، رئيس قسم العيون في مستشفى النور التخصصي في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، أن «مياه زمزم مياه مباركة، كرمها الله من سابع سماء، وهي تحتوي على الكثير من المعادن التي يحتاجها جسم الإنسان، وطبيا أثبتت الدراسات والبحوث التي قامت عليها كبار المعامل المتخصصة في تحلية المياه قدرة مياه زمزم على تزويد جسم الإنسان بالطاقة دون أي مضاعفات جانبية»، مؤكدا أنه على سبيل المثال، وعلى الرغم من قوانين الولايات المتحدة تمنع استيراد المياه من الخارج، إلا أنها ومن خلال الكثير من الأبحاث العلمية التي أجرت على مياه زمزم تأكد لها أنها مياه صحية، ما لم تتعرض لسوء النقل، والذي يتسبب فيه للأسف الكثير من المعتمرين والحجاج.

وأفاد الجابري بصرف النظر عن قدرتها في أن تكون وجبة غذائية متكاملة، فإن الفوائد الصحية المعروفة عن زمزم كثيرة وواسعة، وقدرتها الواسعة على شفاء الأمراض لحديث النبي، صلى الله عليه وسلم: «ماء زمزم لما شرب له»، فهو شاف لجميع الأمراض بنصوص نبوية لا تنطق عن الهوى، وكثيرا ما يطلب المعتمرون والحجاج من جميع أصقاع الأرض، هذا النوع من المياه، لإيمانهم العميق بأهميته وقدرته الخالصة على الشفاء، وخلال موسم الحج والعمرة، ينصح الأطباء الحجاج والمعتمرين من الإكثار من شراب زمزم لإرواء العطش وتعويض كمية الأملاح والمعادن التي فقدها الجسم جراء ساعات المشي الطويلة.