«إهدنيات» تتجاوز الأوضاع الأمنية في شمال لبنان لتنطلق في برنامج فني عالمي

ديميس روسوس وإيما شابلن وحنين وكاظم الساهر أبرز ضيوفها

TT

للسنة الثانية على التوالي تنطلق مهرجانات إهدن الدولية (إهدنيات) متجاوزة أوضاع منطقة الشمال غير المستقرة في لبنان وذلك من خلال برنامج فني منوع وعالمي أراد منظموه من خلاله أرضاء كل الشرائح اللبنانية المقيمة والمغتربة كما ذكرت رئيسته ريما فرنجية لـ«الشرق الأوسط».

ديميس روسوس وإيما شابلن وكاظم الساهر وحنين إضافة إلى فرقتي موسكو لرقص الباليه وفهد العبد الله اللبنانية يشكلون مجتمعين أبرز نجوم هذا المهرجان الذي يبدأ في 3 أغسطس (آب) وينتهي في 17 منه والذي سيستضيفه مسرح (سيمبوزيوم) إهدن المستحدث خصيصا لهذه المناسبة وليتسع لثلاثة آلاف شخص سيستمتعون في مشاهدة اللوحات الفنية المعدة للمهرجان إلى جانب لوحات أخرى رسمتها طبيعة شمال لبنان تبرز جمال معالم هذه المنطقة التي تسكن قلب الجبل.

«لقد قررنا المضي بالمهرجان هذا السنة لأننا مؤمنون بقدرة اللبناني على تجاوز أي مصاعب يواجهها ولنكون فسحة من الأمل والحرية والتسلية لأهالي الشمال بالتحديد وخصوصا أهالي طرابلس الفيحاء». بهذه الكلمات وصفت رئيسة مهرجانات (إهدنيات) ريما فرنجية الحالة التي دفعت بمنظمي المهرجان لإدراجه هذه السنة على روزنامة نشاطاتها الاجتماعية والفنية. واعتبرت أن إصرارها والفريق المساعد لها على بذل جهود كبيرة منذ أكثر من سنة لإتمام هذا المهرجان على أكمل وجه يشرف أهالي الشمال بعدما افتقدوه العام الماضي بسبب الأوضاع المتردية التي كانوا يعانون منها. وتضيف: «بات من المعروف اليوم أن هدفنا من إقامة هذا المهرجان ليس الربح ففي عام 2011 خصصنا ريع ثلاث حفلات فنية منه لتعود لمركز (التوحد) في منطقة الشمال والذي يهتم بمعالجة الأولاد الذين يعانون من هذا المرض، أما هذه السنة فسيعود ريع جميع الحفلات إلى مؤسستي (الأطفال أولا) المعنية بمعالجة الأطفال المصابين بمرض السرطان و(مركز الشمال للتوحد) أيضا ونتمنى أن يحتذي بنا باقي منظمي مهرجانات الصيف في لبنان لنحقق خطوة ناجحة في هذا المجال لا غبار عليها».

ورأت ريما فرنجية أن اختيارها للمغني العالمي اليوناني الأصل ديميس روسوس جاء عن سابق تصميم كونه أحد المغنيين الذين يحن إلى سماع أغانيه اللبنانيون من جيل معين شكلت لهم أغانيه في الماضي ذكريات لأيام جميلة عاشوها مشيرة إلى أن شريحة لا يستهان بها من شباب اليوم حجزت مقاعدها سلفا لحضور هذه الحفلة بعدما تأثروا بفن هذا الفنان المعروف في لبنان أبا عن جد.

ومن المنتظر أن يؤدي ديميس روسوس أجمل أغانيه مثل (goodbye my love goodbye) و(velvet morning) وغيرها من ألبوماته القديمة والجديدة والتي ما زالت تلاقي رواجا كبيرا في الأسواق الفنية.

أما إيما شابلن التي ستقدم حفلتها في 9 أغسطس فوصفتها منظمة المهرجان بـ«النجمة المتألقة» كونها تجيد غناء الأوبرا والروك والكلاسيك فتجمع تناقضات الفن الحديث والأصيل معا مما يجذب هواة جميع أنواع الغناء الأجنبي. وعن سبب تراجع نسبة الفنانين اللبنانيين في المهرجان إذ كان حافلا بهم في الموسم السابق فقد أوضحت ريما فرنجية: «أخذنا بعين الاعتبار الحفلات الغنائية التي تنظمها المطاعم في المنطقة والتي عادة ما تستضيف فيها مطربين لبنانيين معروفين فارتأينا التشديد على النجوم الأجانب لتنعم المنطقة بخيارات منوعة تتوزع ما بين المهرجان وباقي المجمعات السياحية في الشمال».

وعن رواد مهرجان «إهدنيات» قالت: «هم بغالبيتهم يأتون من منطقة الشمال ومن مدينة طرابلس بالتحديد فهذه المدينة العريقة يتمتع أهلها بحب الحياة وتجاوز المصاعب ولا يوفرون مناسبة للتخفيف من معاناتهم كما أن الحجوزات هذا العام طالت مغتربين لبنانيين جاءوا من أفريقيا وأستراليا وألمانيا وبلجيكا وغيرها إضافة إلى سياح من الأردن وقبرص». ورأت أن «إهدنيات» سيتيح لمشاهده التمتع بسحر اللحظة من خلال المشاهد الطبيعية التي يشرف عليها موقع المهرجان والمطل على الغابات الخضراء والأحراج والأشجار وعلى وادي القديسين وجبل إهدن موضحة أن إنارة خاصة ستغلف الأجواء تضفي على لياليه روعة المشهدية والجلسة.

ومن الليالي المنتظرة بحماس من قبل اللبنانيين هي حفلة الافتتاح التي ستحييها فرقة الباليه الروسية (موسكو باليه آر إف بي) في 16 أغسطس والتي ستشهد إحدى أجمل المسرحيات الراقصة «بحيرة البجع» وكذلك بالنسبة للحفلة الفولكلورية اللبنانية التي تحييها فرقة فهد العبد الله حت عنوان «تراث وحنين» وتقدم خلالها لوحات لبنانية تراثية أصيلة، وكذلك بالنسبة للحفلة التي تقيمها المطربة حنين في 17 التي تجمع في أغانيها ما بين الموسيقى العربية والكوبية.

ويختتم المهرجان حفلاته في 24 أغسطس بليلة غنائية مع كاظم الساهر يؤدي فيها أجمل أغانيه الرومانسية الحالمية التي ينتظرها عشاقه في كل مرة. وأكدت ريما فرنجية أن عروضا كثيرة ستقدمها الفنادق والمطاعم في المنطقة بمبادرة منها لتشجيع اللبنانيين على القيام بزيارة سياحية إلى بلدة إهدن ترافقا مع ليالي المهرجان مما سيتيح لهم الإقامة في ربوعها وتناول أشهى الأطباق اللبنانية ولا سيما المعروفة بها منطقة الشمال ضمن ميزانيات مقبولة.

يذكر أن وسائل النقل مؤمنة إلى المهرجان من أربع نقاط ميدانية فتنطلق من متاجر «فيرجن ميغاستور» وسط بيروت لتكمل طريقها إلى بلدة إهدن بعد مرورها على ثلاث نقاط محددة في منطقة الدورة في بيروت(نقطة السيتي مول) وساحة مدينة جونية ومدينة جبيل.