أفلام الصيف الكبيرة تتساقط والصغيرة تطفو

شباك التذاكر: هل هي بداية نهاية الصيف الساخن؟

«المناشدة»: يربح الأسبوع
TT

هذه هي المرة الثالثة منذ بداية الصيف التي ينجز فيها فيلم قليل التكلفة، خالٍ من عناصر الإبهار الكبيرة والمؤثرات الخاصة، نجاحا يعجز عنها الفيلم ذو الميزانية الباهظة. الفيلم هو «المناشدة» الذي لم تزد فاتورته الإجمالية عن 20 مليون دولار تكفلت بها شركة «نيولاين سينما» لحساب شركة إنتاج من تكساس اسمها «أفرغرين ميديا غروب». في حين سقط، وعلى نحو مؤكد، فيلم خيالي - علمي مع جنون كوميدي بعنوان «R.I.P.D» تكلف 130 مليون دولار لصنعه.

في الأسبوع الماضي، ألحق فيلم صغير نسبيا هو «ناضجون 2» (Grown Ups 2) هزيمة بفيلم «باسيفيك ريم»، الذي بلغت تكاليف إنتاجه 180 مليون دولار.

قبل ذلك بأسبوعين فوجئ صانعو فيلم «سقوط البيت الأبيض» (إنتاج وإخراج رونالد إيميريش وآخرين لحساب كولومبيا) بأن الساقط في الخانة الحمراء ليس سوى الفيلم المكلف الذي وصلت كلفته إلى شمال الـ150 مليون دولار. رابح تلك الجولة لم يكن فيلم صغير الكلفة، لكنه لم يكن عملاقها أيضا وهو «جامعة الوحوش» الأنيماشن.

ما هو مميّز بالنسبة لفيلم «المناشدة» هو أنه فيلم رعب (التي كانت بدورها بدأت تشهد حالة فتور قبل بضعة أشهر) كان أخذ يشهد حركة نشطة على الإنترنت واستقبل بحشد من الفضوليين حين قامت الشركة بإجراء بعض الاختبارات تمهيدا لتسويقه. هذا النجاح استثنائي إلى حد كون العادة جرت أن تنأى أفلام الرعب بنفسها عن موسم الصيف الثقيلة بالإنتاجات الكبيرة من نوعي الأكشن والخيال العلمي. وربما عنصر الاستثناء هذا هو الذي لعب الدور الفاعل في إنجاح «المناشدة»، في حين أدى تكاثر الأفلام الكبيرة، من دون أن تأتي غالبا بإضافات جديدة، إلى تساقطها كثمار شجرة دخلت خريفها.

وبنظرة سريعة، يمكن الكشف عن أهم الأفلام الضخمة التي عرضت منذ مطلع يناير (حزيران) ونتائجها التجارية:

* بعد الارض (After Earth)

* أنتجته كولومبيا، وقام ببطولته ول سميث وابنه جادن، وكان من الخيال العلمي حول تحطم مركبة فضائية فوق سطح الأرض بعد مئات السنين من اليوم، ومغامرة الصبي لاستعادة صندوق إرسال سيساعده وأباه على الاتصال بالنجدة. تكلف الفيلم 130 مليونا، وحصد أقل من 60 مليونا في الولايات المتحدة.

* الآن تراني (Now You See Me)

* «الآن تراني» هو فيلم حركة (بلا بركة) حول مجموعة من السحرة يستطيعون سرقة أي مصرف في العالم من دون مغادرة مكانهم. كذلك الفيلم لم يستطع مغادرة مكانه وانتهى بإيراد لم يزد عن 113 مليون دولار، في حين أن تكلفته تجاوزت 80 مليون دولار، أي أنه كان بحاجة إلى 160 مليونا من الإيرادات المحلية قبل أن ينضم لقافلة الأمان.

* رجل من حديد (Man of Steel)

* فيلم سوبرمان الجديد «يونيفرسال» حط في منتصف شهر يونيو (حزيران) حاملا وعدا من وعود الصيف الأساسية. تكلف 225 مليون دولار وسجل للآن 283 مليونا في الولايات المتحدة. الفارق ضئيل ولا يكفي لسد الثغرة، ولولا السوق الخارجية التي أودعت نحو 380 مليون دولار في حسابه لكان من تلك الأعمال الخاسرة بالتأكيد.

* الحرب العالمية زد (World War Z)

* فيلم رعب إنما بحجم كبير أنتجه براد بت ووزّعته «باراماونت»، وتتراوح كلفته ما بين 175 و200 مليون دولار كونه دخل مرحلة متاعب خلال التصوير. مثل «رجل من معدن» لا يمكن اعتبار هذا الفيلم فشلا، لكنه بالتأكيد وقف عند حافّة الفشل عندما لم تتجاوز إيراداته العالمية 432 مليون دولار بما فيها 187 مليونا من الولايات المتحدة.

* سقوط البيت الابيض (White House Down)

* «سقوط البيت الأبيض» هو أبرز «سقوط» بالفعل. تكلّف أكثر من 150 مليون دولار لصنعه، ولم تتجاوز إيراداته حتى الآن، وبعد شهر من عروضه، أكثر من 88 مليون دولار. أكشن حول المقاتل الفريد الذي ينقذ رئيس الجمهورية وينقذ البيت الأبيض ثم واشنطن ثم أميركا بل والعالم بأسره من الدمار الشامل.. ولو أن الفيلم لم يستطع أن ينقذ نفسه.

