القنوات المغربية تراهن في رمضان على وقت الذروة لتحقيق أكبر نسب مشاهدة

الكاميرا الخفية والدراما الكوميدية من أكثر البرامج الناجحة

TT

تقدم القنوات المغربية برامج خاصة خلال شهر رمضان يكون فيها التنافس على أشده، بيد أن كل قناة تسعى إلى التميز وتحقيق نسب مشاهدة كبيرة خاصة في وقت الذروة الرمضانية، أي قبل وبعد الإفطار إلى منتصف الليل، حيث تتنوع وتختلف البرامج بين الأفلام والمسلسلات والبرامج الكوميدية والعروض الترفيهية، إضافة إلى السهرات والمسابقات والبرامج الدينية، ومعظمها عروض جرى إعدادها خصيصا لشهر رمضان كما دأبت على ذلك القنوات المغربية في كل سنة.

ولعل الجديد في هذا الشهر يكمن في إنتاجات مغربية سيجري عرضها لأول مرة على القنوات التلفزيونية المغربية حصريا، تراعي شتى مظاهر التنوع ومختلف أذواق وتطلعات أوسع فئات المشاهدين، وترتكز على جديد الإبداع المغربي بمشاركة نجوم مغاربة مفضلين لدى الجمهور من مبدعين وفنانين ومخرجين متميزين ومواهب صاعدة جديرة بالاكتشاف، وأسماء كوميدية لها إسهاماتها النوعية.

وأوضح مسؤولو البرمجة في القناة الثانية أنهم يراهنون خلال شهر رمضان على وقت الذروة لتحقيق أكبر نسب مشاهدة، مضيفين أن القناة في السنة الماضية شهدت جذب اهتمام 17 مليونا ونصف المليون مشاهد على مدار اليوم. وحول ما يميز برمجة هذه السنة، قال المسؤولون: «خصصنا أكثر من 85 في المائة من المواد المقترحة على مدار اليوم للمنتج الوطني، علما بأن هذه السنة ترتفع لتصل إلى 100 في المائة خلال الفترة الممتدة ما بين السادسة مساء إلى حدود الفترة ما بعد منتصف الليل». كما أكدت كل من القناتين الأولى و«ميدي 1 تي في» رهانهما على الإنتاج المغربي، دعما وتشجيعا له.

وتحظى الأعمال الفنية ذات الطابع الفكاهي بالأولوية ضمن برمجة القنوات المغربية خلال فترة الذروة الرمضانية، خصوصا الكاميرا الخفية والدراما الكوميدية التي تعتبر من أكثر البرامج الناجحة نظرا لتتبعها بنسب عالية. وفي هذا السياق، تطل القناة الأولى في شهر رمضان على مشاهديها بعدة أعمال درامية، تشمل الكاميرا الخفية والسيتكوم والسلسلة، حيث تفتتح الكاميرا الخفية «الكاميرا دارتها بيا» فترة الذروة، وهي من إخراج جميلة البرجي، ومن بطولة عبد القادر مطاع وعبد الخالق فهيد ومحمد الخياري وثلة كبيرة من الفنانين المتميزين. وبعد ذلك، يلتقي المشاهدون مع إحدى اللحظات القوية من الشبكة الرمضانية، ويجسدها سيتكوم «راس المحاين» الذي يشمل الكثير من المواقف الهزلية الرائعة، وهو من إخراج هشام جباري وبطولة كمال الكاظمي المعروف بـ«حديدان» وإلهام واعزيز وعزيز دادس ومجيدة بنكيران وغيرهم.

