السفرة الرمضانية في الحرم المكي.. أرقام قياسية في الطول والزمن

سبع دقائق فقط لطي سفرة مليوني معتمر

صائمون في انتظار أذان المغرب (تصوير: أحمد حشاد)
TT

قد تكون مائدة الإفطار في الحرم المكي الشريف، أسرع مائدة في العالم، متى ما روعي اتصالها وامتدادها في جميع جنبات وأطراف المسجد الحرام، ضاربة أقصر بعد زمني في طي مائدة مليوني شخص في سبع دقائق فقط.

وحينما تقترب أكثر من امتداد الموائد الرمضانية الذي تشرف عليه إمارة منطقة مكة المكرمة، تولت لجنة السقاية والرفادة فيها تنظيم هذه الموائد الرمضانية، ويتولى المستودع الخيري وعدد من المؤسسات الخيرية وبعض الجهات الرسمية الإشراف المباشر على عملية الإفطار بطرق علمية وممنهجة.

سلة الفطور التي تعج بصحون التمر واللبن والكعك والقهوة، اختيرت بعناية للحفاظ على القيمة الغذائية الصحية للمعتمرين من ناحية، وللحفاظ على نظافة وقدسية المسجد الحرام من جهة أخرى، في ظل وجود الآلاف من العمالة المدربة على النظافة في المسجد الحرام، ناهيك عن فرق تطوعية تجند نفسها في كل المواسم الرمضانية.

وما إن يعل ويصدح صوت الأذان في أروقة المسجد الحرام مع غروب الشمس، في أجواء روحانية قل مثيلها، تتحول كل تلك المشاهد إلى تطبيق عملي وعلمي واضح بفعل تأثير الثانية على مجريات الإعداد والتجهيز والطي السريع المراعي لترك مساحات كافية للصفوف المتوازية في ساحات الحرم المكي.

المدفع الرمضاني الذي اعتاد العالم الإسلامي أجمع سماعه، تنقله كاميرات التلفزة إلى جميع أصقاع الأرض مؤذنا بأجواء إيمانية متفردة، وعلى الهواء مباشرة، لحظة إطلاقه، عرف عنه ظهوره في غرة الشهر الفضيل، واختفاؤه طيلة أيام السنة، بالإضافة إلى استثماره في الأعياد إيذانا بدخول العيدين السنويين، والمدفع الذي لن يتوانى عن الأنظار طيلة 30 عاما الماضية بقرابة 4500 طلقة صوتية على الرغم من وجوده مدة أكثر من 30 عاما الماضية، ولكن على أقل تقدير فهو لم يختف عن النظر طيلة الـ3 عقود الماضية.

الشركة التي تقوم بتوسعة صحة المطاف حاليا في الحرم المكي راعت قدرة المصلين على القيام بعملية الطواف وترك مساحات ملائمة للإفطار، دونما تأثر وسيستمر ذلك وفق الخطة الزمنية التي أعدت في هذا السياق وسيتم تنفيذ المشروع بها على أعلى مستوى من الجودة، كما سيتم وضع الحلول اللازمة لانخفاض منطقة الطواف أثناء سير المشروع.

خطة الرئاسة تعني تحديد الطرق والمداخل والمخارج المؤدية من وإلى المسجد الحرام، وأماكن العمل واتجاه العاملين وطرق تحركهم أوقات الذروة، وأن ذلك سيحد من تدافع الحشود وسلاسة الحركة، حيث تم استخدام أفضل الرافعات على مستوى الشرق الأوسط.

تلك الإجراءات بنيت على خطط استراتيجية بعيدة المدى من شأنها بلورة مفهوم عمليات إحلال المشاريع الاستراتيجية في تنظيم الكتل البشرية داخل صحن الطواف.

واعتادت الرئاسة العامة لشؤون الحرمين وعن طريق أبوابها المختلفة، منع جميع المأكولات الخارجية التي قد تؤذي المصلين، وتعيق من حركتهم، وهي إجراءات تلاقي استحسانا كبيرا من كثير من المصلين في خطوة تهدف إلى الحفاظ على قدسية المكان وطهارته.

عشر دقائق فقط، هي الفاصل بين أذان صلاة المغرب وإقامة الصلاة، لكنها ليست دقائق عادية داخل أروقة المسجد الحرام، حيث تشكل خطا فاصلا، تجند فيه كل الطاقات البشرية والتقنية من أجل جمع بقايا الموائد الرمضانية المنتشرة في جميع جنبات المسجد الحرام.

وتقسم الرئاسة العامة لشؤون الحرمين المسجد الحرام إلى عدة أجزاء لتقوم أعداد كبيرة من المشرفين وعمال النظافة بعد ذلك في ظرف هذا الوقت فقط بتمشيط ساحات الحرم وداخله، ولتكون الأجزاء والمواقع التي أفردت فيها الموائد الرمضانية، ساحة لمسابقة عقارب الثواني وقرائن تحد للعاملين على خدمة ضيوف الرحمن. وتطوق الرئاسة في وقت قياسي الموائد الرمضانية بشريط حزامي في حالة استنفار بالكامل ليتسنى بعدها تنظيف أروقة المسجد الحرام والصلاة فيه وهو في كامل نظافته، خاصة عقب قرار منع دخول أي نوع من المأكولات إلى المسجد الحرام عدا التمر والماء والقهوة.

من جانبها دعت إمارة منطقة مكة المكرمة لضرورة الالتزام بمعايير معينة في الإفطار، يأتي أهمها أن تلتزم كافة الجهات المشاركة في تقديم الإطعام الخيري (إفطار صائم) بمواقعها المحددة لها بموجب الخرائط التي تعدها الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام خلال موسم شهر رمضان لهذا العام، وإلزام لجنة السقاية والرفادة لكافة الجهات المشاركة في تقديم الإطعام الخيري (إفطار صائم) في ساحات المسجد الحرام بتغطية توسعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز خلال شهر رمضان لهذا العام، بالإضافة إلى قيام اللجنة الإشرافية بتشكيل فريق عمل ميداني مهمته سحب عينات عشوائية من الوجبات التي تقدمها الجهات الخيرية والمؤسسات والأفراد في الساحات ونقاط الفرز، وقيام لجنة السقاية والرفادة بإلزام كافة الجهات المشاركة في تقديم الإطعام الخيري (إفطار صائم) بساحات المسجد الحرام وأن تحتوي الوجبة على أربعة أصناف فقط هي (ماء وتمر وكروسون وعصير طبيعي) ومغلفة تغليفا آليا وحاصلة على شهادة الأيزو، وإلزام كافة الجهات المشاركة في تقديم الإطعام الخيري (إفطار صائم) بتزويد اللجنة الإشرافية ببيان يوضح فيه إجمالي عدد الوجبات المقدمة بساحات المسجد الحرام لكل موقع من المواقع المسلمة لهم وببيان يومي يوضح فيه إجمالي ما تم توزيعه طيلة شهر رمضان، وقيام إدارة الساحات بالمسجد الحرام بجرد كميات الوجبات بشكل عشوائي وتقديم تقرير بذلك للجنة الإشرافية لمطابقتها مع بيان الأعداد المقدمة من قبل الجهات الخيرية.