الصحافيون والمصورون يتحولون إلى مادة إعلامية بعدما نفدت الأخبار

انتظروا ثلاثة أسابيع أمام المستشفى ولم تلد كيت ميدلتون بعد

الصحافيون يتنظرون خارج مبنى مستشفى سانت ماري بفارغ الصبر (رويترز)
TT

بعد أكثر من أسبوعين من الانتظار مقابل مدخل جناح ليندو في مستشفى سانت ماري في بادينغتون، بغية التقاط أول صورة لطفل كيت ميدلتون وزوجها ابن ولي العهد البريطاني الأمير ويليام، لم يحدث أي شيء ولم تتم الولادة حتى كتابة هذه السطور، والسبب يعود إلى شحة المعلومات التي وزعها قصر باكينغهام حول ميعاد الولادة المحدد لكيت مما اضطر الصحافيين والمصورين من شتى وسائل الإعلام البريطانية والعالمية إلى نصب الخيام والانتظار، إلا أن الانتظار طال، والتكلفة زادت عما كان متوقعا مما اضطر جميع الصحافيين والمصورين والمراسلين المرابطين خارج المستشفى إلى خلق القصص إلى حين أن تتم الولادة المنتظرة. وكانت النتيجة تغطية إعلامية جديدة من نوعها، تبادل فيها الصحافيون الأدوار وأصبحوا يجرون المقابلات الصحافية مع بعضهم البعض، في محاولة منهم جميعا لنشر مادة صحافية مفيدة، فقام المراسلون التلفزيونيون بمقابلات لصالح وسائل الإعلام المرئية مع مصورين يعملون في وكالات الأنباء، وصحافيين ومراسلين يعملون في وسائل إعلام أجنبية أخرى، وجميع المقابلات كانت تدور حول كيف يقضي الصحافيون أوقاتهم خارج المستشفى بعدما طال الانتظار.

وشاهد أكثر من 150 ألف شخص بثا مباشرا على مدار الساعة منذ مساء الأربعاء الماضي على موقع صحيفة «الصن»، لمدخل المستشفى الواقع في الوقت الذي تزداد فيه الإثارة بشأن المولود.

وتوقعت وسائل الإعلام أن يكون الثالث عشر المنصرم من الشهر الحالي هو التاريخ المتوقع للولادة، وجاءوا بهذه النظرية بعدما صرحت كيت ميدلتون خلال إحدى الزيارات بأنها تنتظر المولود أو المولودة (لا تعرف جنس الطفل) في منتصف يوليو (تموز). إلا أن هناك أنباء شبه مؤكدة تفيد بأن أمس كان التاريخ الرسمي الذي أعطي لدوقة كمبردج ويتوقع البعض أن تتم الولادة في مطلع الأسبوع المقبل.

وصرح أحد المصورين الصحافيين الذين وصلوا إلى المكان في الثلاثين من يونيو (حزيران) الماضي، أنه يعمل بالمناوبة مع زميل له، فيقضي دوام عمله على مدى 12 ساعة متواصلة وبعدها يأتي زميله ليحل مكانه في البقعة المخصصة لوكالة الأنباء التي يعملان فيها.

وقال المصور كيلفن بروس إنه يقضي وقته في اختبار عدسة كاميرته، حتى تكون حاضرة في اللحظة الحاسمة، وتحدث عن المنافسة قائلا: «لا مجال للمنافسة هنا، فالجميع سيحصلون على صورة للمولود، وإذا لم يستطع المصور التقاط صورة جيدة فهذا يعني أنه لا يستحق بأن يكون مصورا».

وقال مراسل لإحدى شبكات التلفزة الألمانية إنه يقضي وقته في القراءة، وانتهى للتو من قراءة الكتاب الرابع، ولم يبد أي نوع من التأفف لا بل قال إن هذه المناسبة هي فرصة العمر في مجال العمل، لكنه قال إن الطقس الحار جعل الجلوس على الرصيف أمرا صعبا بعض الشيء، خاصة أن بريطانيا تشهد موجة حر لم تشهدها البلاد منذ 250 عاما.

وتم تنظيم عملية توزيع نقاط التمركز بطريقة لافتة، فكتب على الأرض اسم كل وسيلة إعلام، ولا يجوز لأي إعلامي أو صحافي أو مصور خرق الخطوط المرسومة على الأرض والتعدي على الآخرين، فالجميع يجلسون مقابل مبنى المستشفى إنما الأفضلية فقد أعطيت للصحافة المحلية.

المشهد أمام المستشفى مثير جدا خاصة لمحبي التكنولوجيا وآخر ما آلت إليه تصميمات الكاميرات، فترى العدسات التي يتعدى طولها الستين قدما، وتم اختيار مصورين مخضرمين يتمتعون بباع طويل في مجال التصوير الصحافي.

وإضافة إلى مشهد الصحافيين وتحولهم إلى مادة صحافية دسمة، هناك مشهد آخر لأنصار العائلة المالكة المواظبين على الانتظار لرؤية الطفل الأكثر شهرة في العالم، ونشرت صور أمس لشبيه للأمير ويليام وهو يحمل في يديه وجبة كاري جاهزة، وأفاد التعليق بأن شبيه الأمير ويليام يدعو الدوقة إلى أكل الكاري لتسريع عملية الولادة، فهناك من يعتقد أن المأكولات الحريفة تسرع الولادة، وهناك شبيه آخر للأمير هاري خارج المستشفى يقول: «لا يسعني الانتظار لأصبح عما».

البريطانيون متفائلون وهناك شعور بالفرح يعم البلاد فالجميع بانتظار ولادة الطفل الملكي الذي سيكون في المرتبة الثالثة لتولي العرش وسيحل محل العم الأمير هاري ليدفعه إلى المرتبة الرابعة بغض النظر عن جنسه.