رمضان هذا العام يعد الأطول في لبنان والمنطقة منذ 33 عاما

ما يقارب 15 ساعة صوم في معظم البلاد العربية

TT

إنه شهر رمضان شهر الخير والمغفرة يطل على لبنان هذا العام مختلفا حيث سيكون الأطول نهارا وصياما منذ 33 عاما بدليل أن ساعات الصيام ستصل إلى 16 ساعة و13 دقيقة في اليوم، لتنخفض إلى 15 ساعة و22 دقيقة في اليوم الأخير من الصيام.

وعلى الرغم من هذا الانخفاض، في عدد ساعات الصيام، سيبقى معدل الإمساك عن الطعام من بين معدلات الصيام الأعلى في بعض الدول العربية كمصر 15 ساعة و30 دقيقة، فيما ستصل في قطر والمدينة المنورة إلى 15 ساعة.

ولكي نشهد رمضان في شهر يوليو (تموز) مرة أخرى علينا أن ننتظر 33 سنة تقريبا يقول الشيخ جميل ترجمان في حديث لـ«الشرق الأوسط» التي التقته في دار الفتوى اللبنانية، وأجاب: «السبب هو الفارق بين التقويم الهجري والميلادي والبالغ نحو 11 يوما. وهذا يعني أنه كل عام يأتي رمضان قبل 11 يوما من الموعد الذي حل به العام الماضي».

ويعطي ترجمان مثالا أن الشهر الفضيل من المرجح أن يبدأ هذا العام في 9 يوليو (تموز)، فيما حل العام الماضي في 20 يوليو، والعام المقبل سيحل حوالي 28 يونيو (حزيران) ومن هنا علينا أن ننتظر نحو 33 عاما لكي يعود إلينا رمضان في شهر يوليو.

وهذه الأمور تتغير كل 3 أشهر حسب الفلك، وليس لها علاقة بأي معطيات أخرى، وبعد مدة سيأتي رمضان في يونيو وسيكون عندها النهار أطول مما هو عليه اليوم، وإذا كانت بدايته حارة ربما لا تكون نهايته حارة.

بدوره يرى رئيس مجلس إدارة مصلحة الأبحاث العلمية الزراعية ميشال افرام أن الحديث عن أن رمضان سيكون الأطول نهارا منذ 33 عاما هو أمر اعتيادي وليس هناك من علامة خارقة أو غير اعتيادية لأنه أمر طبيعي من زاوية الطقس.

ومن المعروف أن 21 يونيو هو الأطول نهارا والأقصر ليلا بين أيام السنة، بعدها يقصر النهار تدريجيا ويطول الليل. وفي يوم 21 سبتمبر (أيلول) يتعادل الليل والنهار، ومع حلول 21 ديسمبر (كانون الأول) يصبح الليل أطول من النهار، ومن ثم يتعادلان مرة ثانية في 21 مارس (آذار).

ومن البديهي أن بدايات رمضان هي أطول من نهاياته، بحسب ما يقول افرام لـ«الشرق الأوسط» وهذا ليس لرمضان علاقة به بل متعلق بفصول السنة وأشهرها.

وعما ستكون عليه درجات الحرارة في رمضان يوضح افرام أن المعطيات المناخية في لبنان، حتى الآن تشير إلى أن طقس الأسبوع الأول من رمضان سيكون صيفيا واعتياديا وستتراوح درجات الحرارة في لبنان بين 33 و35 نهارا وبين 18 و20 ليلا.

وإذ لا ينفي أن الطقس سيكون حارا قليلا، يكشف افرام أننا سنشهد رياحا متوسطة إلى قوية أحيانا في فترتي بعض الظهر والمساء، وهذا كفيل بالتخفيف من حدة الحر على الصائمين ومريحا لهم، خاصة في المناطق الجبلية والبقاع.

وانتقالا إلى بعض الإجراءات التي يجوز للصائم اللجوء إليها من الزاوية الشرعية والدينية، بهدف التخفيف من حدة الحرارة عليه، يؤكد مدير عام لجنة الأوقاف في دار الفتوى، الشيخ هشام خليفة أن النبي (صلى الله عليه وسلم) علمنا أن الدين يسر وليس عسرا وهو القدوة لنا، وأفعاله هي سنة، فكان في أيام الحر يغسل رأسه بالماء البارد ليلطف من الحرارة، وأذن للصائم إذا ما اشتد عليه العطش أن «يتمضمض» بالماء البارد، شرط أن لا يبلع منه شيئا، وهذا يعيد البرودة إلى لعاب الفم ويخفف من حدة العطش وأجاز له فعل ذلك مرات عدة في النهار.

ويتابع: «كما أذن له أن يغتسل بالماء البارد، فالاغتسال ينشط الجسم ويساعد على تحمل الحرارة».

ومن الإجراءات أيضا أنه وبهدف عدم الشعور بالوقت الطويل، فإن أمام الصائم خيارات عدة من خلال حضور الصلوات في المساجد، وقراءة القرآن والذكر وأخذ قيلولة. وهذه بالطبع أعمال عبادية تساعد أيضا على تجنب الملل والتعب وتساعد على قام الليل، وفق الشيخ خليفة.

ويستدرك قائلا: «من المعروف أن الجسد في بعض الحالات يتأقلم مع هذا التغيير (الصيام) ويتجاوز مشقات وصعوبات الصيام بعد مرور الأيام الأولى من رمضان».

وأكد فلكيون عالميون أن شهر رمضان المقبل سيكون الأطول منذ 33 عاما الماضية بسب وقوعه في شهري يوليو وأغسطس، بعدما تتابعت الأشهر فلكيا ليدخل الشهر هذا العام في قلب فصل الصيف.

وبين الفلكيون أن عدد ساعات الصيام في بداية شهر رمضان الجاري ستكون 14 ساعة و11 دقيقة مقارنة بـ13 ساعة و55 دقيقة هي عدد ساعات النهار في بداية شهر رمضان الماضي مؤكدين أنه سيزداد عاما بعد عام نظرا لاقترابه من يوم الانقلاب الصيفي الذي يكون يوم 21 يونيو من كل عام وهو أطول نهار في النصف الشمالي للكرة الأرضية خلال العام.