وتقدم القناة الثانية جديد الفكاهة والترفيه والمسلسلات الكوميدية عبر الكاميرا الخفية التي ضمت سلسلتين، أولهما «الكاميرا المجنونة»، وهي سلسلة فكاهية وترفيهية جديدة اكتشفت في أول حلقة على القناة، وثانيها «جار ومجرور» التي حظيت بنسب مشاهدة قياسية خلال الموسم الماضي بلغت 64 في المائة (8 ملايين مشاهد)، وبأعلى نسبة متابعة خلال السنوات الخمس الأخيرة، وسيكون جديدها هذه السنة أن الكثير من الشخصيات المعروفة على الساحة الفنية العربية ستكون ضحية المقالب الهزلية المثيرة التي ستنصب لهم من نظرائهم المغاربة. إضافة إلى سلسلة جديدة في 30 حلقة من ثلاث دقائق بعنوان «لكوبل» تجمع جنبا إلى جنب كلا من الفنان الكوميدي حسن الفذ والفنانة دنيا بوطازوت، لتشخيص أدوار صيغت بكتابة إبداعية غاية في الدقة. وكذا سكيتشات هزلية بعنوان «حال وأحوال» مبرمجة يوميا خلال فترة الإفطار، من إخراج لطيف لحلو. وهي تقربنا من تفاصيل الحياة الأسرية لثلاثة أزواج عبد الإله عاجل وفضيلة بنموسى وبشير واكين وسناء موزيان وأنس الباز ونادية كوندة ويمثلون فئات عمرية وشرائح اجتماعية مختلفة، مع إلقاء الضوء عبر مجموعة من المشاهد المستقاة من خضم المعيش اليومي على بعض ملامح ومشكلات الحياة الزوجية بالمغرب.

كما تتضمن الكوميديا الاجتماعية في برمجة القناة الثانية ثلاث مسلسلات «نشركو الطعام» و«حديدان» و«الحسين والصافية»، وهي حلقات تتسم بالكثير من الفكاهة والتسلية والمغامرات الشقية المستلهمة من التراث ومناحي العيش في المغرب.

أما قناة «ميدي 1 تي في»، فقد كشفت ضمن برامج الكوميديا الاجتماعية عن سلسلة جديدة اعتبرتها إبداعا مغربيا 100 في المائة، تحمل عنوان «مينة» وهي كوميديا من نوع جديد، شكلا ومضمونا. استلهمت روحها من موضوع «التبركيك» (وتعني النميمة)، باعتباره خصوصية ثقافة محلية ومن المواضيع الاجتماعية الآنية التي يعيشها النسيج الاجتماعي المغربي بصفة عامة، مثل علاقة المدير بالموظفين ووضعية الخريجين الشباب وعلاقة المرأة بالرجل وكذا دور المرأة في الأسرة. كما أن أحداث هذه السلسلة مستقاة مباشرة من الحياة اليومية للمجتمع المغربي، مع أداء فني عصري وكوميدي محض. وأوضح مسؤولو القناة أن «مينة» كوميديا موجهة لجميع أفراد العائلة للحظات كوميدية رائعة كل يوم عند الإفطار وكل حلقة تدوم 13 دقيقة.

والسلسلة عبارة عن كتاب ذكريات لمينة، تتقاسمها هذه الأخيرة مع أختها التي تعيش في الخارج عبر كاميرا الويب، إذ تحكي لها عن حياتها وأفكارها وكذا حياة الآخرين، وكيف تجعل العائلة التي تشتغل لديها من «التبركيك» (النميمة) رياضة وطنية بامتياز من أجل كسر رتابة الحياة اليومية التي تعيشها. ويمثل تبادل القيل والقال بين الشقيقتين نمط عيش لشرائح واسعة من المجتمع المغربي، إذ يكون الفضول هو الشغل الشاغل للبعض، الذين يتطلعون دوما لمعرفة المزيد عن الآخرين من أجل إبطال الإحساس بالوحدة.

من جهة أخرى، سيكون المشاهدون للقنوات المغربية على موعد مع برامج أخرى متنوعة تشمل الأفلام والمسلسلات والبرامج الدينية والثقافية والوثائقية، إضافة إلى العروض الفنية والسهرات الموسيقية.