مسجد فيصل تحفة معمارية فريدة وقبلة الباكستانيين في رمضان

يمكن رؤيته في أفق العاصمة إسلام آباد على بعد عدة أميال

TT

يجذب مسجد فيصل المهيب الذي يمكن رؤيته في أفق المدينة على بعد عدة أميال مئات المصلين من جميع أنحاء العاصمة الباكستانية إسلام آباد، لأداء صلاة التراويح في رمضان.

ويقول طاهر صديق المسؤول عن تنظيم الفعاليات الرمضانية داخل المسجد، لصحيفة «الشرق الأوسط» إن أعداد المصلين في تزايد مستمر، حيث يرتفع عدد مرتادي المسجد من عدة مئات في الأسابيع الأولى من الشهر إلى آلاف خلال الأيام الثلاثة الأخيرة.

ويقع المسجد شمال العاصمة الفيدرالية الباكستانية. في نهاية شارع فيصل أقصى شمال المدينة عند سفح تلال مارجالا، والسفوح الغربية لجبال الهيمالايا.

ونتيجة لابتعاده عن الأحياء السكنية في المدينة، لا يشهد المسجد في العادة إقبالا كبيرا من الأفراد في باقي أيام العام. إضافة إلى احتواء كل قطاع من إسلام آباد على مسجد حكومي ومئات المساجد التي شيدها الأهالي في المدينة. لذلك لا يأتي خيارا رئيسا للباكستانيين لأداء الصلاة في الأيام العادية.

ولكن المشهد في رمضان يختلف كلية، فيقول طاهر صديقي: «يختلف عدد المصلين في أيام الأسبوع.. لكن أعداد المصلين تصل في نهاية عطلة نهاية الأسبوع إلى ألف شخص».

تغص الصفوف الستة الأولى داخل القاعة الرئيسة التي صممت على شكل كرة أرضية بالمصلين خلال الأيام الأولى من شهر رمضان المبارك. وتستقبل أنظمة الضوء والصوت القوية داخل القاعة المصلين لدى دخولهم القاعة الرئيسة لأداء صلاة التراويح.

لكن أعداد المصلين تبدأ في التزايد بشكل كبير مع بداية الأسبوع الأخير من الشهر الكريم. ويشهد المسجد احتشاد المصلين بأعداد كبيرة لا من إسلام آباد وحدها، بل من جميع أنحاء البلاد.

وأضاف صديقي: «خلال السنوات الثلاث الماضية، استقبل المسجد 30 قارئا من جميع أنحاء البلاد، يختمون القرآن في الأيام الثلاثة الأخيرة من شهر رمضان. ويشارك في إمامة صلاة التراويح الأشخاص الذين اختارتهم وزارة الشؤون الدينية في المسابقة التي تجري على مستوى باكستان إلى جانب الأئمة المحليين. وينقل التلفزيون الباكستاني صلاة التراويح في الأيام الثلاثة الأخيرة من الشهر».

صمم مسجد فيصل المهيب في الأساس ليكون «مسجدا وطنيا» في منتصف السبعينات. وقال مسؤول باكستاني من وزارة الشؤون الدينية لصحيفة «الشرق الأوسط» إن مسجد فيصل يعد المسجد الوطني لباكستان وسمي على اسم الملك الراحل فيصل بن عبد العزيز ملك المملكة العربية السعودية، الذي دعم ومول المشروع.

وقال مسؤولون باكستانيون إن الرغبة في بناء المسجد بدأت عام 1966 عندما دعم المغفور له الملك فيصل بن عبد العزيز ملك المملكة العربية السعودية مبادرة الحكومة الباكستانية لبناء مسجد وطني في إسلام آباد خلال زيارة رسمية إلى باكستان.

عمارة المسجد الحديثة لافتة للنظر وفريدة من نوعها، تفتقر إلى القباب والأقواس التقليدية الموجودة في معظم المساجد الأخرى في جميع أنحاء العالم. لكن مسجد فيصل صمم على شكل خلية خراسانية ثمانية الشكل ومستوحاة من الخيمة العربية الصحراء، ويحيط بها أربع مآذن غير عادية مستوحاة من الهندسة المعمارية التركية.

تمت تغطية الصالة الداخلية التي صممت على شكل خيمة بالرخام الأبيض وزينت بالموزاييك والخط العربي للخطاط الباكستاني صادقين، وثريا مذهلة على الطراز التركي.

تبلغ مساحة المسجد 5000 متر مربع أي نحو (54000 قدم مربعة) وله القدرة على استيعاب ما يقرب من 300000 مصلّ 100000 في قاعة الصلاة الرئيسة، و200000 آخرين في الفناء والأروقة.

كان مسجد فيصل أكبر مسجد في جنوب آسيا والعالم من عام 1986 حتى عام 1993، عندما تجاوزه في الحجم مسجد الحسن الثاني في الدار البيضاء الذي شيده المغرب حديثا. ثم دفعت التوسعات اللاحقة في المسجد الحرام بمكة المكرمة والمسجد النبوي في المدينة المنورة، خلال التسعينات، بمسجد فيصل إلى المركز الرابع من حيث الحجم.

وقال: «تعد التراويح الحدث الرئيس في شهر رمضان، وكثير من الناس يحضرون لأداء صلاة التراويح، خلف الشيخ ضياء الرحمن والشيخ محمد نعمان اللذين يؤم كل منهما التراويح عشرة، ويتم ختم القرآن ليلة الـ25 من رمضان».

وأوضح طاهر صديقي أن قراء العالم العربي لا يرغبون في الحضور عادة إلى باكستان بسبب الإقبال الكبير عليهم في بلدانهم خلال الشهر الكريم.

وأضاف: «نجري مسابقة عالمية لتلاوة القرآن خلال رمضان، يشارك فيها قراء من جميع أنحاء العالم. ونحن ننتظر وصول بعض القراء هذا العام».