* الحارس الوحيد The Lone Ranger

* عمليا هو الأعلى تكلفة، إذ صرفت «ديزني» عليه 250 مليون دولار (غير تكاليف الحملة الإعلانية)، لكنه لم يسترجع من السوق أكثر من 129 مليونا حتى الآن. وسترن مع جوني دَب في واحدة من وصلاته الساخرة التي اعتادها. الجمهور فضل فيلم الكرتون «يا لحقارتي 2» الذي حل أولا.

* حدود الباسفيك (Pacific Rim)

* أنتجته «وورنر» بتكلفة وصلت إلى 130 مليون دولار، لكنه تكسّر عند صخور إيرادات الأسبوع الماضي منجزا فيه 37 مليون دولار. عليه أن يقطع أشواطا طويلة قبل إنجازه مبلغا يقترب من الفاتورة التي يحملها فوق كاهله. وليس خافيا أن شركة «يونيفرسال» المنتجة والموزّعة هنا سحبت دعمها الترويجي لهذا الفيلم، حالما أدركت احتمالات تعثره فوفرت على نفسها نحو 50 مليون دولار (على الأقل) من حملات الدعاية والإعلام. من ناحية أخرى، «يونيفرسال» هي صاحبة الحظ الأفضل على الرغم من مشكلاتها مع «R.I.P.D»، ذلك لأنها أعلنت في مطلع هذا الأسبوع أنها حققت مليار دولار منذ مطلع السنة، وبذلك هي الشركة الهوليوودية الثانية هذا العام التي تخترق «سقف المليار». الثانية هي «وورنر» وذلك للعام الثالث عشر على التوالي، وعلى الرغم أيضا من مشكلاتها مع «باسيفيك ريم». على أن الفشل المتلاحق للأفلام الكبيرة يثير السؤال حول ما إذا كان موسم الصيف، كحالة رواج سينمائي مناسبة ومخصصة للأفلام الكبيرة، قد شارف على الانتهاء. الواقع أن أحدا لا يستطيع الإجابة عن هذا السؤال، لأن ما قد يفشل اليوم ينجح في الغد، والعكس صحيح. ما هو مؤكد أن الأمل الآن معقود بالأفلام الصيفية التي ستتوالى فيما تبقى من هذا الشهر والشهر المقبل، أي قبل دخول موسم الخريف المعروف بأنه موسم الجوائز والمهرجانات. وأول هذه الأفلام «وولفرين» الذي يقود بطولته هيو جاكمن وتوزّعه شركة «فوكس»، والذي بلغت تكلفته 100 مليون دولار، يتطلع لاستثمارها بين هواة النوع والراغبين في مواصلة الإقبال على سلسلة فحواها أن «وولفرين» رجل يحمل مخالب من فولاذ تبرز من بين أصابعه عندما يغضب.. فهل للفيلم مخالب بالقوة ذاتها؟

* العشرة الأولى هذا الأسبوع

* المركز الأول من نصيب «المناشدة» The Conjuring: حكاية رعب حول أرواح تعيش وسط عائلة نزحت إلى منزل ريفي.. جلب 41 مليونا و530 مليون دولار في أسبوعه الأولى (نيولاين سينما).

* فيلم الأنيماشن Despicable Me تراجع إلى المركز الثاني مسجلا 25 مليون دولار وجامعا في ثلاثة أسابيع 276 مليونا حتى الآن («يونيفرسال»).

* يذهب المركز الثالث إلى ثاني الأفلام الجديدة (من أربعة) وهو أنيماشن بعنوان «توربو» («فوكس»). سجل 21 مليونا و500 ألف دولار.

* «الناضجون 2» يهبط إلى المركز الرابع من الثاني بعشرين مليون دولار جامعا في أسبوعين قرابة 79 مليون دولار («كولومبيا»).

* الفيلم الجديد الثالث هو «حمر 2» الذي جلب مجموعة من ممثلي الأمس (هيلين ميرين، جون مالكوفيتش، وبروس ويليس) ومنحهم أدوارا جاسوسية وقتالية غير مقنعة. إيراد الافتتاح بلغ 18 مليون دولار («سامت إنترتاينمنت»).

* بعد أسبوعين من عروضه يهبط «باسيفيك ريم» («وورنر») إلى المركز السادس (من الثالث) حاصدا في أسبوعين 68 مليونا. إيراد هذا الأسبوع 16 مليون دولار.

* The Heat في المركز الثامن منحدرا من الثامن. هذا الفيلم الكوميدي غير المكلف جمع ساندرا بولوك وماليسا مكارثي والجمهور أحب الثنائي. هذا الأسبوع: تسعة ملايين و250 ألفا وحتى الآن 129 مليونا («فوكس»).

* وإلى المركز التاسع ينتقل World War Z حاصدا حتى الآن 187 مليون دولار من الولايات المتحدة وأكثر منها بقليل من أنحاء العالم. إيراد هذا الأسبوع خمسة ملايين دولار («باراماونت»).

* الفيلم الكرتوني «جامعة الوحوش» ينتقل من المرتبة السادسة إلى العاشرة بخمسة ملايين دولار أيضا، لكنه يقف بين الفائزين كونه حقق حتى الآن 249 مليون دولار في ثلاثة أسابيع («والت ديزني»).