رمضان في دبي.. روحانية الشهر تنتشر في كل مكان

جنسيات مختلفة تتحد وقت الإفطار.. وفعاليات تترجم أهمية الشهر الفضيل

إحدى الخيام الرمضانية المنتشرة في دبي خلال رمضان («الشرق الأوسط»)
TT

تشير عقارب الساعة إلى نحو السابعة مساء بتوقيت دبي، الشمس تلملم أشعتها استعدادا للمغيب بعد انقضاء اليوم، بينما ينسل الظلام تدريجيا على المدينة التي تحتضن أطول برج في العالم، تتوزع فيها مطاعم مختلفة الأشكال متفقة على بدء تقديم الطعام مع ارتفاع أذان المغرب.

جمع من البشر من أجناس وديانات مختلفة يتشاركون طاولات الطعام في المطاعم المنتشرة في دبي، والتي يتجاوز عددها 4 آلاف مطعم، في الوقت الذي ينتظر فيه الجميع صوت المؤذن وطلقة المدفع التي تطلق بالقرب من برج خليفة في منطقة «الدان تاون».

رمضان في دبي هو مزيج بين الحياة الروحانية للشهر الفضيل والحياة العملية التي اشتهرت بها المدينة النشيطة اقتصاديا وسياحيا، فالجميع هنا ومن مختلف الجنسيات والأديان يحترمون سمات شهر رمضان، فلا المطاعم تقدم الطعام بشكل عام قبل موعد الإفطار، ولا يوجد من تلك الجنسيات من يجاهر بالطعام في موعد الصيام، فالكل يتواكبون مع روحانية هذا الشهر الفضيل، إضافة إلى سماع أئمة المساجد وهم يتلون آيات الذكر الحكيم في صلاة التراويح.

أكثر شيء قد يلفت انتباهك في دبي خلال شهر رمضان الكريم، انتشار الفوانيس الرمضانية وشعار الهلال (هلال القمر) في كل أرجاء المدينة، رغبة منها ومن سكانها في الترحيب بهذا الشهر الفضيل، وحتى الأسواق والمجمعات والفنادق تزينت بهما، في إشارة إلى دخول شهر الصيام.

تعمل الدوائر الحكومية في دبي خلال شهر رمضان ما بين الفترة من 9 صباحا حتى 1 ظهرا، بينما تستمر شركات القطاع الخاص حتى الساعة 3 مساء، في حين تعمل المعارض من 10 صباحا حتى 2 صباحا.

في هذا المشهد لم يكن صعبا على الزائر والمقيم استشعار الفرق من اليوم الأول لشهر رمضان المبارك، وكيف أن المدينة التي تطل على الخليج العربي مهيأة لأن تكون وجهة أولى للمسافرين والزوار القادمين إليها للاستمتاع بالأجواء الرمضانية الأصيلة ضمن نمط عصري تجملت فيه دبي الحديثة بكل محيطها لاستقبال هذا الشهر الكريم، بدءا من الشوارع والأحياء العتيقة والجديدة، إلى مراكز التسوق والفنادق والخيام الرمضانية، انتهاء بالكثير من الفعاليات الثقافية والتراثية والدينية.

وتأتي جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم ضمن أهم المظاهر الرمضانية، إضافة إلى فعالية الملتقى الرمضاني الذي تنظمه دائرة السياحة، والأسواق الرمضانية المتخصصة، فضلا عن العدد المذهل من الحملات الخيرية التي تقوم على مبادرات فردية أو جماعية وتنتشر في أنحاء المدينة.

وفي هذا السياق أوضحت ليلى محمد سهيل، المدير التنفيذي لمؤسسة دبي للمهرجانات والتجزئة لـ«الشرق الأوسط» أن المؤسسة أطلقت الدورة الثالثة من «رمضان في دبي» بهدف إبراز التحول الذي تشهده المدينة المعروفة بأنشطتها وفعالياتها الترفيهية والفنية المتواصلة، إلى مدينة يسودها الهدوء الرمضاني الروحي، والفعاليات الثقافية والترفيهية المستوحاة من قيم وفضائل الشهر الكريم.

وفي بادرة لإبراز فوائد الصيام وتشجيع غير المسلمين على تجربة الصيام، نظمت مؤسسة دبي للمهرجانات والتجزئة فعالية الصيام ليوم واحد، وذلك من خلال توجيه الدعوة لغير المسلمين للمشاركة في صوم يوم واحد بتاريخ 19 رمضان، الذي يصادف تاريخ وفاة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وستقدم إفطارا مجانيا لكل المشاركين، إلى جانب إقامة أنشطة متنوعة.

واتخذت الخيام الرمضانية مواقعها في الفنادق وفي مختلف الأماكن في دبي استعدادا للشهر الفضيل، وتقدم هذه الخيام للضيوف فرصة تناول وجبات الإفطار والسحور في أجواء متميزة تتناسب مع طبيعة هذا الشهر الكريم.

وأعدت دائرة السياحة والتسويق التجاري في دبي مجموعة من الفعاليات والبرامج الترفيهية والتعليمية والتدريبية لجمهور الملتقى الرمضاني الثاني عشر الذي تنظمه خلال شهر رمضان المبارك ويستضيفه مركز دبي التجاري العالمي.

وتستضيف دبي مجموعة من قراء العالم الإسلامي طوال شهر رمضان المبارك ليقدموا محاضرات عن الإسلام وشهر رمضان المبارك، وليكونوا منارات تفيد بعلمها الأمة الإسلامية خلال الشهر الفضيل، ويقام هذا الحدث تحت رعاية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، ومن تنظيم دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري.

ومن الأنشطة المصاحبة لبرنامج القراء خلال شهر رمضان المبارك: تخصيص حلقة تحفيظ وتجويد القرآن للأطفال، ومحاضرة عن فضائل شهر رمضان للجاليات باللغة الإنجليزية، وبرنامج إفطار لغير المسلمين، وذلك لتعريفهم بالعادات والتقاليد لشهر رمضان.